-بسم الله الرحمن الرحيم-
-سبحان الله و بحمده، سبحان الله العظيم-قرائة ممتعة
نبهوني عن الأخطاء xx•••
أحيانا، الناس يكونون تماما كالكوكب الذي يعيشون عليه، فمن يتوقع أنه على عمق ألف و مئتي كيلومتر من سطح الأرض الثابت و الساكن نسبيا، هناك ذلك القدر من التهدمات و الإصطدامات بين ذرات الحديد و النيكل وسط درجة حرارة تتجاوز الخمسة ألاف درجة مئوية و ضغط مرتفع للغاية، هناك لب الأرض، الذي لا نراه، و لا نحس بالضغط الذي يتكون هناك بفعل التهيج المستمر للذارت، و التضارب ما بينها، لكن ذلك الضغط العظيم، هو ما يمنحه نوعا ما من الصلابة، و يحافظ على سطح الأرض الصلب و الثابت و الساكن..
هذا تماما ما نراه على أوجه بعض الناس، سكون و هدوء و برود، لكننا بحق لا نعلم ما الذي يجري في اللب ليمنحهم هذا القدر من الصلابة، المتانة و الجفاف..
لم أستطع أن اوقف يداي من أن تتجها إلى فاهي الموسع الذي تَلَتهُ شهقتي العالية، بعد أن رفع السيد والده يده و قام بصفعه أمامي
الحزن، الغضب، الغل، كلها قد تصف ربما ما شعر به في تلك اللحظة، حين أدارت صفعة والده وجهه إلي، لكنه على العكس، قد رفع رأسه و لم تغلف تعابيره غير ابتسامة ساخرة و ماكرة للغاية، فقط قام بتمليس خصلاته التي تبعثرت محدقا بحدة
"صفعَتُكَ هذه تضعف كل يوم أكثر يا أبي، هل تعلم ما معناه هذا؟" ألقى بها، لا يزال يبتسم بسخرية، فقط برودة دم و أعصاب و كأنه لم يصفع، فقط و كأن شيئا لم يحصل قبل ثوانٍ
أما والِده، السيد وينستون، فقد تصبغ وجهه بالأحمر و أوداجه قد انتفخت في ظل ضغطه على فكه بقوه، غاضب هو للغاية لكلام إيفان الذي كان لاذعا إلى حد بعيد...
"و الآن، أنا و خَطِيبَتي سَنَصْعدُ لِفوق و لا نُريد الإِزعاج- لكن مهلاً!! من سَيُزعِجُنا؟ أَنتْ؟!!" أَطْلَقَ عِدةَ قهقهاتٍ مُتَتالِية مُصْطنعة قبل أن يُضِيفَ سَاخِرًا :"نَسَيْتُ أَنْكَ لا تَسْتَطِيعُ حتى أن تَصعَدَ دَرَجَاتِ قَصرِكَ يا... وَالِدي!"
كَانَت هذِهِ الجُملةُ آخِرَ ما تَكَلَّمَ بِه قَبْلَ أَن يُخَلِلَ أَصابِعَه في خَاصَّتِي، يَبْتَسِم لي، وَ يَقُودَنِي خَلْفَه للخُروجِ من ذلك المكتب الذي بات يخنقني بشدة، والده حتما قاسٍ مثلما تبين من كلامه، لكن، كذلك إيفان قد كان وقحا للغاية معه، بل قد قلل من احترامه لحد كبير و كلامه الموجه له كان أحد من السيف
وجدت نفسي كسمكة صغيرة في المحيط واسع من الإنطباعات الأولى المعقدة، من جهة إيفان الذي بدت شخصيته مزدوجة نسبيا، فبكلامه معي نظراته تصبح بريئة، و صادقة للغاية و حتى كلامه يكون سلسا و نقيا
أنت تقرأ
Paranoia || بارانويا
Romance"في عالم يعيشه ناس تتملكها حب المصلحة، أنت كنت شمعتي التي أحرقت نفسها لإضائة دربي .. في عالم لم يفهمني أحد به، أنت تكلمتي لغتي " بدأت 28.08.18