المقدمة

1K 51 13
                                    


وحش! وحش! نعم انه وحش! ........................... لماذا لم يمت!؟ لقد قام بهدم العديد من المباني!.......... لم يعد هنالك مكان نسكن فيه بسبب هذا الوحش!!!؟؟؟ أشعر بالشفقة عليه............ لا هو مجرد وحش لا يحتاج الرحمة لا تفقدوا عليه! مت وارح العالم منك............ لماذا لا نقتله ونريح العالم منه!؟؟؟؟؟.......................................................................................................

كل هذه الكلمات والجمل والعبارات التي يلقون بها دون احساس متجمهرين حول طفل!.... لم يبلغ العاشرة حتى عقله لم يستوعب ما يقول هؤلاء هو قراء عن الوحش انه شيء شرير يؤذي الناس لكنه هو ليس كذلك يريد فقط أن يكون صداقات معهم وان يعلب ولكنهم يبعدون أولادهم عنه ويحذرونهم من الاقتراب منه فهو (وحش)

وبعد أن يأس من المشي في المدينة يعود إلى بيته الموجود داخل الغابة المحيطة بالمدينة، أن كان يسمى بيت فهو مجرد كوخ قديم ولكنه صالح للعيش ويقاوم الأمطار والعواصف بطريقة ما!!

دخل ذاك الكوخ بهدوء وذهب إلى غرفته في الأعلى اوه لم اقصد غرفة بل علية صغيرة لا تتسع سوى للسرير والمكتب الصغير هذا الدور الثاني ام الدور الأول فهو مكون من غرفة ومطبخ صغير وصالة يوجد بها اريكتين قد اتلفهما الزمن وحمام صغير جداً هذا الكوخ الذي يعيش به الفتى لكن.......

ليس وحده بل معه هذا الرجل الذي فتح باب الكوخ بقوة ودخل وهو يتمايل بجسده الضخم وبيده اليسرى زجاجة خمر ويمشي بينما يدندن بعض الاغاني التي ألفها مخه التآلف ليسقط على الاريكة ويغط بنوم عميق والزجاجة لا تزال في يده ممسكها من عنقها، تنهد الفتى بالأعلى ومسح على شعره الأحمر بيده ومن ثم نزل إلى الأسفل كي يعد الطعام وهو يمشي على أطراف أصابع قدماه لكي يوقظ النائم.

بعد مرور ساعتين استيقظ الرجل وجلس ليرى الطعام موضوع أمامه ونظر بعيناه الصغيرين نحو الزجاجة فوضعها على فمه محاول الشرب منه لكن وجدها فارغة فقام برميها بأتجاه الفتى الذي يقف مستند إلى الحائط وعيناه الخضراء كأوراق شجرة نظرة تنظران إلى الأسفل فشهق بقوة عندما سمع صوت تكسر الزجاج بجانب رأسه فنظر نحو الضخم ليتكلم الأخير
:" لماذا لم تحضر لي زجاجة يا بريان"

ليرد الفتى المدعو بريان بصوته الهادئ الطفولي
:" انا اسف سيدي لكن لم يتبقى لدنيا"

ليتكلم الضخم بصوته الذي احتد
:" انا جائع ولذلك لن اعاقبك فأذهب لغرفتك أيها الوحش ولا تخرج منها حتى أمرك"
انحنى بريان وذهب إلى العلية.

فتح النافذة التي توجد في سقف العلية بعد أن صعد على السرير وخرج منها بسهولة تامة فهي تتسع لشخصين من الكبار، وبعد أن خرج بدء يمشي على سطح الكوخ بحذر وتسلق الشجرة الموجودة خلف الكوخ بحذر حتى وصل إلى أعلاها فجلس على احد اغصانها ونظر للقمر الذي كان بدراً ويستطيع رؤيته بشكل جيد بسبب الظلام وابتعاد أضواء المدينة من الغابة، اخرج من جيب بنطاله الأسود ورقة وضعها بين شفتيه وبدء بإخراج لحن جميل منها والهواء يلاعب شعره الأحمر واغمض عيناه الخضراء بهدوء ............، يعلم أن سيده بعد أن يأكل سينام ولن يهتم أن خالف أمره أو لا لذلك لن يحرم نفسه من الاستمتاع ............. بعدها قام برمي الورقة من أعلى الشجرة ليسحبها الهواء بعيداً مفسح المجال للهدوء أن يسيطر على المكان .............!

هل انا وحش؟؟! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن