رفعت رأسها عاليا لترى السماء...
لتتخطى الشمس بناظريها و ترى ما حول تلك الشمس ....
تلك الهالة المحمرة متمازجة الألوان بشكل في غاية الجمال ...روعة الأزرق تتفاوت انحلالا لتصل الى حدود الوردي الجميل ...ثم يشتد و يشتد الى أن يلتهب باقترابه من ذاك القرص الذي يستعد لتوديع السماء ...
ترى المنظر بعينين براقتين بدأت دموعهما تنذر بالسيلان ...ثم أسفر الوجه الحزين عن ابتسامة .....تلك الابتسامة الأخيرة ...تعلم أنها النهاية ....ستخط النهاية بأناملها ..
سآتي اليك يا شمسي سأقترب لأرى روعتك عن قرب ....
سأنزل اليك يا أرض فقد اكتفيت من الارتفاع بأجنحة فراشة ضعيفة ....
الدنيا ليست مكانا لي ....
استعد لاستقبالي أيها الموت ...جهز لي حفلا يليق بي ...
من الأفضل أن يخلو من وجوه قذرة عرفتها هنا ....
أولاءك الأوغاد ... أولاءك القساة ....لا مكان لذرة رحمة بينهم ...
أنا قادمة .....
مدت ذراعيها في الهواء وهي واقفة على حافة المبنى و أغمضت عينيها ..... بقيت على تلك الحال لثوان مرت الرياح تداعب خصلاة شعرها الأشقر القصير المتروك باهمال .... و من يسرح شعره وهو ذاهب الى الموت ..
حانت اللحظة ...
ألقت بنفسها رغم تلك الأصوات الغبية التي بدأت تتسلل اليها .... كانت تستمتع بالهواء ....تستمتع بخفة وزنها وهي تتأرجح كريشة حمامة بيضاء نقية .... تسقط ... وتستمر في السقوط....ظل يسرع ليصل إليها .....ألهب محرك دراجته النارية وهو ينطلق بسرعة جنونية حتى يمنعها من القيام بأي شيء خاطئ
ماذا ان ألحقت بنفسها الضرر ؟
يا الاهي انها لا تعي أيا مما تفعله ..... ماذا ان فعلت شيئا خطيرا بنفسها؟
القلق ينهش جسده كله كنهش الذئاب الجائعة لفريستها ....الخوف يستبد به و يداه ترتجفان على المقودين و قدماه لا تفعلان شيئا سوى الضغط الشديد على المسرع .....
تارة يلقي بعض السباب و يسخط على حال الهلع التي أصابته بسببها و تارة يستغفر و يدعوا بأن لا يصل متأخرا.
كان هاتفه يهتز في جيبه مرات و مرات لكن اجابته تعتمد على توقفه في جانب الطريق و هو لا يعلم من المتصل حتى ....أن يتوقف يعني أنه لن يسامح نفسه أبدا اذا تأخرلأقل من دقيقة واحدة .....
وصل شاحبا يغوص في عرقه البارد و رمى الدراجة بدل صفها و أسرع يركض كالمجنون حين رآها قد ألقت بنفسها فعلا ....
كان الناس يصرخون و يتزاحمون كأنهم في معركة حامية الوطيس ....كلهم يرتجفون في حضرة الموت يحاولون الاحتشاد ليمسكوا بجسد الفتاة التي حاولت الانتحار بالقاء نفسها من سطح بناية ذات خمسة طوابق .....
أسرع رسيم يلقي بنفسه بينهم و هو يصرخ باسمها فاقدا صوابه ......
لينااااااا ليناااااااااا لينااااالا ليناااا
أمسكوا بالجسد الساقط للفتاة وهي قد غابت عن الوعي ...ما رأيكم أصدقائي هل البداية مرضية هذه أول مرة أكتب مباشرة على الواتباد بعد أن قرأت أعمالا كثيرة هنا أتمنى أن تساندوني ....ستكون الأحداث القادمة أفضل باذن الله 😊😊
أنت تقرأ
أحلام طفولتنا
Romanceقد نمضي أحيانا في درب الدنيا متأكدين من مدى نضوجنا قد نستمر في تقوية أنفسنا بكلام كاذب ...أنا أكبر من أفعل ذلك ....أنا أعقل من أن أسقط في هذا الفخ ....أنا أقوى من أتعرض لذاك لكن ماذا ان لحدث لحياتنا ما يقلبها رأسا على عقب فجأة و انهار كل ما ظننا أن...