الفصل الخامس

44.2K 1.4K 50
                                    

تعويذة غرام

الفصل الخامـس :

بعد حوالي اسبوعــان.....

كان جاسم يجلس بغرفتـه على الأريكة يضـع يداه على رأسه منكسًا رأسه وكأن مصيبة ما حلت برأسه !!...
اخذ يتذكـر ما حدث بعد أن أتـــوا من ذلك المطعم.....

فلاش بـــاك###

ركضت كارمن لغرفتهـا دون كلمة واحدة، بينما إلتفت هو لوالدته التي أتت خلفهم ليزمجر والعصبية تكاد تمزق شريانه :
-لية !! عملتي كدة لية؟؟؟ انا متأكد إن إنتِ اللي جبتي الصحافه!!!!
مطت شفتاها ببرود لتجيبه بنبرو عملية جادة :
-عشان أعرفك إن لو اتعاد الموقف دا وانا مليش دعوة، مش هتقدر تقولهم إنها مراتك.. وعمومًا كمان مش هينفع تصارح الناس انها مراتك !! عارف لية؟ عشان هي ملهاش اصل ولا فصل.. عشان كل واحد هيخترع قصه من دماغه وسُمعتك هتتشوه.. عشان مش هتقدر تكتب ابنك بأسمها ولما يطلع يقولك فين جدو وتيته وخالو وخالتو تسكت.. عشان هتخسر شغلك والعملاء هيفكروا انك بتاع ستات ومش بعيد تطلع شهرة عليك إنك خمورجي!!!! فووووق البنت دي ماينفعش تكون ليك بشكل رسمي ابدًا !!!!
وكأن كلماتها كانت صفعـات قويـة لجاسم الذي هربت الحروف من بين شفتـاه !!....
يود مهاجمة الحقيقـة بأسباب واهية.. ولكنها تنخـرط معها فيذوب هو صريعًا..
نظر لها يهتف بشرود :
-انا مقولتش اني هعلن للناس وبعدين إنتِ خلاص افترضتي كل حاجة !!
ابتسمت بسخرية وهي تتشدق بثقة :
-انت حبيتها يا جاسم، حبيتها من ساعة ما كنت بتراقبها فـ الدار طول الشهر.. بس لما تبعد دلوقتي احسن ما تتورط اكتر، دلوقتي انت قولت للصحافه إنها صديقة عمل واني كنت بهزر.. لكن تخيل لو كنت قولتلهم انها مراتك مكنتش هتقدر تكذب الخبر ده !!
ثم اكملت بتحذير :
-وخصوصًا انه بمجرد ما يحصل حمل مش هتقدر كمان تدي تسنيم مبرر عشان تكون قريب منها، وانت عارف تسنيم مجنونة مش بعيد تأذيها !!!

بـــاك###

ها هو المبرر قُتــل....
والروح قاربت على الإنصهار في ذلك الجحيم !!
يشعـر وكأن غليـان من نـوع اخر بصـدره.. غليـان يحرقـه حرفيًا !!!...
لكل نهايـة بدايـة تُسلخ من اطرافها.. ولكن هو يشعر أنه عاجز.... عاجز عن وضع نقطة بداية لتلك النهاية الحالكة!!

نظر لتيم صغيره الذي كان عنوان تلك البدايـة... وواضع نقطة النهاية ايضًا !!!
ليتذكر كلام الطبيب الذي دفعه لتلك الزيجة
" جاسم بيه افهمني.. انا بقترح انه يبقى له اخ عشان يخرجه تلقائيًا من الوحدة دي، عشان تيم يتعامل معاه بفطرته وبتلقائية، لانه لو ودتوه عند حد او صديق وجيتوا مشيتوا مثلا... هو هيحس انه برضه في حاجز.. انه دا مش اخوه ومع الوقت هيدرك انه دا مجرد وسيلة.. وخاصة انه الطفل التاني لو مش اخوه هيجي وقت هيزهق منه.. لكن اخوه هيبقى معاه دايمًا ومع الوقت تيم هيبدأ يتفاعل معاه "

أغمض عينـاه بقوة وفتحها لينهض خارجًا من غرفته وهو ينادي على الخادمة المسؤلة عن المطبخ :
-بدرية !! تعالي هنا
خلال دقيقتين حضرت امامه تسأله بتوتر :
-ايوة يا جاسم بيه اتفضل !
اشـار للسلم وهو يقول بصوت أجش لم تختفي لمحة الغضب منه :
-مين اللي اتدلق منه الزيت على السلم؟؟ لا وكمان مامسحهوش
قطبت جبينها بحيـرة وهي تحدق بالسلم.. لتنطق بعد صمت دقيقتان تقريبًا :
-محدش يا جاسم بيه. اصلا الخدم ممنوع يخرجوا بالاكل من المطبخ الا وقت الغدا!!!
واسفًا هو متيقـن من حديثهـا...
بل الحقيقـة واضحة كضـوء الشمس.. ولكن ماذا إن كان يتمنى خسوف ذلك الضوء ؟!!!
خرج صوته حادًا وقاسيًا وهو يخبرها :
-إنتِ مطرودة لحد ما أعرف مين اللي عمل كدة
هنا ظهـرت احدى الخادمات تقول بلهفة :
-لا يا جاسم بيه والله الست بدرية ملهاش ذنب، محدش خرج بالزيت الا تسنيم هانم بس والله
نــال ذلك الأعتـراف اخيرًا...
احتلت عينـاه نظرة سوداء عميقـة وكأنها حفرة غائرة ستبتلعك حتمًا....!!
ثم اشار لهم ان ينصرفـوا ليتوجه نحو غرفة تسنيم دون كلمة اخرى..

تعويذة غرام بقلم/ رحمة سيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن