الفصل السادس والاخير

45.2K 1.3K 65
                                    

اسبوعــان من الدهـر مروا... ام أسواط من الجحيم هذه التي كانت تجلده مع كل يوم يمر وهي بعيدة عنه...
لا يعلم عنها اي شيء !!!
لا يعلم أ هي بخير ام لا... تشتاقه كما يلتـاع هو متلطمًا بين جرعـات انتقامها ام لا تبالي !!....
لا يتخيل أن اسبوعـان وأيـام مروا دون أن يعلم اين هي او يلمحها ولو من بعيد !...
وكأنها طيف ابيض ظهر امامه لتزدهر صفحات حياته ثم اختفى فجأة لتعود لحلكتها....!!
كان يجلس في غرفته يحدق في اللاشيء..
أ يمكن أن تكون الارض إنشقت وابتلعتها !!!!
بدأ ينفث سيجـاره بشراهه بعدما قطعها منذ فترة طويلة... يريد اي شيء يخرج طاقته السلبية به !!
طرقت تسنيم الباب بهدوء فلم يرد عليها كالعادة..
ابتسمت وهي تضع الطعام امامه مرددة ببرود اغاظه :
-يا حبيبي متقلقش، هي كدة كدة مش هتقدر تصرف وتربي البيبي لوحدها اكيد اول ما تولد هترجع لوحدها !
لم يشعـر بنفسه وهو يدفع صينية الطعام بعنف حتى سقطت على الارض فصرخ بجنون كعادته مؤخرًا ؛
-وانا لسة هستنى 8 شهور لما تولد !!!!!
-يوووه انا غلطانة انت حر خليك كدة
قالتها وهي تنظـر له بحـدة ثم استدارت لتغادر دون كلمـة اخرى....
ليضـع هو يده مكان قلبه هامسًا بتأوه متألم :
-أنتِ فين يا حبيبتي ؟!!!

. . . . . . . . . . . . . . . . .

وفي الخارج امام الغرفة.. رن هاتفها فأمسكت به تجيب بصوت هادئ :
-ايوة يا ماما..
-عاملة اية يا تسنيم؟ وجوزك لسه زي ماهو؟؟
-لا انا تمام، اه البيه لسة بيبكي على الاطلال!!
-مش كان احسنلك لو كنتي حملتي بدل وجع القلب ده كله
خفضت صوتها وهي ترد :
-يوووه يا ماما انا غلطانه اني حكيتلك يعني؟!
-اصل مش مستوعبه ازاي تكون نسبة الخطر 50٪ بس وانتِ تكذبي على جوزك وتقوليله 90٪ !!! خايفه تخاطري ياختي؟؟ طب اديكي انتِ اللي اتدبستي فـ مشاكل وحوارات !
-ماكنش قدامي حل الا اني اكذب يا امي واقوله الخطر 90٪ كنت خايفه اووي حتى لو نسبة الخطر 50٪ بس !!!
-سلام يا ماما سلام
-سلام يا اخرة صبري
اغلقت الهاتف وهي تستدير لتسير ولكن شهقت بعنف وهي ترى "جاسم" الذي يبدو انه خرج من غرفته دون ان تشعر به وسمع كل شيء!!!!.....
ظلت تعود للخلف بخوف وهي ترى نظرة عينـاه...
نظرة عينـاه التي كانت كالسكين يخدش جوارحها بقوة أرعبتها فكادت تبكي خوفًا !!!!
ظل يقترب منها ببطء وهو يقول بنبرة اجرامية :
-يعني طلعت عايش مع اكبر كدابة ! مع واحدة خافت على نفسها من حاجة ملهاش داعي وفكرت بأنانية ومفكرتش فـ ابنها اللي بيضيع كل يوم اكتر عن اللي قبله !!
مع اخر حرف له كان يصفعهـا بعنف متابعًا زمجرته التي تشبه زئير الاسد :
-انتِ ايه!!! مؤامرت وتخطيط وكذب واهمال... كفاااااية بقا ارحميني !!
اصبحت ترسم البكاء وتذرف دمـوع كسحـاب ممتلئ وهي تردد بحزن مصطنع :
-جاسم اسمعني.. انا عملت كدة عشان آآ.....
ولكنه لم يعطها الفرصة فكان يصفعها للمرة الثانية على التوالي وصراخه يصل لكل من بالمنزل :
-اخرسي مش عايز اسمع صوتك.. وعشان تبقي عارفه انا هرجعها.. وهعلن جوازي منها وهترجاها تسامحني لاني سبت جوهرة تروح من بين ايديا.. وهكتب الواد بأسمها وهي اللي هتربي تيم !!
وعندما وجد الذهـول ممزوج بالغل يتراقص في حدقتا عيناها، استطرد بقسوة متقززة ؛
-انتِ مابتشوفيش الفرق بينك وبينها؟؟ من ساعة ما جت وهي بتحاول تتقرب من تيم وانتِ عمرك ما عملتي كدة.. بتحاول تكون الصدر الحنين للكل، حتى الخدم حبوها.. لكن انتِ!! انتِ الساحرة الشريرة في البيت ده !!!!!
حتى ابنك مقدرتيش تحتويه !...
اصبحت تبكي بلا توقف فصمت هو برهه ليقول بعدها ؛
-انتِ طالق.. طالق.. طالق بالتلانة ! تقدري تتصلي بحد من اهلك يجي ياخدك واقعدي لمي حاجتك على اقل من مهلك !!!
إتسعت حدقتاها وهي تصرخ بانهيـار :
-لاا انت ازاي تطلقني لا مستحيييل !!!!
تركهـا واستـدار ليغادر فنهضت وهي تقول بشراسة :
-طب والله ما هقعد فيها ثانية، بس مش هسكت يا جاسم
رفـع كتفاه ببرود ان يعيرها ادنى اهتمام.. وبالفعل مرت دقائق ووجدها تغادر المنزل كالأعصار...
حينها ابتسم بسخرية وهو يهمس لنفسه
" حتى ابنها مافكرتش تاخده معاها " !!

تعويذة غرام بقلم/ رحمة سيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن