بين ثنايا الماضي

الباب الثاني أنا بحاجتك

نظر إليها يدقق في تفاصيلها ثم اطلق ابتسامة ساخرة بينما هي تملكها الخجل لدرجة كان كفيلا لجعل أي انسان يتمنى ان يختفي في هذه اللحظة فمابال فتاة تعترف بمشاعرها لتوها ،عم الصمت لثوان قليلة ليردف ناطقا : إذا كانت هذه كذبة نيسان فانا لااحب المزاح وإن كان لا فدعيني أخبركي أنا لااواعد فتيات وإن كان فلن تكون انتي لأن لدي نموذجا راسخا عندي عن الفتاة المثالية انتي لست من ذوقي ...قاطعته قبل أن يكمل ولا من مستواك ،التفتت وكبحت دمعة عفوية كانت على وشك النزول التفتت وأغمضت عينيها ثم نطقت آسفة اعتبر وجودي كان من العدم،ليقول :حسنا يمكنكي الخروج الآن .

ذهبت وأغلقت الباب لتطلق صرخات بكاءها فربما حتى هو سمعها ،حملت حقيبتها وذهبت مسرعة إلى الطرقات تسير بين شارع وآخر تائهة في بحر النسيان تريد أن تنسى وياليتها تستطيع ،لقد كانت كلماته جارحة بحق لدرجة انه عبارة لستي المرأة المثالية ترددت في ذهنها وعرفت حينها أن البعد بينها وبينه مسافة لايمكن أن تقدر بمقياس .

مرت يومان لم تذهب للعمل ،طلبت من رحاب ان تأخذ لها إذنا وتم ذلك وفي مرة بينما هو يمر على المكاتب متوجها إلى خاصته لمح مكتبها فارغا تذكر اعترافها ثم واصل مشيه بكل برود هو لايكترث ولايهتم بمشاعر أحد هو كتلة من جليد من الصعب إذابتها.
في صباح اليوم الموالي استيقظت في كامل نشاطها وحماسها وكأن شيئا لم يكن تظاهرت ان شيئا لم يحدث لكن ذلك لم يكن رده دموعها التي أغرقت وسادتها البارحة ولم تجعلها تنام حتى الساعة الثالثة ليلا ،اتجهت إلى مكتبها وجلست بكل عفوية ،لكن ساد الصمت وهو مااثار استغراب رحاب زميلتها فهي فتاة ثرثرية لكنها لم ترد التدخل ، كانت شاردة وقطع ذلك ردها على الهاتف ليسقط من يدها بعد سماع حديث المتكلم فخرجت مسرعة تردد كلمة واحدة أختي ....أختي.
هرولت إلى المستشفى لتدخل غرفة وجدت بها اختها فقد كان اتصالا من أحد زملائها في الجامعة يخبرها أنها فقدت الوعي وتم نقلها إلى المستشفى.
بدأتب البكاء فور رؤيتها لتردد صغيرتي ،وقبلتها من جبينها فهي كل عالمها خاصة مع توصيات والديها بأن يهتموا بها فهي كما يقولون الصغيرة المدللة وآخر العنقود.

فرح:لاتخافي عزيزتي انا بخير الحمد لله تعالى
بعد مدة خرجت بعد ان ناداها الطبيب ليخبرها عن حال أختها
نبض:مابها اختي دكتور؟
الطبيب:اختك دقات قلبها غير منتظمة تلزمها عملية قلب ستكلفكي ربع مليون
نبض:ماذا ؟ لكنه مبلغ كبير استطيع التوقيع على شيكات وساقدم دفعة ايضا
الطبيب:مع الأسف لايمكن ذلك من قوانين المستشفى ان يتم دفع المبلغ كاملا قبل البدء بأي عملية إذا أردتي يمكنكي اخذها لمستشفى حكومي لكن الاجراءات ستتخذ وقتا وكلما كنا اسرع كلما كان أفضل لها.

خرجت نبض باحباط لاتعرف كيف تتصرف ،ذهبت إلى البنك وطلبت من رحاب ان تقرضها المبلغ على أن ترجعه لها لكنها قالت:مع الأسف عزيزتي تعرفين مسوولية البيت والأولاد كما ان راتب زوجي وحده لايكفي ،لااملك المبلغ حاليا ،لكني استطيع إقراضكي مبلغا ليس بالقليل لقد خبأته لوقت حاجة نحن أخوات.

نبض:شكرا لكي ،انا حقا لااعرف كيف اتصرف 

رحاب:لماذا لاتطلبين سلفة من المدير ،هل نسيتي انكي تعملين ببنك كبير تقدمين ضمانات راتبك ومنصبك هنا.

لم تكن الفكرة بالسيئة لكن الأسوء بأي وجه ستطلب النقود وهل سيؤثر اعترافها على ذلك ؟

هو جالس على كرسيه  ينظر إلى حاسوبه وكأنه صديقه الوحيد  بيده اليمنى قلم ظل يهزه وكأنه مرتبك أو أن شيئا مايشغله لم ينهي شروده سوى صوت طرق الباب أينما تم الدخول حيث رآها من جديد  ظن أنها ستعيد فتح الموضوع إياه لكنها كانت مختلفة ه>ه المرة في عيونها بريق ينم على حزن كبير ورجاء وكأنها تناديه "أنا بحاجتك "

رفعت رأسها وقالت جئت إلى هنا وأنا مترددة لكن ليس لدي خيار فأنا مجبرة على القدوم أنا بحاجة إلى مبلغ مالي أريد قرضا وسأرجعه لك بعد مدة ولاتسألني عن السبب لأني سأبدأ بالبكاء وتضعف نفسيتي وأنا بحاجة لأقوى أكثر من حاجتي لأي شيء آخر الآن .

تريدين قرضا حسنا لامشكلة لدي بالأخير أنتي موظفة هنا ولديكي مزايا ستتمين الإجراءات وبعد أسبوعين بالضبط يمكنكي استلامه .... كان كلامه لكنها ردت متفاجئة ..أنا بحاجة إليه في أقرب وقت لاأستطيع أن أتأخر

تبادلات العيون حديثا خاصا بها ثم نطق إياد ..حسنا سأعجل لكي بالمعاملة يمكنكي استلامه بعد غد 

ردت بفرح ..شكرا لك 

إياد..لكن بشرط 

نبض..ماهو 

إياد بنظرة هادفة...شرطي أن تقضي معي ليلة كاملة أن تثبتي لي صدق اعترافك  ستكونين فيها المرأة المثالية التي أريد ستلبسين على مزاجي وسأبعث لكي كل شيء  ستكونين أميرة ليلتها تنتظر قدوم أميرها 

آخر ماتوقعته سماع طلب مماثل منه لقد تفاجأت حقا غلب صمتها على تفكيرها ثم نطقت أنا موافقة على شرطك سأكون أميرة ليلتك لكن أريدك أن تعرف بمجرد أن تدق ساعة الصباح وينتهي العرض سأقدم استقالتي وستنتقل حينها من مرتبة شخص غالي على قلبي إلى مرتبة أكثر من أكره في الحياة .