هي لاتزال تحت وقع الصدمة تائهة في صحراء عيونه وغارقة في بحر الكلام ،وهو الآخر كان مندهشا لوجودها في هذا المكان ،نبض المحاسبة أصبحت تعمل كنادلة ،لعل هذا مالم يرقه وكان ذلك واضحا على وجهه ،عم الصمت المكان وكأن لاأحد سواهما وكسرت النظرات الخفية كل حواجز العتاب أو ربما مشاعر أخرى ،قاطع ذلك دخول زين الذي استغرب بدوره المشهد وكأنه يشاهد فيلما من أيام التسعينات ليقول:مرحبا ،هل تأخرت عليك؟
وهنا انتبه إياد لنفسه ليجيب على السوال:لاأبدا .
زين وهو ينظر لعيون نبض:مرحبا
ردت هي الأخرى:مرحبا ،صمتت من جديد ثم نطقت اعذراني ماطلبكما؟
زين وهو يحمل قائمة الطعام بين يديه:اريد حساء الطماطم وعصير فواكه وسآخذ سلطة مجففة مع ذلك .
دونت نبض ذلك ثم التفتت لإياد الذي كان شاردا يتأمل وجهها:وحضرتك؟
إياد:كأس ماء
ضحك زين:مابك صديقي هل انت في وعيك؟
هنا انتبه إياد لنفسه بأن ماطلبه سخيف فقال:أعني كأس ماء وسآخذ مثله.
نبض:حسنا شهية طيبة وانصرفت.ظل يرافقها بعيونه حتى دخلت للمطبخ ليستدير لسؤال زين الذي كان في محله بالضبط:من هذه ؟هل تعرفها؟
إياد:لاأعتقد
زين:مع الأسف انك لاتعرفها
إياد:لماذا ياترى؟
زين :لو أنك تعرفها كنت ستعرفني عليها أكيد تبدو ناعمة ومختلفة نوع يروق لي تماما.
حدق به إياد لفترة ثم قال:أنا ذاهب لدورة المياه .بينما هي تراقب المكان وتسجل طلبات الزبائن وتعمل جاهدة لكسب لقمتها وقف أمامها لتشعر بشيء غريب نفس الاحساس ،نفس الشعور ولكن ربما هذه المرة مختلف عن نظيره السابق.
إياد:متذا تفعلين هنا؟
نبض:كما ترى ياسيد أنا أعمل
إياد:تعملين !! واضح ذلك ،أقصد ماذا كدث لتصبحي هكذا من محاسبة ببنك شهير إلى نادلة بمطعم كهذا ألاتشعرين بالشفقة على نفسك .
اثار كلامه غضبها لكن ربما لم يثير استغرابها ابدا لتنطق:لاأشتر بالشفقة على شيء ولاعلى أحد هل فهمت ؟ وهمت بالذهاب ليمسكهت من معصمها فتقول بعصبية:إياك ثم إياك أن تمسكني مجددا ،أنت في طريقك وأنا ايضا في طريقي .
إياد:تغير شكلك كثيرا ،ليس هذا فحسب بل لسانك أيضا .
نبض:شكرا لك لمدحك لساني وذهبت بينما هو ابتسم ابتسامة جانبية مع كثير من الفضول.بعد نصف ساعة بالضبط حضر طلب الزبونين لكن الغريب هذه المرة أن ليس نبض من أحضرته بل زميلتها فهي طلبت ذلك تفاديا لأي مشاكل ،فضحك زين بينما تناول إياد طعامه بكل برود .
مضى يومان على ذات الحال لتفاجى نبض بوجود سيارة تنتظرها فور إنتهائها من عملها ،لكنها بدت مألوفة لها لتختطب نفسها:معقول انه هو إنها سيارته؟ لكن هل هو الوحيد الذي يمتلك مثل هذه السيارة أكيد لا ،لن أهتم وسأسير في طريقي غير مكترثة حتى وإن كان هو ،لك تكمل جملتها لتنار اضواء السيارة الأمامية وكأنه أحدت يشير إليها ولأن فضولها أكبر من خجلها ذهبت باتجاهها وسرعان مانزلت نافذتها قالت باستغراب:هذا أنت!!!
في السيارة ذاتها نبض جالسة في المقعد الأمامي :
نبض:سيد سليم ماذا تريد مني ؟اعرف أنك سائق السيد إياد هل هو من بعثك لي؟
سليم:لايعلم بمجيئي إليكي حتى ،تعرفين هناك نوعان من الناس :بعضهم مثل الزجاج واضح وشفاف يظهر كل ماعليه ولايخفي شيئا وبعضهم الآخر مثل المغناطيس يجذب كل شيء إليه ولاتتمكني من معرفة ماقد يلاقي في طريقه بعد .
نبض:لماذا تقول لي هذا الكلام؟ماذا تريد مني؟
سليم:انا في تلك الليلة عندما أخذتكي للسيد إياد قلت مستحيل أن تكون هذه البنت هكذا ،أكيد سيحصل شيء يغير الوضع وسرعان ماخرجتي بعد مدة باكية وفرحت كثيرا علمت حينها أن ظني بكي كان صائبا لستي أنتي من هذا النوع أنتي مثل الزجاج نقية وواضحة لأبعد مدى.
نبض:لكن ياعم لاتنسى أن الزجاج ينكسر بسرعة وهذا هو حالي فأنا انكسرت وصعب كثيرا علي أن ألتئم .
سليم:لقد سمعت السيد إياد يتحدث مع صديقه زين وعرفت أنكي تعلمين هنا ،وأنا هنا الآن لأطلب منكي معروفا سيفيدكي ويفيدني وسيفيد شخصا آخر معنا.
نبض بفضول:وماهو؟
سليم:لدى السيد إياد شخص عزيز كثيرا على قلبه هو جده والد أبيه ،هو يحبه كثيرا ،يدعى السيد نزار هو كبير في السن ويقطن ببيت لوحده ،هو ينسى احيانا حتى انه ينسى أخذ دواءه مرات لذلك فهو بحاجة لأحد يهتم به وبطلباته ويتدبر شؤون المنزل .
نبض:والمطلوب؟
سليم:اظنه واضحا ستكونين انتي المسؤولة عن ذلك.
نبض:أنا آسفة لاأستطيع
سليم:رجاءا خذي وقتكي وفكري سأمهلكي يومان ستتقاضين 2000 دينارا في الشهر اظنه مبلغا ليس بقليل ،وستبيتين هناك تجهز لكي غرفة خاصة كما انه هناك طباخة وسائقا ستتعودين عليهما كثيرا .
نبض:لااعرف عرضك مغري لكن.......
سليم:لاتقلقي لن يعرف إياد أي شيء اصلا هو لايزور جده كثيرا بسبب انشغاله وعندما يقبل على زيارته سأخبركي مسبقا حتى لاتظهري أمامه .
نبض :حسنا قبلت عرضك.أقدمت نبض على خطوة جديدة ستكلفها خطوات نحو حياة زوجية مع أكثر شخص تحقد عليه حاليا فعل ستنجح ؟
![](https://img.wattpad.com/cover/162919374-288-kb1495f.jpg)
أنت تقرأ
بين ثنايا الماضي
Romanceعندما يجتمع الكبرياء مع الحب هل تصاغ القصة بشكل جيد حتى و إن اختلفت الطرق فهل هناك رابط مشترك قد يغير الكثير القصة لفتاة تتغير حياتها بلحظة لتجد أكثر من أحبت هو نفسه من تكره أتمنى تعجبكم قصة إياد ونبض.