يجلس بكلِّ هدوء في مكتبه الواسع، يطالع الأوراق الموضوعة أمامه بعينيه العشبيتين الباردتين، يُراجع بعض الأعمال التي تخصُّ قطيعه، القطيع الذي اعتُبِر من أقوى القطعان، واشتهرَ بالألفا القوي الذي يقوده، الألفا المغرور، كيف لا وهو يعتبر محطَّ أنظار الكثير من المستذئبات اللواتي لم يحصلن على رفقائهم الروحيين بعد، بوسامته الشديدة، بشرته السمراء مع عينيه الخضراوين، غير طوله وبنيته القويَّة، لكنَّه لا يكترثلهذه المواضيع، فلديهأمورأهم منها، هذا غير أنه ينتظر إيجاد رفيقته الروحية والتي يرفض خيانتها حتى قبل العثور عليها.
قاطع أفكارهُ طرق على باب مكتبه، ليسمح للطارق بالدخول-ادخل.
فُتِحَ البابُ، ليدلف الغامَّا الخاص به إلى داخل المكتب، هوالغامَّا والمسؤول عن مراقبة الأراضي الخاصَّة بالقطيع، ومنع الدخلاء والمتطفلين من الدخول إليها، ومن خلال نظراته علم أنَّهنالك شيئًا قد حدث، ليبادر بالحديث قائلًا:
-تحدَّث ماركوس، أيُّ كارثة تحملها لي الآن؟
-إلفا، لقد تمَّ اقتحام حدود القطيع.ما إن أنهى كلماته حتى حدجه بنظرة أرعبه، يفكِّر من الغبيُّ الذي تجرَّأ على اقتحام أراضي قطيعه، بالتأكيد أنه مستغنٍ عن حياته بالكامل ليفعل هذا، وقبل أن ينطق بأيِّ كلمة، سارع ماركوس مكملًا كلامه بتعجُّل، ملاحظًا غضب الالفا خاصَّته.
-فتاتان بشريتان سيدي لقد قتلتا تمساحًا في منطقة النهر باستخدام بندقيَّة صيد، ولم يخافا بل تابعتا تجولهما في الغابة يكتشفان المنطقة.
نظر له بصدمة بشريتان مستحيل، منذ سنوات لم يتجرأ بشريٌّ على الاقتراب من الغابة، هل ستتجرأ الآن فتاتان على دخولها، هذا محال، ليقول بغضب:
-ما بك ماركوس؟ هل أنت أحمق، لما أصبحت غبيًّا فجأة؟ بشريتان هنا؟ هذا محال، البشر لا يجرؤون على الاقتراب، هناك حلٌّ واحد فقط وهو أنهما ساحرتان، هذا الشيء المنطقيُّ هنا، تراهما قاما بتغيير رائحتهما بتعويذة من تعاويذهم، وأنتم هنا كالأغبياء لم تنتبهوا.
كان ماركوس ينتفض بخوفٍ مع كل كلمة يقولها، حسنًا في النهاية لا أحد يريد رؤية غضب الالفا بعد كل شيء.
-بماذا تأمرني الفا؟
-خذ أحد الرجال وأمسكا بهما
-هل نحضرهما إلى سجن القطيع؟
-لا، خذوهما إلى البيت الخشبي البعيد عن القطيع واستجوبوهما هناك، ربما يلاحقهم أحد أو أن من أرسلهم قد أرسل أشخاصًا خلفهم أيضًا، لا أريد تعريض القطيع أو احد افراده للخطر.
-حاضر الفا سأذهب مباشرة لإحضارهم.
-إياكم والتهاون معهم كونهم فتيات ربما كانو خبيثات أحضروا كل المعلومات منهم بأيَّة طريقة مهما كانت، سآتي لرؤيتهم حين أتفرَّغ.
-أمرك الفا
-هيا تحرك بسرعة، فلتختف من أمامي.
