ملاكي (my angel)

نعيش معا" او نموت معا"

جلست على الارض ووضعت يديها على ركبتيها اغمضت عينيها ورفعت ضهرها وقالت
-افعل مثلي
ضحك بسخرية ففتحت عينيها ونظرت له بحدة تنحنح بحرج وجلس امامها يفعل المثل
-خذ نفسا" عميق وازفره بهدوء وكرر هذه العملية عشر مرات فهذه الوضعية تساعد على الاسترخاء
اخذت نفسا" عميق وزفرته واستطاعت ان تسمعه يفعل مثلها فقالت
-واغلق عينيك فأنا اشعر بك تحدق ألي!
اغمض عينيه فورا" وبدأ يأخذ شهيق وزفير وبالفعل شعر بالراحة والاسترخاء...

مضى اسبوعين خلاله شعر جيمي كما لو أن بالونة كبيرة مليئة بالسعادة ترتفع به لأفق السماء
ولكن لحظات السعادة كما هو معلوم زائلة
وأتى هذا اليوم الذي فقعت فيه بالونه السعادة
لتنفجر وتتناثر كل السعادة التي عاشها مع اينجل ويعود ليسقط في الاعماق المظلمه
،لم يكن روبرت راضيا" بما يدور من حوله
رغم ان اينجل لم تقصر معه في شيء ولم تهمله لكنه كان يحقد على جيمي ويغار منه كثيرا فكان يفكر بطريقة تبعده عن طريقهم دون ان تؤثر على علاقته بأينجل  ويجعلها تغضب منه.....

وذات يوم وبينما دخلت اينجل للمتجر
رأت روبرت يقف ويعطيها ضهره فاحتضنته من الخلف وهي تقول
-اشتقت اليك
استدار لينظر لها وهو يبتسم ففزعت مما رأته ! كان بحاله يرثى له
دائرة بنفسجية تحاوط عينه وهناك شق في حاجبه ووجه مليء بالكدمات
احتضنت وجهه بكفيها وقالت بذعر
-من فعل بك هذا؟
ابعد يديها وقال
-لااحد تعرضت لحادث
لم تلتمس الصدق في نبرته فنظرت اليه بشك وقالت
-هو من فعل بك هذا اليس كذلك؟
نظر لها دون ان يتفوه بشيء
فاحمر وجهها غضبا وقالت
-كنت اعرف هذا
ابتعدت هنه وهي تتجه للخارج بسرعة
كانت متجه نحو منزلها ف هم افترقو قبل دقائق لذا كانت تامل انه لايزال موجودا"
لحق بها روبرت وهو يصرخ
-اينجل ماذا ستفعلين توقفي
لم تنصت له واستمرت بالركض حتى وصلت الى منزلها راته يقف امام البائع المتجول ويحمل بيده شطيرة اقتربت منه ونيران الغضب تتطاير من رأسها
ابتسم ما ان راها وقال
-اينجل كنت سأتي اليكِ للتو لقد اشتريت لكِ شطيرةاللحم التي تحبينها
صفعته بقوة وقالت بصراخ
-ضننتك تغيرت ضننتك تخلصت من تصرفاتك الحيوانية لكن لا لقد اخطأت كثيرا عندما منحتك فرصة اخرى لانك اثبت لي الان انك لاتستحقها
ارتسمت على وجهه ملامح الدهشة فهو لم يستوعب بعد لما قامت بشيء كهذا فقال بعدم فهم
-ماذا حصل لكِ لست افهم ؟
دفعته بقوة ليتراجع للخلف وتسقط الشطيرة من يده
-بل فهمتني جيدا كيف تجرأت وضربت روبرت؟ اتريد ان تقتله كما قتلت توماس؟
ضحكت باستهزاء وهي تقول
-كم انا غبية لاني وثقت بك
نظر جيمي الى روبرت بدهشة ليرى تلك الابتسامه الخبيثة التي نمت على شفتيه ففهم انها مكيدة
-لااريد رؤية وجهك مجددا
قالتها وابتعدت لتدخل الى منزلها
نظر جيمي الى روبرت بغضب واقترب منه ممسكا بياقته بكلتا يديه وهو يصرخ
-لما فعلت شيئا" كهذا كان كل شيء يسير على مايرام
ضحك روبرت بسخرية وهو يقول
-لم اكن لاسمح لحبيبتي بالبقاء مع شخص مريض مثلك، هيا جيمي كفاك خداعا لنفسك انت لم ولن تتغير اتظن انها ستغرم بك؟ كلا ياعزيزي هي لم تنسى الماضي بعد لن تنسى جانبك المظلم وستبقى تتذكره طيلة حياتها بقائها الى الان بجانبك مجرد شفقة لااكثر هي تشفق عليك كما الجميع!
استفزه كثيرا في نهايه كلامه فشد على ياقته بغضب وكاد ان يخنقه وينهي حياته
لكنه تمالك اعصابه بصعوبة وابتعد عنه
اوقف سيارة اجرة واخبره بعنوان منزله جلس في السيارة وفتح ازراره العلوية لانه لم يعد يشعر بوجود الهواء
هو فقط اراد ان تسانده وتقف الى جانبه وتنسيه مرضه هل طلبه صعب لهذه الدرجة؟ هي حتى لم تكلف عناء نفسها وتساله  ما اذا كان بالفعل قد ضرب روبرت
كيف سينسى الماضي اذا كان هناك من يذكره فيه بأستمرار؟؟؟
هو يشعر الان بالخذلان والانكسار وكأن هذه الحياة تقف في حنجرته
ترجل من السيارة ما ان وقفت امام منزله
دخل الى منزله سريعا" اتجه للحمام وغسل وجهه عدة مرات ليزول غضبه كما قالت له وبالفعل هو هدأ قليلا لكنه مازال يشعر بالضيق والاختناق ورغبة كبيرة بقتل روبرت الذي دمر حياته لكان كل شيء سيكون على مايرام لو لم يفعل هذه المكيدة
التي اعادته لنقطة الصفر مع اينجل
وضع يديه على وجهه واجهش بالبكاء
كطفل صغير فخسارته لاينجل يعني خسارته لحياته فهي تعني كل شيء بالنسبه له
بدأ بركل وتحطيم كل ماحوله وتوعد بداخله بالانتقام من هذا المدعو روبرت....
وضعت كيس الثلج على عينه ليتأوه بالم
-اسفة
نظر الى عينيها وقال
-تزوجيني
اتسعت عينيها صدمه وقالت
-ماذا قلت؟
امسك بيديها واجلسها بقربه
-لنتزوج مالذي ننتظره
-نحن نعرف بعضنا من فترة قصيرة أانت متأكد من قرارك هذا،؟
قبل جبينها وقال
-اجل أنا متأكد
نظرت له بحيرة فهي لم تتوقع شيئا كهذا فقالت بعد صمت طويل
-يجب ان تتعرف على عائلتي اولا"
-انا مستعد لفعل أي شيء من اجلك
ابتسمت وهي تنهض
-اذن عد لمنزلك وقم بتوضيب اغراضك
سنذهب  مساء"
ابتسم بسعادة ونهض من مكانه
-انا محظوظ بكِ ملاكي
انزعجت كثيرا من هذه الكلمه فهي تذكرها بذلك الشخص الذي لاتريد ان تتذكره
لاحظ تحول ملامحها للاستياء
فقبل وجنتها وقال معتذرا"
-اسف لن اناديكِ بهذه الكلمه مجددا
القاكِ بعد قليل..........
وصلت الى عائلتها في اليوم التالي
حيث طلبت اجتماع جدها واختها وزوجها مع صديقتيها في منزلها القديم لتعرفهم بروبرت سعدو كثيرا بقدومهم ورحبو بهم
اخبرتهم اينجل بأنهم يخططون للزواج في ميامي وقامت بدعوتهم للحفل
وبقيو عندهم عدة ايام ثم عادو الى ميامي
ليخططو للحفل
كان جيمي يتصفح هاتفه او بالاحرى حساب اينجل على الانستغرام ليعرف اخبارها  وعندما شاهد اخر منشور لها حيث تعلن عن زواجها بروبرت في الكنيسة وتدعو جميع اصدقائها للحفل
هنا شعر وكأن صاعقة ضربت جسده
سقط الهاتف من يده وتشنجت عضلاته
كادت عينيه ان تخرج من محجريها من شده  اتساعهما هو لم يتوقع هذا الشيء ابدا" لطالما رسم في مخيلته ان اينجل ستكون زوجته ذات يوم وسيستيقظ كل صباح على وجهها الملائكي
ولكن هذا الخبر كان بمثابة الصفعة التي ايقظته من احلامه الوردية لتعيده للواقع وتخبره بأن اينجل ليست له!
صرخ بهستريا وباعلى صوت يمتلكه
وحطم كل الزجاج الذي يراه امامه بيديه
ثم اتجه للنوافذ وقام بتحطيمها براسه ولم يكف عن الصراخ سالت الدماء من يديه وراسه ولكنه بقي مستمرا بتحطيم الزجاج
حتى  شعر بالدوار وسقط مغشيا" عليه

بعد مضي اسبوعين......
كانت تقف امام المرآة وترتدي فستانها الابيض وتبتسم بحماس
وقفت صديقتيها الى جانبيها وهما ينظران اليها بسعادة ودموعهما تتأجأج في مقلتيهما
احتضنتهما اينجل وقالت
-لاتجعلاني ابكي وافسد مكياجي
ضحكت روز وقالت
-تبدين كالملاك بهذا الفستان
فقالت سمانثا وهي تضحك
-انها ملاك بدونه وبه
ابتعدت عنهن اينجل وعادت لتنظر الى نفسها بالمرآة فدخل جدها وقال
-هل انتهيتي
استدارت لتنظر اليه فرفع حاجبيه قائلا بدهشة
-واو
اقترب منها وقبلها على جبينها
-تبدين كوالدتكِ المرحومه
مسحت اينجل تلك الدمعة التي سقطت من عينها وقالت
-لنخرج من هنا قبل ان اجهش بالبكاء
ضحك الجميع ومد ويليام ذراعه لتتمسك بها اينجل واتجها نحو الخارج
مشيا بممر الكنيسة وكانت الابتسامه لاتفارق وجه اينجل نظرت امامها لتجد روبرت يرتدي بذلة سوداء
ويصفف شعره الاشقر للاعلى ويبتسم لها بسعادة  وقفت بجانبه والقى الكاهن خطبة الزواج ووافق الاثنان ثم قام روبرت بتقبيلها وصفق الجميع
انتهت مراسيم الزواج وصعد كل من روبرت واينجل بالسيارة لوحت اينجل لصديقتيها وجدها مودعه اياهم ثم انطلقت السيارة مبتعدة
احتضنت اينجل ذراع روبرت واسندت راسها على كتفه وفي منتصف الطريق
صفت الى جانبهم سيارة سوداء واصطدمت بهم صرخ روبرت بغضب وهو يحدق الى النافذة
-هل جننت يامعتوه
عادت السيارة تضربهم مجددا
شعرت اينجل بالخوف فربطت حزام الامان وتمسكت بذراع روبرت
فتحت نوافذ هذه السيارة السوداء ليتضح انها سيارة جيمي صدم روبرت مما رأه وقال بخوف واضح
-ماذا تنوي ان تفعل؟
عاد ليضرب السيارة بشكل اقوى لدرجة انها اهتزت اغمضت اينجل عينيها وهي تدعو ان يمضي يوم زواجها المشؤم بسلام
قال جيمي بنبرة غاضبة
-لن اسمح لكِ بالذهاب لغيري يااينجل اما ان نعيش معا" او نموت معا"
نظرت له اينجل بعيون باكية وقالت بترجي
-سافعل ماتشاء لكن ارجوك لاتؤذي روبرت هو لاذنب له
قبض جيمي يديه على المقود بعصبية وصرخ قائلا
-لكنكِ تزيديني غضبا" عندما تحاولين حمايته

ضرب سيارتهم بشكل اقوى من ذي قبل  فصرخت اينجل بذعر  وانقلبت السيارتين معا"......