"اتعلم مالمخيف حقًا؟"
"ماذا؟"
"انه يكاد مستوى العنف بين المريض والصحيح تتساوى، لا!
هي متساوية، انت عنيف كما انا، انا فقط لا اخاف عكسك تمامًاانا لا افكر مرتين
انا لا احزن اكثر من اللازم
انا لا اهتم!لا لنفسي، ولا لغيري
انا، لست معقدًا
اما انت، فتعيش في متاهة."
_____________________
"تبدو فخورًا بكونك مريض سابق! ذلك غريب في الواقع"
ابتسم بهدوء، يعيد ظهره على المقعد الجلدي خلفه "فخور؟" تمتم بصوت اقرب للهمس، يحرك نظره للنافذة الزجاجية على يمينه، تعطيه منظرًا للطريق والسيارات المارّة "لمَ قد لا اكون؟"
رفع رفيقه حاجبيه! يستغرب الكلمة تمامًا، لا يعلم ان كان بوسعه ام يستغرب اكثر حتى، وبدى بأن دهشته واضحة اذ انه اعاد نظره اليه، لا يزيح ابتسامته بل يكمل "السؤال هو لمَ اخجل؟ ماللذي يدفعني لذلك؟ اليست تلك العثرة هي من صنعت مني ماانا الان؟ حتى لو لم احل ازمة الاحتباس الحراري او لم انهي المجاعة حول الارض.. حتى ولو كان اكبر انجازاتي شهادة ثانوية متأخرة، انت لا تعلم ماللذي صنعته تلك العثرة في نفسي"
لاحظ النظرات المستغربة امامه ليبتسم بوسع اكبر، يجعل رفيقه يشك انه لازال مريضًا! "يمكنني القول انني من بين كل المتواجدين هنا انا الاكثر تفهمًا للنفس الداخلية" نظر للبشر حولهم "لا، بل انا متأكد، انا واعٍ لكل ذلك! لكل التخبطات والانهيارات.. لكل الشلالات من الدموع والبراكين من القصص، لن اتفاجئ يومًا بشيء قد يخبرني به احد، لانني اعلم بقدر ما النفس البشرية جميلة ومعقدة هي مخيفة، سوداوية، وحشية!" وسع عينيه وكأنه ادرك شيئًا، يكمل بالنظر للفراغ "اوه، بل ودموية.. للغاية"
ابتلع رفيقه لعابه ليبلل حنجرته التي جفت من عينيه الغريبتين، يراهما مشتعلتين بضوء مظلم! وكون ذلك غير منطقي لكنه يساعد على جعل منظره مخيف -بالنسبة له- اكثر
يقرر الصمت ومراقبته ليكمل "الا تعلم يانا!" نظر اليه مباشرة يجعله يسيطر على رجفته "الا تعلم الى اي حد يمكن ان تدفعك نفسك للقيام به؟ الا تعلم ماجسدك قادر عليه؟ عظامك الهشة التي قد تُكسر ان سقطت من الطاولة ذات الخمسة انشات، قد تكسر جمجمة جندي صلب!
اظافرك التي تُخدش لانك فتحت علبة الفاصولياء بشكل خاطئ، قد تحفر عميقًا في اللحم والدم حتى تتلمس أناملك امعاءً ومعدة! واسنانك..." ضحك بخفة ودهشة "الهي، اسنانك! اسنانك ستقطع الجلود وكأنك تأكل بكل تفاهة بطاطا مهروسة لا تؤثر بك شيئًا! مريضًا كنت او صحيحًا يانا... نفسك تقدر على جعلك اقوى مما تتخيل! فقط تعرف اليها، دعها تتودد اليك، فإذا سيطرت عليك ستريك خفاياها كاملة"
"لا اريد" همس يانا بقلق! الاخر يخيفه، يجعله يتمنى الموت على ان يفكر بالتعرف على نفسه
ضحك الاخر بخفة وارخى ظهره على المقعد "جبان، الجميع في الواقع جبناء."
||
سنة جديدة سعيدة !
لا وعود لا التزامات، خلونا نستمتع بس بالقصة🥳.
ان شاء الله القصة الي بجعبتي تعجبكم! مرتاحة معاها اكثر من بيبرز ... وعلى طاري بيبرز ! هُشش
عرضت بفصول القصة تلميحات كثيرة، ركزوا معاي وعلموني دايم اش اكتشفتوا واش استنتاجاتكم 🙏🏻
ماادري متى انشر اول جزء، راح اشوف المدققة المقدسة اش تقترح 🥴
استمتعوا 😇