انحنى ماركوس وخرج سريعًا ليأخذ معه أحَّد الرجال وتوجهوا لإلقاء القبض على الدخيلتين كما أمرهم الالفا.
بعد خروج الغاما تحدث مع ذئبه بصوت هادئ؟
-ما الأمر دارك؟ أنت لست بخير هذه الفترة، لا تتحدث كثيرًا كعادتك، كنتَ تثقب رأسي من كثرة حديثك، وثرثرتك التي لا فائدة منها.-هاهاها مضحكٌ جدًّا.
-حسنًا إذًا أخبرني ما بك؟
-لا أعلم فقط أشعر بشعور غريب جدًّا، بصراحة لا أعرف ما هو.
-ارتح قليلا وعد لنومك ربما هذا بسبب الإرهاق، بالأمس استخدمت قواك بكثرة.
-ربما أنت محق سأرتاح قليلًا.
ليصمت بعدها جيمس ويترك دارك يرتاح، ثم تخاطر مع سام البيتا الخاص به وصديقه المقرَّب، يستعلم منه عن أحوال القطيع، فقد أرسله بجولة في القطيع لمعرفة أخباره.
في مكان آخر.
كانت الفتاتان تقومان بإحدى الجولات الاستكشافية في الغابة،لقد اندهشتا من كميَّة الأعشاب الطبيَّة الموجودة فيها، لذا قررتا التجوُّل وجمع البعض منها، قد يساعدهم في صنع عقاقير طبية طبيعية.-أعترف أنَّ هذه الغابة جميلة جدًّا.
قالتها أمبر وهي تنظر حولها، تحمل فييدها حقيبة تضع بها الأعشاب التي جمعتها.-أجل معك حق لا أعلم ما المخيف بها.
تابعتا السير حتى وصلتا إلى مفترق طرق وبعد العديد من الخلاف على الطريق الذي سيسلكونه قرروا أن يفترقوا على أن لا يتعمقوا كثيرًا ويلتقون هنا بعد عشر دقائق بالضبط.
-حسنًا أمبر إياك أن تتعمقي وانتبهي على نفسك وكوني حذرة، لا تتركي البندقيَّة أبدًا.
-لا تخافي عليَّ عزيزتي، وأنت أيضا انتبهي الى نفسك.
بعد مرور خمسة دقائق، كانت أمبر تسير بهدوء بين الأشجار، لتشعر بخطوات أحدٍ تسير خلفها، وقبل أن تستدير لمعرفة هويَّته، باغتها بوضع قطعة من القماش على كلٍّ من أنفها وفمها، لتتسرب رائحة مزعجة إلى داخلها، جاعلة منها تنتفضُ بفزع فهي تعرف هذه الرائحة جيِّدًا، وهذا ليس جيدًّا أبدًا، حاولت تحريك يديها، لكنه كان أسرع منها ليقوم بتقييدهما خلف جسدها مانعًا حركتها بالكامل، وما هي إلى ثوانٍ معدودة فقط لتسقط بين ذراعيه فاقدة الواعي، حملها بخفَّة بين ذراعيه ليختفي من المكان بأكمله كأنه لم يتواجد قط، والشيء الوحيد الذي بقي خلفه، كانت حقيبة الأعشاب الخاصَّة بأمبر، ساقطة على الأرض بإهمال.
.
.تابعوني بليييز
ولاتنسوا 🌟
أنت تقرأ
أرواح ثائرة
Werewolfفي عالم كبير مختفٍ في أعماقِ الغاباتِ المظلمة، لا يجرؤ أحد على الاقتراب من تلك البقعة، فكل ما يعرف عنها أن من يدخلها مفقودٌ، هناك في الأعماق ترى تلك العيون الحمراء تلمعُ بخبثٍ، وهناكَ وجِدُوا هم . . . . . ذئاب النار يُمنع نقل الرواية، لا أريد أن أص...