Chapter 6♡

53 5 1
                                    

كم انتِ مشرقة،لا تليقينَ بعتمتي..
_______________

لم تنطق شيئًا..جلسا بصمتٍ لدقائقَ معدودة حتى انسحبَ هوَ

بصمتٍ للداخل بدون اي كلمةٍ منه..وقح!.

تتبعته بعينيها حتى دخلَ و هيّ صامتة،تفكر في كَم كانت مُحادثتهما

غريبة.

ظلّت على ذلكَ العشبِ الاخضر لدقيقة،عشرة،خمسة عشر..حتى

انقضت الساعة..لم تشعر بِنفسها الى ان وقعت زُمرديتها

على الساعةِ بمعصمها المُخمليّ..عشرُ دقائقٍ على عرضها الموسيقّي.

نهضت،مشت بخطواتٍ متثاقلة حتى دخلت.. استقبلها الضجيجُ

الطفيف و الهواءٌ البارد..تقدمَ هارولد اليها ببطء.

سألها اين كانت،بحث عنها و لم يجدها.

بانتظارِ حلولِ الوقت..احتست كأسينِ او ثلاثة،ملّت ف اشعلت سيجارتها..انيسةَ وحدتها

كانَ الوقتُ قد حان..جلست و امسكت بآلةِ الكمان وسط ذلك الحُضور المهيب..لحظاتٌ حتى داعبت

الموسيقىٰ اذانهم..لم يكن الأمرُ صعبًا عليها لتضع كافةَ اوجاعها

بعزفِها..كانت الاوتارُ تُعزفُ داخلها،داخلَ قلبها و روحها المُعتمه

كانَ عزفها من احنّ الاصوات داخلَ القاعة..حلَقت بعيدًا بـ آلتها

الى مكانٍ اخر لا احد سواهمُا به..تجسد به كُل التعابير..كُل المشاعر

تُعبر عن الأرق..حُب،عاطفة،احساسٌ جياش.

تُعبر عن الأقسى..غضب،يأس،وحدة ألم حُزن شوقٌ و انهيار.

ك

انَ صوتُ آلتها صرخة بـ زمنِ الكبت..تُحاولُ ان تُثبتَ مرارًا

ان اوتارها كائنٌ حيّ..يحملُ كافةَ العواطف البشرية.

انتهت اخيرًا تزامنًا مع شريكها الذي عزفَ البيانو..لا قُدرة تعلو عَليه.

اغمضت عينيها قليلاً..قابلتها زُمرديتاه..ابتساماتٌ خفيفة متبادلة.

حتى علا صوتُ تصفيقِ الحضور..ثناءٌ و مديح و اطراءٌ مبالغ به.

قابلتهم بابتسامات و ايماءاتُ رأسٍ خفيفة..كانَ هارولد يشكُرهم

بجانبها..مقربها اليه و يداه على خصرِها.

اتممت الليلة بمجاملاتٍ و ابتسامات شبهُ مزيفة..لم تكن بمزاجٍ

جيد اليوم..كـ كل يوم.

تبادلت الحديثَ مع بعضِ الشُبان المهتمين بالموسيقى حسب

ما قالوا،تناولت طعامَ العشاء برفقة الاستاذ اندريه..استاذٌ يعلمُ

الموسيقى و البيانو.

كان هارولد يحادثُ من يعرفهم تارة،و يشربُ كؤوسهُ تارة و القليلُ

من الدردشةِ اللطيفة مع الحسناوات..لكن عيناهُ كانت تحرسها

من بعيد.

كانَ يحادثُ يولاند فتاةُ يعرفها من الثانوية..تبادلا الضحكاتَ

كثيرًا حين حدثتهُ عن هوّس حبيبها بالعسكرية و الاسلحة و كيفَ

عادَ باكيًا بعد ان عادَ من التدريب للشرطة.

شكرهما السيّد ديفان كثيرًا..لمّح بمكافآتٍ مالية بـ ابتسامة و غمزة

حتى ذكرتهُ بيل بأنهُ عرضٌ اموالهُ تعود للمشفى لا يريدانِ
منهُ شيئًا.

انقضت الليلةُ بطيئًا..اوصل هاري بيلا الى شقتها بصمتٍ طوالَ

طريقِ العودة..طريقِ البيت اخيرًا.

اوقف سيارته امام مسكنها..ظلو لحظاتٍ حتى تحدث.

"لا اعلمُ ما بالكِ اليوم،لكن لابد من ان السيدة ذاتَ المزاج السيءِ عادت لتسكنَ رأسك"

ضحكا بصوتٍ منخفض.

"كونِ بخير،كنتِ رائعةً اليوم بحق..اتصلِ بي ان اردتني على غير عادتك،سأتصل بكِ دائمًا كعادتي".

همس و هو يحرك اصابعهُ بخطوطٍ وهميه على باطن يديها..

ليقبل ظاهرها بـ اخر كلماته.

"الى اللقاء"..مع قُبلة بخده.

لم ترد على مدحهِ او اخر جُمله..حملت نفسها بتثاقل للأعلى.

لتستقبلَ رائحة شُقتها المليئة بالسجائر و عطر الياسمين.

تنفسَ عميقًا هوَ..حرك مقودهُ و قادَ بتعب و خاطرٍ مجروح.

اوقعت ثوبها المُخملي من جسدها..لترميه على الاريكةِ و ترمي

نفسها على سريرها..غطت بنومها سريعًا دون مبالاةٍ بما فعلتهُ

او قالتهُ اليوم.

لم تكن يومًا تلكَ التي تحاسبُ نفسها مرارًا على ما تفعل او تقولُ

و تجرح..لا تندمُ ابدًا على افعالها،لا يؤنبها ضميرها،مُحقة دائمًا و على صواب.

عادَ الى بيتهِ هو..دخل ليخلع معطفهُ و حذاءه و رتبهما بـ اماكنهما.

رتبَ القليل من الفوضى بالطابق السُفلي من بيته،صعد للاعلى

بدّل ملابسه بـ غرفته لأخرى مريحة..ارتاح على سريرهِ.

ظل يُفكر و يستعيدُ ما حدثَ اليوم..لم ينام،يعاني الارق.

من ذاكَ الذي ظلَ ينظرُ لها و يبتسم بخفة،هل يعرفها..لما تبادلهُ

الابتسامات في حينِ لا تتعب نفسها بالردِ علي..هل هو على علاقةٍ

قديمةٍ معها..لمَ لمْ تكن بالارجاءِ لفترة طويلة..كيفَ لم تخبرني

لمَ ليس انا؟..و الفُ سؤالٍ و سؤال.

__________________

💛💛كُل الحب

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 30, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

  الحَان العِشّق. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن