الغرفة ٣٠٣ الجزء ٢

63 3 1
                                    

أنهيت يوم شاق من العمل ثم عدت إليّ الفندق، دلفت إليّ المصعد ومنه إليّ الممر الطويل الذي يفصل غرف الدور الثالث، كانت الغرف تترامي عن يمين الممر ويساره كأرجل دودة الحلبوب. إتصلت بالمطعم في طلب قطعة إستيك من اللحم بصوص الفطر، بينما أتناول طعامي أطلت مذيعة قناة سي ان الاقتصادية مفعمة بأنوثه طاغية وجسد بض متحدثة عن إرتفاع مفاجئ في أسعار الأسمنت في مصر في الوقت الذي يشهد فيه السوق ركودا حادا، فإرتفع سعر الطن من ٨٠٠ الي ١٣٠٠ جنيها، كان صدرها النافر كفوهة بركان ثائر يعلو ويهبط تماما كسعر الإسمنت الذي تتحدث عنه، إنه طبيعي! .. في زمننا هذا عليك أن تشك في كل شئ، الطبيعي أن ينخفض السعر في ظل حالة الركود لا أن يزيد، بعدها ظهر علي الشاشة جنرال بهي الطلعة تتزين بذته التي تشبه الجركينه بالنياشين وعلي أكتافه تقف الصقور والنسور كأنها تتأهب لإقتناص فريسة، قال مبشراً الجماهير الغفيرة بقرب تشغيل مصنعه وقد وعد أن ينخفض السعر الي ١٠٠٠ ج للطن، عاد المصور مرة أخري الي المذيعة وكانت تقف بكامل هيئتها أمام رسم بياني ترتدي جورباً من النايلون الأسود الشفاف تعلوه تنوره قصيرة ترتفع حافتها عن أعلي الركبة بمسافة تنم عن ساقين مخروطين من المرمر وفخذين مشدودين .. تري هل ترتدي حزام جارتر الذي يصل أعلي الجورب مع أسفل الكورسيه .. لابد انها عميل دائم لدي فيكتوريا سيكرت، لكم يعجبني ذوق مدير القناة في إختيار مذيعاته،
حولت القناة فظهر شاب سلفي في العقد الرابع لحيته كثه مرسله حتي منتصف صدره وله شارب محفوف وقد مط شدقيه حتي كادا يصلا إلي شحمتي أذنيه وهو يتوعد المشاهدين أن ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس، كان يتحدث عن حالة الغلاء التي إجتاحت البلاد والعباد بسبب ذنوب الناس وإبتعادهم عن الدين الحق. بصقت في الطبق الذي اكل فيه فقد مرقت حبة هيل الي أسفل ضرسي وقد تسللت مرارتها الي لساني.
توقفت عن الأكل فلم أكن أشعر أنني علي ما يرام، أشعر ببداية حمي تجتاحني، كنت بحاجة لبعض الراحة، أوقفت المكيف عن العمل ثم تدثرت بلحافي وغطتت في نوم عميق.
إستيقظت في الحادية والنصف قبل منتصف الليل ولازلت أشعر بالخمول، وقفت متثاقلاً تحت سيل الماء الدافئ المتدفق من فتحات صنبور الإستحمام، شعرت بيد ناعمة تدلك عنقي بقطعة من اللوف مشبعة بسائل الاستحمام، دلكت إبطاي ثم نزلت حتي مؤخرة ظهري وتسللت بين فخذاي ثم قالت "يالا نشف نفسك بسرعة عشان عندنا شبار أخضر جوابي اللي بتحبه مشوي في فرن القش، جدك كان موصي عليه صياد من عزبة البرج مخصوص علشانك" ، تلفت خلفي فلم أجد أحداً .. لقد كان صوت جدتي وملمس يديها، تماما كما كانت تحممني وأنا صغير، لم يكن هناك في حمام الغرفة سواي. إما أن الحمي قد إشتدت علي لدرجة الهذيان او أنها إحدي ألعاب هذه الغرفة المسكونة بالأشباح .
نشفت جسدي وإرتديت بوكسر سترت به أسفلي. انني بحاجة الي مشروب دافئ، صببت بعض الماء في السخان الموجود علي المنضدة، كانت صينية طعام الغداء لا تزال موضوعة علي المنضدة وبها بعض البقايا، حملتها لأضعها أمام باب الغرفة كي يحملها عمال النظافة، بينما أنحني لأضعها إنغلق باب الغرفة بينما أنا في الخارج . حاولت مراراً ان افتح الباب دون جدوي، تلفت فإذا بي أقف عاريا تماما حافي القدمين في ذلك الممر الطويل الذي تطل عليه أبواب الغرف، صرت أجري في الممر كالمجنون أبحث عن مأوي أختبئ فيه دون جدوي.
في الثانية عشر الا الربع قبل منتصف الليل وقف موظف الاستقبال فاغراً عيناه وهو يري أحد النزلاء يخترق بهو الفندق مقبلاً عليه عاريا ً حافي القدمين مرتديا بوكسر كالكحيت في مسلسل ناس وناس
مرفوع الرأس منتصب القامة واثق الخطي يمشي .. ثم قال
"الماستر كي لغرفة ٣٠٣ لو سمحت"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 15, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سر الغرفة ٣٠٣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن