Paranoia : 6

126 18 12
                                    

-بسم الله الرحمن الرحيم-
-سبحان الله و بحمده، سبحان الله العظيم-

قرائة ممتعة Xx

•••

"إستيقظي أيتها الكسولة" تخلل مسمعي صوت لم يكن بالعال بل كانت نبرته لينة للغاية تشبه الهمس ففتحت عيناي ببطئ كون الستائر قد كانت مزاحة و الضوء كان يعم المكان، حمدا لله أن الشمس تشرق من الجهة الأخرى

حدقت بالمكان فجأة ليتوقف نظري عنده منتصبا أمام مرآة طاولة الزينة المحاذية للسرير، كان يقفل ساعة يده السوداء، شعره البني الغامق قد كان مصففا و مرفوعا لفوق، و كان يرتدي سروال أيقنت أنه لبذلة تملأه المربعات المتغيرة بين الأحمر و الأبيض في حين جل قماشها كان بالرمادي الداكن، و من فوق قميص أبيض كانت أكمامه مرفوعة تبرز ساعديه على الأرجح لأنه قد كان في الحمام

استدار إلي و كنت لازلت أحدق به بلا توقف، فهو قد تغير جذريا منذ البارحة، و قد كبر بحوالي العشر سنوات، الآن حقا إقتربت إلى ذهني حقيقة كونه رجل أعمال و يدير شركة أقل ما يقال بحقها انها وحش الإقتصاد

"إستيقظتِ؟ صباح الخير هيا إنهضي علينا الذهاب"

قلبت تعابيري من الفراغ إلى التساؤل، مضيقة عيناي بغير فهم :"علينا... الذهاب؟"

"أجل خطيبتي سنذهب للشركة" قال بحماس مبتسما تلك الإبتسامة التي لم تفارق وجهه منذ إستيقاظي، لكنني شعرت بالغرابة أكثر فالشركة ليس مكانا قد أذهب إليه في نزهة جميلة شكليا

بقي يتحرك هنا و هناك بين زجاجات عطره و أحذيته و في ظل ذلك خاطبني قائلا"و الآن توقفي عن الأسئلة و اتجهي للحمام، إستحمي و ستجدين أمام الحوض ثلاثة أكياس إرتدي ما بها و الكيس الرابع به مستلزماتك للاستحمام، جهزي نفسك بسرعة علينا الذهاب و لا تطرحي ولا سؤالا آخر!"

هززت رأسي احاول ترتيب كلامه في عقلي كوني قد استيقظت للتو، بعدها انتصبت من فراشي لأتجه للحمام

دعوني أصحح،... الحمام الملكي إن صح التعبير

هو حتما يقدس الإستحمام لأن ذلك الحمام لم يكن عاديا، بل كان تقريبا بحجم ثلث الغرفة الكلي، يزينة الرخام و مرآة ضخمة ربطت بين جدارين، تحتها المغسلة، على اليمين كرسي المرحاض و بمحاذاتها يوجد الحوض الكبير الذي يبدو من العصور الوسطى، بشكله المنحني و تفاصيله الذهبية

و من الجانب الآخر يوجد الدوش البسيط

و كل ذلك كان مزينا بالشموع التي لم تكن مشعلة كون الوقت كان نهارا طبعا

 Paranoia || بارانويا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن