الفصل الثالث

49 2 0
                                    


الفصل الثالث

مظاهر من شخصية الإمام محمد الباقر(عليه السلام)

 

لقد توفرت في شخصية الإمام أبي جعفر (عليه السلام) جميع الصفات الكريمة التي أهّلته لزعامة هذه الأمة.

حيث تميّز هذا الإمام العظيم بمواهبه الروحية والعقلية العظيمة وفضائله النفسية والأخلاقية السامية ممّا جعل صورته صورة متميّزة من بين العظماء والمصلحين، كما تميّز بحسبه الوضّاح، بكل ما يمكن أن يسمو به هذا الانسان.

ولقد احتاط النبي (صلى الله عليه وآله) كأشد ما يكون الاحتياط في شأن أمته، ولم يرض أن تكون في ذيل قافلة الأمم والشعوب، فقد أراد لها العزّة والكرامة، وأراد أن تكون خير أمة أخرجت للناس، فأولى مسألة الخلافة والامامة المزيد من اهتمامه، ونادى بها اكثر من أية قضية اُخرى من القضايا الدينية لأ نّها القاعدة الصلبة لتطور أية اُمة في مجالاتها الفكرية والاجتماعية والسياسية، وقد خصّ بها الأئمة الطاهرين من أهل بيته الذين لم يخضعوا في أي حال من الأحوال لأية نزعة مادية، وإنما آثروا طاعة الله ومصلحة الاُمة على كل شيء.

وكان الإمام محمّد بن علي الباقر (عليه السلام) جامعاً للكمالات الانسانية في سيرته وسلوكه، فكان أهلاً للإمامة الكبرى بعد أبيه زين العابدين.

وما دوّنته كتب التاريخ من فضائله الجمّة هي غيض من فيض، ونشير إلى شيء يسير منها تباعاً:

حلمه :

كان الحلم من أبرز صفات الإمام أبي جعفر (عليه السلام) فقد أجمع المؤرخون على أنه لم يسيء الى من ظلمه واعتدى عليه، وانما كان يقابله بالبر والمعروف، ويعامله بالصفح والاحسان، وقد رووا صوراً كثيرة عن عظيم حلمه، كان منها:

1 ـ إن رجلاً  كتابياً هاجم الإمام(عليه السلام) واعتدى عليه، وخاطبه بمرّ القول:

« أنت بقر ! »

فلطف به الإمام، وقابله ببسمات طافحة بالمروءة قائلاً:

« لا أنا باقر»

وراح الرجل الكتابي يهاجم الإمام قائلاً :

« أنت ابن الطبّاخة ! »

فتبسّم الإمام، ولم يثره هذا الاعتداء بل قال له:

« ذاك حرفتها».

ولم ينته الكتابي عن غيّه، وإنما راح يهاجم الإمام قائلاً:

محمد ابن علي الامام الباقر عليه السلام اعلام الهداية الجزء السابع :-مكتمل -:حيث تعيش القصص. اكتشف الآن