نِهايَة البِدايَة.

2K 179 227
                                    


-

-

1989December7,,
WEDNESDAY الأربعاء,,
. التاسِعة والنِصف مساءً

تَلبَدَت السماء بالغيوم الداكِنة،
وفاحَت رائِحة عَبَق التربة التي حَملها النَسيم البارِد لأرجاء المدينة،
لِتعلن إقتراب موعد هطول المطر.

و تمازَجت أصوات الناسِ المُتزاحمة
في الشوارع في وسط ليلةٍ ماطرةٍ وشيكة.

تلك الناحية، تحديدًا بجوار موقِف الإنتظار،
تَنتصب فتاة يافعة في التاسعةَ عشرَ ربيعًا

بشعرها الأسود الذي يَنسدلُ على ظهرِها،
وملامِحها الهادئة الفاتنة، التي زينتها عيناها العسليتان، وصولاً بملابسها الشتوية البسيطة داكنة الألوان.

أخذت تراقب الطريق بحدقتيها ذهابًا وإيابًا؛ تنتظر مايوصلُها إلى منزلها
بأسرعِ طريقةٍ،

جَمعت كَفيّها ورفعتهما بجوار فَمِها،
وابتدأت بالنفخ عليهما بخفة، وتدليك باطنهما قليلًا.

أثناء إنشغالها، أبصرت شيخًا كبيرًا ابتغى تجميع بضاعته التي تقطن على طاولةٍ صغيرة في ناصية الشارع؛ لحمايتها من الأمطار.

فطريًا،،
أقبلت بإتجاهه لمَدّ يَدِ العون.

' جدي، أتركها مِن يَدك؛ سأساعدك، فقط أرشدني إلى المكان '
أردفت له بنبرةٍ هادِئة وإبتسامةٍ باهته

نظر مطولًا بها قبل أن ينطق :
' لا داعي لذلك يا ابنتي، أرى أنكِ متعبة بما يكفي '
تسللت إلى محياه إبتسامة لطيفة ليضيف بمزاح
' كما أنني عجوزٌ قوي، ألمْ تَلحظي عضلاتي؟ '

قهقهت بخفة :
' بَل رأيتها جدي، لكن ضَميري يُجبِرني على مساعدتِك '
فوضَعت ماتبقى من الأشياء بذلك الصندوق القديم وحملته سريعًا
' هيا، أين منزلك؟ '

إبتسمَ بقلة حيلةٍ وأشار بيده إلى منزلٍ ليس بالبعيد ، منزل ذو تصميمٍ شبيهٍ بالكوخِ الخشبي البسيط.

بعدَ دقائِق مِن الخُطوات المُتثاقِلة..

' لقد وصلنا، يُمكنكِ إنزالُه يا ابنتي، إنه ثقيل '
قال الجد وتعابير القلقِ باديةٌ على وجهه

' لا مُشكلة سأضعُه لك بالداخل؛ إن قمتُ بوضِعه هنا مَن سيدخِلها لك '
تفوهت بينما تفتح باب المنزل بأحدِ يديّها

' لَديّ أحفاد '
تلفظ الجد بإبتسامة

' ولِمَ لمْ تَدعَهم يحمِلونها عنك؟ '
تسآءلت الأخرى بحاجبٍ مرفوع

رَحَل ؛✓ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن