1

284 26 29
                                    


حتى ظلمة الليل معك كان لها بريق جميل 

                      ***********

ليلة مطيرة مليئة بزمجرة الرعد ، ووميض البرق ، في احدى أروقة الميتم قديم مر عليه الزمن فأهلكه لـيصبح شبه متهاوى.

في تلك الغرفة كانت واحدة من أفراد مقدسي النوم ، ترقد بسلام غير أبهةً للــصراع الذي حل بين قطرات المطر وذلك السقف الذي ومع مرور السنين إلا انه مازال صامدًا ، رغم إنسياب بعض القطرات من خلاله إلا انه يحارب لكي لا يسقط على رؤوس اطفال الميتم ..

وكـ كل مره تجود بها السماء بمطرها، يبدأ ذلك السقف في ذرف الدموع ، إحدى تلك القطرات الدخيلة قد تسللت وسقطت سالكةً طريقها وصولاً الى منتصف جبينها تحديداً

قطبت حاجبيها بإنزعاج لـتسقط قطرة اخرى في ذات الموضع فتحت عينيها بتكاسل تزامنّا مع وميض البرق المفاجئ " تمطر!"
حدثت نفسها وقد استوعبت الأمر تمامًا حين حلت القطره الثالثة بجانب اخواتها

إعتدلت بـجذعها سحبتًا جسدها حتى طرف السرير بـكسل وخمول تأملت غرفتها ، كانت القطرات تسقط من كل السقف تقريبا ، بدا كأن السقف يذرف الدموع تمامًا ،اطلقت تنهيدة مرتفعة بعثرت شعرها ثم استقامت رفعت رأسها ناظرةٌ للسقف " متعب الست كذلك ؟" سألت السقف وكأنه سيجيبها

لطالما كان السقف هو ذلك حارس يحمى رؤوس الأطفال والتي هي احد منهم ... ولكن يبدو ان ذلك الحارس هَرِم كثيرًا ، فـ اكبر آمال هؤلاء الأطفال الآن فقط أن لا تعلم الحكومة بحالة هذا الميتم القديم ..

تحركت خارج غرفتها بـ خمول وتعب مترنحه كعجوز ثملة تعاني من ألم في ركبتيها ، عجوز تكره البرد كثيرًا

هي أحست بالبرد ما إن حطت قدميها على أرضية الرواق وكم كرهت ذلك تكره البرد بشدة.. منذ أن تم إلقائها على باب هذا الميتم ، الجميع يعرف هذا مينسو ستستيقظ بمزاج ' قاتل مستأجر' في طيلة ايام الشتاء ، ولكنهم  لا يعلمون لماذا ، أعني السبب الرئيسي وراء العداوة التي تُكنها مينسو لفصل الشتاء .. لا أحد يعلم أن البرد هو الشيء الوحيد الذي يشعرها بكم انها ضعيفه ووحيدة  .

قوانين هذا الميتم تنص على (منذ اول يوم يوجد به الطفل في هذا الميتم يكون هو يوم ميلادة للحياة من جديد !)
وهذا القانون إنطبق على جميع الأطفال دون إستثناء ، وسوى طفلة عنيدة غريبة الأطوار! وأجل إنها مينسو ...

تلك الطفلة قامت بتغيير يوم مولدها ' حسب قوانين الميتم ' ، من منتصف الشتاء الى أول يوم من أيام الربيع الدافئ .. دون سبب مقنع

حجتها كانت " أهالي اصدقائي لا يسمحون لهم بـ الخروج أثناء العواصف الثلجية ، للأحتفال معي "
تجيد إستخراج الحجج الواهيه .. وأنت ستقتنع شئت أم أبيت  مينسو كانت ومازالت الطفلة الوحيدة التي لم تستطع اي مربيه السيطره عليها ، لم يكن أحد يستطيع فهم ما يجول في عقل تلك الصغيره ، تصرفات الفتيان ، وعدم مماشات الفتيات وتعلقها بـأطفال الميتم حتى بعد ان يتم تبنيهم هي ستظل تذكرهم وتحتفظ بذكرى خاصه لكل طفل على حدى ...وحتى الموهبة والحلم الذي اختارته كان غريب على فتاة في سنها ، و سنتطرق لحقاً لمثلها الأعلى في الحياة ، الذي لم يكن سوى مدربها .

" بطلة العالم للكاراتيه " هذا كان جوابها في سن ٩ حين سألتها المعلمة عن حلمها

خُطاها المترنحه والثمله قادتها إلى المطبخ .. إلى اخر خزانة .. رف الدِلاء
اخذت ٣ منها وعادت تجر خطاها الى الغرفه مجدد .
وضعت الدلاء في اماكن سقوط القطرات القت نظره اخيره لسقف الغرفه تتأكد ما إذا كان يوجد مكان أخر يحتاج لوضع دلو إضافي ،
تنهدت وأرتمت على سريرها ، ولكنها اسرعت بإبعاد رأسها عن الوسادة " اللعنة " قالتها بإنزعاج وحملت الوسادة المبتلة ورمتها ارضًا ،نظرت للسقف ثم إلى النافذه ترمق السماء بــحق " الا أستطيع النوم بسلام ؟"
وكل ما أتاها هو زمجره عاليه من الرعد ووميض قوي من البرق

أستقامت وضعت كفيها على خصرها بحثه عن حل قبل ان يبتل السرير أيضا ، ولم يكن هناك أي حل سوى دفع السرير قليلاً للجهة اليسار ، وهذا ما فعلة  بعد ان اخذت شهيق وزفير بتعب رغم عضامها المفتفته تقريباً ...

القت بجسدها على السرير هذه المره بعد أن دفعته لـلمنطقة جافه ، بعيدًا عن قطرات المطر   .. ثم أغمضت عينيها مستعده للعوده لنوم 

كـ بشر أكثر مانكرهه هو إنتزاع الراحه بطريقة مزعجة ،وهذا تمامًا ما حدث لبطلتنا .

يقال أن اوفئ حب خاضه اللانسان هو حب الطعام والنوم ألا تتفقون معي على هذا ؟

مهما كانت وجهة نظرك أنت لن تستطيع إنكار ذلك ، ولكل من يتعذر بالحميه او كره لنوع معين من الطعام ، او حتى الوقت الأفضل للنوم

فهذا هو الشيئ الوحيد على حد علمي الذي لم تقم من أجله الحروب .. وربما قد حدث في الحقيقة هذا غير مستبعد أبدًا ، نحن البشر ساذجون لدرجة أننا قد نتقاتل على اي اي شيء ...

هنئًا لكِ ايتها الجمادات


**************

* هنا هذه هي بدايتي .. لم يكن الي اي سابقة في الكتابه سوى كتابة مواضيع مادة التعبير في المرحه الثنوية

*أتمنى ان تنال بدايتي الصغيرة بقدراتي البسيطة إعجابكم ، أتمنى ان تقدموا لي بعض الدعم ، والكثير من الحب

My Refuge ||مَلجئّيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن