2مرحبًا، من جديد.

38 4 3
                                    

اليوم يصادف ال رابعة عشر من شهر فبراير، الفين و سبعة عشر. اه اهلا يا مذكرتي التعيسه، لم نتكلم من السنه الماضيه في نفس هذا الوقت، نفس الشهر، نفس الليله، و لكن الاعوام تختلف. ولكنني الان في شقتي الملمومه، انه يومٌ لتعبير حبك لطرفك الاخر و انا حقًا لا اعلم ما بوسعي ان افعل. و لكنني الان اتجهز للقاء مع رفيقي، الذي يدعى ب تومناه. مجهول، غريب، قاسي، ولكن حنون في الوقت ذاته. كان حقًا انسانٌ فضيع. حبي له كان شاسع للغايا، الى ابعد الحدود. قبل بضعة اعوام كنت في اثمانية عشرة من عمري، كنت اعيش في دار الأيتام الذي يقارن بالممات بالنسبه لانسانٌ طبيعي في هذه المدينه، لم يكن لديّ عائله لإتخاذ اي قرار للرحيل من ذلك الجحيم. ولكن تومناه هو من ساعدني و ارفقني الى الطريق الصحيح. و قد تتسال، كيف ذلك يا داران؟ انتي تعملين كقاضيه الان! من اقوى و احسن و مثالٌ للامرأه لدى الناس، و المجتمع. وماذا قد تشعر اذ قلت لك انك خاطئٌ بهذا الكلام؟ انني اعلم ان عندما انتهي من هذا الكلام الذي يكتب في مذكرتي كل سنه في هذا الوقت، سوف اقفلها بعد ما اشرح نفسي و حياتي من جديد، و سوف تبقى في رف من رفوف حجرتي وربما بعد مماتي، سوف تتبعثر صفحاتها في القمامه. ولكنها مشاعري، ولما قد الناس تتفادى هذا؟ لانني اظهر القوه، و اخفي الحزن و المشقه و الاكتئاب؟ نعم، انه سببٌ مقنع للغايا. لنتراجع قليلًا للوقت الحالي، و لكنني كل يومٌ من السنه اشغف لهذا اليوم، و خوفي يزيد و يعلو كل ما اقترب الوقت. ارتديت فستاني الدافئ، احمر اللون. صديقتي الوحيده، كايوه، بدأت بتسريح شعري بطريقه جميله و ملمومه، وقفت من عمل شعري قائله،
-"ولما قد لا يطرق الباب، و لما قد انتي تذهبين له كل سنةٍ على اليوم المحدد، مرتديتًا الفستان ذاته يا ترا؟".
انني اجبت قائلةً، "انه القرن الواحد و عشرون يا كايوه! دعيني افعل ما اريد بعلاقتي!"، نبرة صوتي كانت على وشك البكاء، انها لا تعلم، لا تعلم لما قد لا يستطيع ان يقرع بتاتًا، الى الابد. نعم، انني ذاهبتًا الى قبره للتكلم و للحديث معه، بصمت و هدوء و سكينه. وهي مثل الجبانه تصدق ما اقوله. يالها ما حمقاء. لنستمر بقصتنا العتيقه. انه ميت لاسباب عديده، لا تحصى ولا تعد من كثرة النظريات التي كانت متوقعه من قبل القضاه و المحامون. انني تقبلت موته من عشرة اعوام. في يوم الرابعة عشر من شهر فبراير، الفين و سبعه. كنت في العشرون سنة من عمري، ذاهبه الى المقهى في الطقس البارد، للمقابله بتومناه. كان يوم الحب و كنت متحمسه للغايا لارتداء رداءي، الذي كان احمر اللون، و كان من اختياره و من نقود جهده. كنت اكره اللون الاحمر للغايا. كان لون الحقد و الكره و الكئابه. و لكن عندما لبتسه في ذلك اليوم كنت مرتاحه و اشعر بالطمأنينه و الاستقرار، كانه هو من يدفئني. و لكن عندما وصلت الى المقهى. "تووووووممماااهههه"، صرخت باعلى نبرة تستطيع حنجرتي اخراجها. كان غير واعي. مستلقيًا على دماءه. الاسعاف و الناس محيطين به. ركضت اليه و حاولت بايقاضه لانه كان كل شئ لدي، كان حياتي و كوني و عائيلتي و مجرتي كلها، و فكره الافتراق منه، كانت تشتتني للغايا. كل مره فكرت انه سوف يستيقض الدموع تهطل مثل الفيضان، مجددًا. كان السلاح مستلقيًا بجانبه. لم اكن اعلم كيف ان افكر، "تومناه، يرفيقي انا اعلم انني لم أُقَبِلك طول حياتي لانك اقنعتني ان ما من وراءه جدوى. و لكنني هنا لاقولك كلمه بسيطه كنت لا افكر ان اقولها ابدًا. 'احبك'." قبلته. لم يرد القبله. كانت الاولى و الاخيره منه. تنهد الدموع. و تنهد القلوب. بلا جدوى. انني وحيده في هذا العالم المخيف، المرعب، الكابوس. ياما كان ذلك اليوم متواجد في احلامي، سيناريوات بكاء امه الحنونه، بكاء اخته المراهقه، و بكاءي.

ضَمِيرِي لَيْسَ قَابِلٌ للخَطَرْ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن