الفصل الاول | مرحبا يا صغيرة | ج1

126 6 1
                                    

ألوو ألووو "دوت صيحاته في منتصف الرواق الضيق .. كان ممسكا هاتفه بيدين مرتعشتين و ينتظر الاجابة بلهفة . بعد لحظات اجاب صوت حسن تطرب له الآذان " مرحبا سيدي , كي..." قاطعها بكلمات غير مفهومة " زوجتي ... نوم...ولادة .. الشهر السابع... النجدددة !! هااااا يارب ماذا افعل ؟! " ابتسمت السكريتيرة ولم تنبس ببنت شفة للحظات حتى تنسج ما سمعته لتوها من هذيان . ليست اول مرة يحدث معها ماحدث منذ توظيفها و حتما ليست الاخيرة ! . " ااه فهمتك . هدئ من روعك سيد .. " مروان ..مروان اسمي مروان ." " جميل . كما قلت هدئ من روعك سيدي وارسل لنا الموقع في رسالة فلاش و سيصل الاسعاف في اجزاء من الثانية. شكرا لاختيارك خدمات مستشفانا . " تيييت تيييت تييت انقطع الخط . " حسنا حسنا نجوى انتظري قليلا سيصل ستصل النجدة غدا اقصد الان . تبا فقدت صوابي . ! " . " مروان اجبني , من منا سيضع مولوده الان انا ام انت ! اهدأ انا بخير ." اجابت نجوى بينما كان روبوتها يمسح العرق عن جبينها .
" لماذا تحدق بي ايها الغبي ارسل الرسالة ! ارجوك اخبرني ماذا اعجبني فيك ياعزيزي الاحمق ! "
ضم مروان شفتيه بتمتمة خافتة بينما كان يرسل موقعة عبر الانترنت للمستشفى ...  بعد لحظات سمع صوت عربة تقف عند الباب . حمل السرير نجوى ووضعها بهدوء في جوف العربة ثم عاد ليستلقي في زاوية الغرفة بسرعة . فعل مروان نظام الحماية و غادر منزله لاحقا بزوجه المعذبة .
هاا نسيت ان اخبركم . نحن في العام 2300 . تغيرت الاحوال كثيرا ولم يبقا من حياة البشر الطبيعية سوى الولادة و الوفاة . فالبشر اجبن من ان يمسو هاتين المرحلتين المذهلتين من حياتنا . الولادة بداية الحياة . والوفاة نهايتها ...

أرائكم...
#MeLii 💙👑

...... مروان ، كان ذاك الاسد الذي خطف قلب الفاتنة . ببنية اشبه بسلاح حربي فقد كان يتدرب طول الوقت حتى صارت له عضلات من فولاذ يذوب لمرآها كل من يلتقيه . كان شعره متوسط الطول مسرحا معتدلا مع لمسة من شيب مبكر فضي جعله مميزا ! عيونه  عسلية  اخاذة و نظاراته اعطته مظهر المثقف المؤدب . كان لايخشى شيئا و لانقاط ضعف لديه . الى ان تخرج و بدأ عمله . كمساعد لصاحب شركة صغيرة في طور النمو . أحبه كل زملاء عمله و صارت الفتيات ينتظمن في صفوف ليلقين عليه تحية الصباح و يقارن رد فعله تجاههن بحماس يغلفه اليأس . فقد كان ابعد مايكون عن الارتباط حيث كان يشبهه اعضاء الشركة بكتلة الجليد . كما قلت ، لم يكن له نقطة ضعف واحدة او اي شرخ صغير يمكن لاحداهن التسرب منه الى قلبه الجليدي .
رغم ان فكرة الارتباط لم تكن تبادر ذهنه الا ان اهتمام الفتيات به كان يعجبه نوعا ما .
في احد الأيام . ركب مروان  عربته الذكية ليأخذ جولة حول العالم قبل اتجاهه لشركته لبدء دوامه . حيث طلب كوب حليب بقري  كبير من هولندا و بضع حبات " كورواسون " من فرنسا . هذا هو فطوره المعتاد حيث كان يخالف العادة احيانا و يطلب فطائر امريكية . اتجه بسرعة من باريس ، التي كان يسميها عاصمة الكورواسون على عكس من كانوا يسمونها بمدينة العشاق  على فكرة ، لم يبقى من باريس التي تعرفونها سوى برج ايفل بسبب تعلق الفرنسيين به  و رفضهم التخلص منه كباقي معالم المدينة مقابل التطور . الى شركته في بغداد فقام بطي العربة ووضعها في حقيبته ثم صعد الدرج و هو يعدل ربطة عنقه . ولكن اصطدم باحداهن فرفع رأسه ليتحقق هويتها و لكن وجهها لم يكن مألوفا. اعتذر منها بأسف و لكنه فوجئ بتلقيه نظرات شزراء و لم ترد عليه تلك الفاتنة بابتسامة حتى ثم واصلت سيرها . اسر هذا الموقف مروان . فمن عادة البنات حوله ان يغفرن له من فورهن.. بل ان بعضهن تسعد باصطدامها به ! ولكن هاته لم تعره ادنى اهتمام .

" حمقاء . ماذا تظن نفسها . لقد اعتذرنا منها ماذا تطلب اكثر جلالتها ! هه تافهة " . واصل صعود الدرجات بشرود حتى وصل الى مكتبه . ففوجئ بايجاده فارغا ! و ادواته موضوعة في علبة اسفل المكتب . استشاط غضبا و زمجر بقوة ثم سأل " من...من فعل هذااااا ؟!! " . أجابت احدى العاملات . "  هدئ من روعك ياذا العسلتين . انها اخت المدير . جائت لتعمل معنا . اعجبها مكتبك فاخذته ببساطة ! الله يعوضك صديقي 😁 " وغمزته غمزة سريعة ثم اختفت بين الزحام .  تنهد مروان بقلة حيلة ونادى روبوته ليحضر . هاي . يا رفيقي المعدني اشحن الصندوق عندك و ابحث عن اقرب عمل شاغر.  ليس من عادتي التعامل مع الحيوانات . ضرب سطح المكتب . ودع الجميع وانصرف .
لم يكن من عادته التصرف بهذا الهدوء . ولكن ما هدأه هذه المرة هو تلك العاملة التي اجابته. من تكون ياترى ؟ لم ارها من قبل !  فكر بينما كان يقلب الذكربات في ذهنه المرهق .
قاطعه رنين الهاتف و ايقظه من احلامه . " ااااااه الو ، من معي ؟ "
" لاتتثائب وانت تتحدث معي يااحمق . انا نجوى . انوب عن رفيقات الشركة لأسألك ماللذي دهاك لتترك العمل . "
" ....."
" هل انت على مايرام ؟ لاتقل لي انك نمت ! "
" لا لا انا معك . تعلمون انني تركت العمل بسبب تلك الغبية التي استولت على مكتبي . تركت الشركة لها ولاخيها . "
" هممم اوك . الى اللقاء . الكل يبلغك التحية "
" الى القاء . "
" ......."
حمل الهاتف و بدأ يتأمل الأرقام بحيرة . من هاته الآن ؟ مابك يامروان . كيف هدأت حين لقبتك بالاحمق ؟ ماذا يحصل لي !؟ . نج..نجوى اسمها اذن 💜

- نعم لقد وقع 😂👌 أرائكم ... 😍
#MeLii 👑💙

ميم... إنتقام  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن