البداية، النهاية.

292 19 59
                                    

الحياة ليست عادلة لجميع البشر
فهناك من بمجرد أن تفتح عينيه و هو يعاني حتى تلك اللحظة التي يقدم شخص ما و يضع ورودا على ذلك التراب الذي يقطن أسفله و هذا إن أتى ذلك الشخص.
و يوجد سعيد الحظ الذي يلد بملعقة من ذهب في فمه، عيش الرفاهية و الحب و الأمان إلى آخر العمر .

°°°°°°

°°°°°°

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


هذه الحياة بتّ أمقتها، فبعد أن فُرش التراب فوق جسد أعز إنسان، أمي
أحاسيسي تبلدت ليخلد من بينها الحزن و الندم
حياتي باتت موتًا صامتًا، إشتدت صعوبتها و مرارتها
و هذا ما جعلني أعيشها بدون هدف كأنني روح تطفو فوق البيوت تراقب أفعال البشر.

ككل مساء يدلف والدي للمنزل و أقل ما يمكن وصف حالته به سيئة
ثمل لدرجة أنه يشرع بالبكاء فور دخوله للمنزل و هذا سببه الذكريات التي تختبأ في كل ركن.

لم يهتم بي قد

و لكن أنا لا أكن له أي حقد بل أدعو له كل يوم أن يعيش هذه الحياة و ينسى الماضي.

خرجت من غرفتي بعدما كنت مستلقيا على سريري ، لمحته غارقا في نوم عميق بعد حالته تلك لأتجه ناحيته و أغطيه بلحاف أحضرته من غرفتي.

بعد هذا قررت مغادرة المنزل لبعض الوقت لعل بعض هواء الليل المنعش يحسن من حالتي.

لمحت السماء صافية من تلك الغيوم التي لم تتلاشى منذ أيام ، البدر الأبيض المكتمل وحيدا يبدو في ذلك السواد ، على عكس الأيام التي مضت اليوم مميز بهدوئه فإن سرحت دقيقة ستنسى أن العالم يشهد حروبا.

وصلت لأحد الأماكن و الذي هو حديقة كنت أرتادها رفقة أمي منذ كنت صغيرا ، أجول بناظري إلا أن لمحت هناك فتاة جالسة على أرجوحة موجودة هناك.

الفضول سيطر علي لأذهب ناحيتها قصد الإطمئنان فلعلها تعاني من شيئ جعلها تكون هنا في هذا الوقت المتأخر.

وقفت بعيدا عنها بخمس خطوات ، كانت تبدو سارحة الذهن و تضع سماعات.

لم أنتبه إلا لتلك اليد التي امتدت نحوي تحمل الطرف الآخر من سماعة الأذن.

لاحظت الإستغراب الذي بدى على ملامحي لتقول بصوت رقيق و ابتسامة زينت ثغرها " أنت وحيد هنا ، دعنا نستمع لهذه الأغنية معا "

تقدمت للأرجوحة الثانية لأتخذها مجلسا لي و آخذ ما بيدها واضعا إياه بأذني.

تلك الأغنية جعلت كلانا شارد الذهن ، ينظر إلى السماء التي لاحظت للتو أنها امتلأت بالنجوم.

كانت هادئة مليئة بالمعاني، فور أن تنصت ستدرك أن المغني يتألم بصمت.

و لكن جملة واحدة من تلك الأغنية و التي كانت كخاتمة و هي " كنت أود زيارتك لكن القدر لم يشاء"

اِنتابتني غصة حارقة و عينيا امتلآ بالدموع و هذا بسبب الذكريات التي تمر بين عيني الآن.

أرجعت لها سماعة الأذن لأستقيم قصد مغادرة ذلك المكان فلا أريد منها أن ترى ضعفي.

و لكنها أوقفتني بعد قولها " شكرا لك، فقد شاركتني أكثر اللحضات إيلاما ، لطالما فكرت بالإنتحار، لكن هذه الأغنية تمنحني شعورا غريبا لأتراجع في آخر لحظة "

أومأت لها لأذهب في طريقي.

بعد سماعي لكلامها تقبلت حقيقة أنني لست الوحيد الذي يعاني من الحياة و يمقتها.

وصلت لمفترق طرق لأقطع الطريق بدون أن أتأكد مما إذا كانت هناك مركبات

بينما أنا أمشى داهم تفكيري تلك الكلمات الأخيرة من الأغنية، شعرت أنها تمثلني

فلطالما أردت زيارة قبر أمي لكن أحاسيسي تتغلب علي.

أيقضني من شرودي ذلك الضوء الساطع الذي جعلني أغمض عيني ، تلاه صوت بوق سيارة ثم

صفير حاد أصاب أذني و سائل أحمر تدفق على وجهي ليطغى سواد من حولي ثم لا شعور بعدها.

حقا القدر لم يشاء.

- كيم تايهيونغ -

تلك الأغنية التي سمعناها كلماتها هي نهايتي.

انتهى

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.......انتهى......


ملاحظة: يوجد فصل ثاني .

THE END/K.TH✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن