انا ابن لامراه، امرأة وهبت نفسها واياي للرب، اجل امرأة وليس رجل، فوالدي البيلوجي قد انتحر بحجة عدم مبادلة امي له بمشاعره المكنونه، وامي، امي امرأة كانت فتاة كبقية الفتيات تصادق الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي ولم تتعدى علاقاتها مفهوم الصداقة، الى ان اتى يوم ومن دون سابق انذار خفق قلبها لشاب، وما ان وعيت لاعجابها حتى وجدت نفسها متيمة به، اما هو فلم ينظر لها اكثر من صديقة مقربه، اقترح عليها ان تحضر صديقتها وهو صديقه لتكبر دائرة صداقتهما، فوافقت على امل ان يكون قد اعجب بها.
التقو الاربعه وتوطدت علاقاتهم ببعضهم البعض، اما صديقه فقد اعجب بها واما صديقتها فقد اعجبت بصديقه واما هو فقد اعجب بصديقتها.
توالت الايام واعترف الشاب بحبه لصديقتها، وبما ان مشاعرها ليست بالعميقه قررت بقبول مشاعره، واصبحا يتواعدان سراً عن امي فقد خافت صديقتها ان تحسدها امي بما حصلت عليه. الى ان اتى يوم واتى الى امي صديقه واصطحب امي الى زفاف في احد الفنادق وكم كان مؤلماً لامي رؤية من تحب مع صديقتها، وكم كان صعباً اخفاء مشاعرها ومباركتهما، صديقه قد تدارك الامر واخرجها بذريعة انها ليست بخير، وكم كانت بعيدة هي عن كل شيء يتعلق بكلمة بخير.
يومها كلمها بصدق وباح لها بمكنون قلبه لها، اما هي فانصتت لقوله واجابته ان طبب لي جراحي، فقد يكون الرب قد كتب لنا ان نعيش سوياً سعداءِ.
سنة واثنتان مرت كرمش عينان وهاقد تزوجت امي بابي.
ثلاث سنوات بعدها ولم تنتهي المئاسي، فابي قد قرر الانتحار بذريعة انه عجز عن جعل امي تحبه، اما من احبته امي يوماً فقد اتاها طالباً العفو وان يكون لها حبيباً بعد ان اكتشف ان ميلان قلبه كان متسرعاً، فرفضت امي الامر رفضاً قاطعاً، واما صديقتها فقد تطلقت من زوجها بعد ان علمت بامره فخسرت شخصاً اعجبت به فانتحر واخر تزوجت به فطلقها، اما امي فاغلقت على قلبها الابواب وقررت وهب نفسها للرب بعد ان تحظى بمولودها الاول والاخير ووهبه للرب ايضاً.
وفي الليالي الظلماء، اسمع صوت نحيب وبكاء، بكاء امي، فما كان لها قلباً قد تحطم تهشم، فيا رباه لو خلقتها بقلبٍ من حجر لما حصل ما حصل.
وانا ابن لامرأه وليس رجل، فلا تكتمو حبكم من وجل، ولا حب في اكراه ولا كببرياء، انما الحب صدق واخلاص وثقة وسند وقت العزاء.
![](https://img.wattpad.com/cover/163604465-288-k684875.jpg)