الفصل الثاني

9.9K 338 6
                                    

انتهي خالد من العمل بعد عناء فهو يصر على متابعة كل شيء بنفسه رغم إصابته لا يحب أن يتعامل معه الناس بشفقة فهو منذ التاسعة يأتي مع والده للشركة يحفظ كل جزء بها جيداً و كل شيء يخصها و لم يقبل بوجود من يساعده في السير فهو قرر الإعتماد على حواسه الأخري و بعد معاناه نجح في التعامل كأنه ليس أعمي لدرجة أن جميع من حوله يظنونه مبصرا لولا ما حدث منذ عشر سنوات و الذي لن ينساه مهما كان و سيبقى عالقا في ذاكراته مدي الحياة جرح كرامته لا يزال ينزف و بشده و كأن السنوات لا تكفي لشفائه و لايزال رافضا تلك العملية الجراحية ينتظر الأمل إما يأتيه أو أنه سيقضي حياته هكذا و لكن متي سيأتي ذلك الأمل فلقد تأخر كثيرا خرج من الشركة وحده دون مساعده و اتجه لمكانه هو و أمير المعتاد لشرب القهوة يحفظه عن ظهر قلب و لا ينساه و لأن الكل يعرفه رحب به صاحب المقهي فهو و صديقه دائمي التردد عليه دوما و أخبره بأنه يريد الذهاب لطاولته وحده و ذهب لها و كأنه يري كل شيء و ليس أعمي مما فجأ الجميع و طلب كوبين قهوة و بعد قليل لحق به صديقه أمير و جلس أمامه
خالد بملل:أخيرا اتيت لما لم تتأخر ربع ساعة أخري؟
أمير بذهول:كيف عرفت ذلك؟
خالد:سمعت الشخص الذي خلفي يقول إنها الثالثة و الربع و ساعتي تصدر صوتا كل ساعة
أمير بجدية:نشرت الإعلان و غدا سنقابل المتقدمين هل ستكون معي أم أقابلهن وحدي
خالد بجدية:سأكون معك لا أريد مثل تلك الموظفة مرة أخرى في شركتي
أمير رغم علمه بغضب صديقه عند التحدث في هذا الأمر :إلي متي ستبقي رافض القيام بالعملية الجراحية ؟
خالد بغضب حتي أمير لا أحد يشعر به و بألمه يريدونه أن يسير وفقا لرغباتهم و كأنه ألة:أمير إذا أردت أن تبقى صديقي فأغلق فمك و كفاك كلاما في هذا الأمر
أمير بقلق:أنا قلق عليك فأنت أخي لقد مضي عشر سنوات انس الأمر و عش حياتك
خالد و هو مازال يشتعل غضبا و كأن الأمر يحدث أمامه الآن:لن أثبت لتلك الحمقاء أنها محقة و أنا عاجز و سأريها و أري الجميع خطأهم و ستري غادر المقهي و قد قرر أن يسير في الشارع قليلا وحده اختفي وسط الزحام و أمير يكاد يجن فصديقه ضرير و لن يقدر على العوده لمنزله وحده و ألاف الأمور السيئة تدور في رأسه فذهب لقسم الشرطة ليبلغهم ليتحركوا سريعا و يجدوه قبل حدوث مكروه له و لاسيما أعدائه فهذا فرصة للنيل منه و من نحاجه و أمر رجاله بالبحث عنه ووالده في حالة غضب خوف خنق مشاعر مختلطة فهو ابنهم الوحيد و أهم ما يملكون بحياتهم و بعد الحادثة قلقهم زاد خاصة أنه رفض وجود مساعد له
و السؤال الذي يشغل عقلهم أين ذهب؟؟؟؟
************************************
كانت غادة و همسة يتسوقون لأجل مقابلة العمل و همسة لم تترك مكانا لم تذهب إليه لم تذهب إليه و لم يعجبها شئ مما أثار خنق غادة لما من الصعب اختيار ما ستذهب به ليومها الأول في العمل رغم انها شركة كبيرة و لا أحد ينكر ذلك لكن الأهم من المظهر هو العمل و ما ستفعله به و ليس المظهر حتي و إن المظهر مهم و لكن ليس بأهمية العمل و أخيرا وجدت ضالتها و هم الآن في طريقهم للمنزل و يسيرون على الكورنيش و هناك من يصغي لهما دون قصد و قد راق له صوت همسة كموسيقي هادئة و نغمة عاذبة لم يسبق أن سمعه من قبل و صار لديه فضول للتحدث معها
غادة بتعب :أخيرا سنعود للمنزل لم أعد أشعر بقدمي
همسة و قد نال التعب منها أيضا:لا تنس أنه اليوم الأول و لابد أن أبدو بمظهر لائق
غادة:هذا إن قبلتي بالعمل
همسة بسخرية:يا لك من مشجعة لي
غادة:حقا ! ترتدين أن أكذب عليك لا نعلم بعد ماذا سيحدث فهذا شركة كبيرة جدا بالكاد تمرين من أمامها أو رؤية صورها في الصحف و المجلات رغم أنك طوال الأربع سنوات كنتي الأولي و لكنك لا تمتلكين خبرة كافية للعمل هناك
همسة بانزعاج :ألا يمكنك تمني التوفيق لي فحسب
خالد بجدية :عليك الوثوق بقدراتك و لا تصغي لمن يحبطك
همسة بتفاجأ:من أنت؟
خالد:اسمي خالد سمعت حديثكما صدفة و لا أزال مصرا إن كنت موهوبة في عملك ستنجحين و لا تصغ لمن يقول لك خلاف ذلك أبدا
شعرت همسة بالاحراج من كلامه و شكرته و غادرة مسرعة و هي تفكر كم هو محق لابد أن تثق في نفسها أكثر من ذلك و لا تسمح لأحد أن يقلل تلك الثقة أو يجعلها تخسرها أبدا
************************************

في انتظار تعليقاتك و التصويت

😇😇😇😇😇😇😇😇

همستيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن