الباب الثالث:الليلة التي ستغير كل شيء

83 4 2
                                    

مسحت دموعها وذهبت إلي زيارة أختها فرح في المستشفى ،حاولت كثيرا أن تتخلى عن الشعور الذي يراودها أو على الأقل أن لاتظهره .

فرح:أختي اشتقت إليكي كثيرا
قبلت جبينها وقالت:حبيبتي لاتخافي أنا معكي
فرح:هل صحيح سأقوم بعملية
نبض:لاتخافي عزيزتي كل شيء سيكون بخير إن شاء الرحمن .
فرح:اتمنى ذلك ،لكن تكاليف هكذا عملية أكيد ستكون مكلفة
نبض:لاتقلقي سأتكفل بالأمر أنا ثم منذ متى أصبحتي تهتمين هكذا ياصغيرة
فرح بابتسامة:تحاولين التخفيف عني رغم حزنك
نبض بتوتر:كيف عرفتي انني حزينة ؟
فرح:رابط الأخوة أقوى من أي مقومات إذا تألمتي أنتي احس بكي وكذلك الحال إن شعرتي بفرح
نبض:لاشيء سوى أنني متوترة بعض الشيء والآن اهتمي بنفسكي سأترككي ،لن آتي مساءا لزيارتكي سأتدبر المبلغ اللازم ستقومين بعملية القلب وسوف تصبحين أحسن أفضل من ماكنتي ،سنذهب للمنزل سويا وسثرثرين مجددا كما كنتي ،سنصنع الفوشار ونشاهد مسلسلا تركيا معا .
فرح بابتسامة:حسنا لكن أنا من سأختار البطل الذي يعجبني لأتخيل فارس أحلامي مثله
نبض:تقصدين فارس يقضتك؟
فرح:ياأختي لاتمزحي .....
نبض:حسنا سأنصرف الآن.

في المساء وصلتها علبة فتحتها لتجد فستانا اسودا أنيقا مرصعا ولامعا بحبات صغيرة تعتليه زخرفة بسيطة ومعه حذاء كعب بنفس اللون و حقيبة يد صغيرة ،كان كل شيء جاهزا باسمها ماعدا مستحضرات التجميل ومايخص الشعر ربما لم يرد ان يبعث كل شيء حتى لايشعرها بالإحراج ، سرعان مالمحت كل ذلك انهارت دموعها كوديان جارفة ماأصعب شعور الخذلان والإهانة خاصة ممن تحب فياقلب ارحم صاحبتك ولو قليلا.

بعد ساعتين بالضبط ارتدت وجهزت نفسها وكانت إطلالتها ملكية حقا بدت فيه كأميرة لم يسبق لها مثيل ،القت نظرة على نفسها في المرآة تستحقر نفسها ماذا تنوي وكيف ستتصرف ،وصلتها رسالة منه كان مضمونها:"اخرجي ستجدين سيارة في انتظاركي ستقلكي إلي مكاني انا بانتظارك.."،ركبت تحدق من النافذة تتفادى نظرات السائق الذي كان يسأل بعينيه كيف لفتاة مثلكي أن تكون هكذا وتضع نفسها في هكذا موقف خاصة أنه كان رجلا مسنا.

بعد لحظات توقفت السيارة وفتح الباب فنزلت ونطق السائق:هذا هو البيت تفضلي المفتاح وسلمها مفتاحا بيدها لتستلمه نبض وتتجه بخطوات ثابتة يغمرها التردد ويغلب عليها طابع الخوف وربما الضمير على الأغلب،اخذت نفسا عميقا ودخلت لتجده ينظر في نافذة هناك وأمامه طاولة مزينة بشموع حمراء وعليها أشهى انواع المأكولات التي قد تجذب أي شخص ليقعد عليها ،التفت إليها فتسارعت دقات قلبها وحدقت به برعب وتوتر كانا قد سيطرا عليها أما هو فظل ينظر إليها موإلى جمالها الطبيعي رغم كل ماوضعته إلا ان هناك جمالا كان طاغيا عليها .
هل نجلس لتناول الطعام ؟ وأشار بيده لتومأ برأسها كدلالة منها على الموافقة ،تناولا طعامهما والصمت كان هو سيد الموقف وبعد لحظات نهض من كرسيه ومد يده لتمد يدها هي الأخرى وماكان لها سوى أن تزيد من قلقها ،مشى معها إلى غرفة كبيرة بها سرير ونظر إليها لتنطق هي بصوت حزين:'هاأنا أمامك فلتفعل ماتريد لآخذ أنا ماألزم .' جاوبها إياد :'غيرتكي الملابس لكن ليست كل الجواهر ألماسا.'
نبض:لم آتي هنا لأسمع إهانات
إياد:معكي حق دعينا نتجنب الكلام هذه الليلة ،ولأستمتع بوجودكي هنا .

قرب إليها فأغمضت عينيها بينما هو أمسكها ونزع حذاءها ووضعها على السرير وتقرب منها فقبلها ، وكاد ينزع عنها فستانها لولم يلاحظ دمعتها التي سقطت بسرعة ،حدق بها وهي مغمضة العينين ليبتسم بمكر وتعجب في نفس الوقت ثم قال :' قلت من قبل أنكي لاتناسبين ذوقي والليلة أثبتي مقولتي ،انا لاألمس امراة لاتربطني بها أية مشاعر لذلك احملي نفسك واخرجي فورا من بيتي لقد اختبرتكي لأي مدى ستتمادين معي لكني كنت محقا لذلك اخرجي فورا لاأريد رؤيتكي مجددا .'
نهضت باكية وأطلقت العنان لشهقاتها وقبل خروجها رددت:أنا لن أسامحك على أشياء كثيرة وأولها كسر قلبي .

ركضت مسرعة فوجدت السائق أمامها ورسمت على وجهه ابتسامة كأنه تأكد أنها لاتنتمي لهذا المكان ،أما إياد فبقي يطل من النافذة ويتأملها حتى غادرت.

في صباح اليوم التالي ذهبت باتجاه المستشفى لتجد الطبيب ينظر للأسفل فقال لها: لقد فقدنا المريضة ،البقية في حياتكي آنسة نبض.
صرخت نبض بأعلى صوت ونفس قد تملكه ووقعت على الأرض مرددة:أختي لاتتركيني انا آسفة خذلتكي لم اؤمن المبلغ اللازم لم اساعدكي ،صغيرتي انا بحاجتك ان تكوني معي ....

كان اليوم صعبا حقا على نبض فمامصير الأيام القادمة ،هل ستؤثر كلماتها على إياد ؟هل سيلتقيان من جديد وكيف ستكون طرقهما موحدة ؟ هل ستتغير حياة نبض في لحظة ما ؟ تابعوا لتعرفوا فقط تحياتي.

بين ثنايا الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن