_2_

15.9K 844 24
                                    

استعدت كلتاهما للقتال ملتقطتان أقرب شيء منهما للدفاع عن أنفسهم، متأهبتان للانقضاض على هذا الشيء المتحرك أيًّا كان، ليخرج فجأةً أرنب صغير من بين الحشائش، جاعلًا منهما ينتفضان بفزع، لتنظرا إليه بصدمة، ما لبثت أن تحولت لضحكات عالية، لتردف أمبر قائلة:

-كنت أعتقد أنني سأموت، منتظرة خروج تمساحٍ كبيرٍ أو أفعى عملاقة، كلُّ شيء إلَّا هذا الأرنب الصغير.

-حسنًا الأرنب أفضل من التمساح أو الأفعى، ولكن أنظري إليه كم هو لطيف وجميل.
أنهت كلامها وهي تحمله بين ذراعيه، مستغربة استكانته بين يديها بدلًا من الهرب منها، تمسِّدُ بلطف على رأسه.

-لننصب الخيام هيَّا، أترك هذا الأرنب، وتعالي لمساعدتي.
قالتها أمبر متجهةً نحو الحقائب، تخرج الخيام منها تبحثً عن بقعة مناسبة لنصبها.
تركت أوديت الأرنب وتوجهت لمساعدتها.

بعد عدَّة دقائق انتهيا من عملهما متوجهتان نحو البحيرة للسباحة.

-الماء جميل جدًا ومنعش أيضا.
قالتها أمبر وهي تستلقي على صخرة كبيرة فوق الماء.

-أجل لم أشعر بانتعاش كهذا منذ زمن
أردفت أوديت وهي تجلس بجانبها.

بقيتا تتحدثان معًا لمدة، ليقاطع هدوء هذه اللحظات صوتٌ قويٌّ قادم من خلفهما، التفتتا له سريعًا ليشاهدان أمامهما آخر شيء قد يرغبون برؤيته في هذه اللحظة.
كان على بعد مسافة قصيرة منهما تمساحٌ ضخم يفتح فكيه على اتساعهما.

-هل هذا تمساح، واه هذه المرة الأولى التي أرار فيها على أرض الواقع.
قالتها أمبر بصدمة وهي تتراجع برعب إلى الخلف، لتكمل أوديت بصوت هامسقائلة:
-والأخيرة.

أغمضت أوديت عيناها تحاول التفكير بخطَّة لإخراجهما من هذا المأزق، لتردف بعد ثوانٍ:

-أمبر اقفزي في الماء اسبحي للخيام وأحضري البندقية أنا سأقوم بإلهائه حتى لا يتبعك.

-الخوف أثَّر على تلافيف عقلك بالتأكيد.
قالتها برعب وهي تتراجع إلى الخلف ملاحظة تقدم التمساح نحوهما ببطء وقد كشف عن أسنانه التي لم تكن جميلةً أبدًا.

-هيا بسرعة لا وقت لدينا أسرعي.
قالتها أوديت وهي تلتقط إحدى اىعيدان الثخينة المرميَّة على الأرض بجانبها.
نظرت لها أمبر بخوف، ولكنها تمالكت نفسها لتأخذ نفسًا عميقًا وترمي بنفسها في المياه متوجهة نحو الخيام بسرعة كبيرة .

-حسنًا يا تمساحي الجميل اللطيف، ما رأيك أن تبتعد قليلًا قربك يوتِّرني يا عزيزي، ومن ثمَّ أنا لا أسمح للذكور بالاقتراب مني، وأنت تبدو ذكرًا، لو كنت أنثى لكنتُ سمحت لك بالاقتراب، وأخذ صورة تذكاريَّة ربما.

قالتها مخاطبة التمساح، الذي كان يناظرها منتظرًا اللحظة المناسبة للانقضاض خليها، لترفع العصا وتلوِّح بها أمامه لعلَّه يبتعد عنها.

-هذا عدم تهذيب سأرفع دعوى قضائيَّة ضدَّك، أرجوك ابتعد.
ولكنه بدل الابتعاد اندفع بجسده نحوها، منقضًّا عليها، لتضع العصى في فمه متراجعة للخلف، لكنه فقط قام بطحنها بين أسنانه لعاود التقدم نحوها مرة أخرى، ومن شدَّة الرعب لم تستطع حتى الحراك، بل اكتفت بإغماض عينيها، ووضع يديها كدرع حماية أمام وجهها.

وعندما أوشك على طحنها بين سنانه، دوى صوت الرصاصة في المكان مخترقة رأس التمساح ليسقط على الأرض تحت قدمت أوديت تمامًا، وهو لا يتحرك.

فتحت أوديت عينيها بهدوء لترى أمبر تقف أمامها مع ابتسامة كبيرة

-يا الهي تبدين كالجرو المبلول أين هيبتك يا فتاة؟

-أنت، آه سأقتلك أمبر، لما لم تسرعي أكثر من هذا، كاد يلتهمني.
قالتها بصراخ وهي تتوجه ناحية أمبر التي كانت تشاهدها مرتفعة ضحكاتها عليها.

-توقفي عن الصراخ يا ملكة الدراما، ها أنت أمامي قطعة واحدة، وهذا يعني أننيوصلت في الوقت المناسب، وأنقذتك، إضافة إلى هذا أنت مثل القطط بمئة روح لن تموتي أبدًا.

-هيَّا لنذهب من هنا، مجرّد النظر إليه حتى وهو ميت يغضبني، هل تتخيلين أن كل هذا الجمال كاد أن يكون وجبة لكل هذا القبح، هذا غير أسنانه الصفراء البشعة، لا أستطيع حتى التفكير بالأمر.

قالتها وهي تشير بيديها إليه، وتقوم بحركات غريلة ناظرة للتمساح الميِّت أمامها بحقد وكره، حوَّلت أنظارها إلى أمبر لتراها جالسة على الأرض من شدة الضحك، لتقوم بالتقاط حجلر عن الأرض تحتها، ومن ثمَّ رمته على رأسها.

-آه هذا مؤلم لما فعلتي هذا؟

-لأنك تستحقين هذا، هيا إلى الخيم أقسم أنني لن أبتعد عن بندقيتي بعد الآن، حبيبتي الجميلة.

اتجهت كلتاهما إلى الخيمة، لتقوما بتبديل ملابسهما ومن ثمَّ الجلوس بهدوء يتحدثان ببعض المواضيع المختلفة، حول حياتهما، وما سيفعلانه بعد التخرج.

رأيكم بالبارت؟
بليييز تابعوني
لا تنسوا 🌟

أرواح ثائرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن