E-Mail.

1.3K 86 157
                                    



From: Donghae Lee
To: Camelia404@Love.com


مرحبًا، يارفيق!

لستُ أعلم ان كان يجدرُ بي دعوتكَ برفيق، ولستُ أدري لمَ انا هنا في هذه الساعة المُتأخرة أقوم بكتابة رسالة لك، لكن أرجوك، إن كنتَ تمتلك بعض الوقت لقراءة أحرفي السخيفة، فإستمر. وإن أردتَ ان تَقتلني بعد ذلك، فإفعل.

أنا بعقل مُتخبط، قد وصلت لهُ الأيادي العابثة، وأطفئت فيه شعلة الحياة، وأذابت داخله الأدراكَ بالموت، ليغرق رأسي دون أن أستطيع إنقاذه

فكم هوَ صعب أن يعيشَ المرء بعقلٍ منطفئ، غارق، لا يجد للهواء منفذًا، ولا نور الحياة يتسلل نحو زواياه المظلمة

فـ يا رفيقي، كانَ هنا رجل، جارٌ لنا لطيف الخُلق حسنُ المظهر يدعى ڤيكتور، كانَ ڤيكتور اكثر إختلالًا ومرضًا من ظاهره اللطيف، طبيب نفسي لديه أفكاره الغريبة، حلمه أن يقوم بالتجارب على البشر ليرى ما يمكن أن يحدث لهم

كانَ يردد دومًا بأستلهام ' عقل الإنسان يمتلك الكثير من الدهاليز التي نجهلها، أُريد أن ازورَ كل نفق، وأن اُبحر في كل بركة راكدة داخل تلك العقول، ثم أُفسد ركودها '

وكانَ عقلي هو الهدية العظمى التي أتت إليهِ على طبقٍ من ذَهب، فأنا كنتُ طفلاً وأحببتُ رِفقته، وثقت به إذ أنه يشتري لي الحلوى والمُثلجات، ويأخُذني في رحلات ونزهات، ويستمع لنِكاتي وثرثرتي الطويلات..

وما يؤنسني قليلاً، ويخففُ حِدة تأنيبي لنفسي هو وقوع اهلي في ثقته المُحلاة

ففي كلِ رحلة، كان يهمس لي بين حروفه المُمنمقة، يُخبرني أنني مجردُ جسدٍ بِلا روح، فأنا ميت، مُت وإن كنتُ أتنفس، ولستُ أنتمي لهذه الأرض او هذه الحياة.

وكان عقلي، دون تحكمٍ مني، قد صَدق كل حكاياه، وقد إقتنعَ بها أذ أنها زرِعت بين طياته فلم يعد يميزُ الحقيقة والكذب

وبدأتُ أمرُ بكوابيس مرعبة، مخيفة، مهيبة، بدأتُ أرى طُرق موتي الكثيرة التي يجهلها عقلي

كان رأسي مُرتبكًا، كنتُ مرتبكًا! فكيفَ مُت؟ ولمَ لا اذكر طريقةَ موتي ؟ هل مُت وبعثتُ من جديد في جَسد هذا الفتى الهزيل، أم أنني مجردُ روحٍ هائِمة قد وجدت مأوى لها!

حلمت بأنني مُت محترقًا، مُت لحظة ولادتي، مُت ساقطًا من أعلى برج، مُت في حادث سيارة، دهستني شاحنة، غَرِقت، قُتلت، إنتحرت ..... حلمتُ بالكثير الذي زاحم فِراشي فهجرتُ النوم

𝐶𝑎𝑚𝑒𝑙𝑖𝑎 404 | 𝐄𝐔𝐍𝐇𝐀𝐄حيث تعيش القصص. اكتشف الآن