الحياة بفلك زجاجي 3

16 1 0
                                    


نسى الانسان فى خضم مخاوفه وتوجساته من الحرية بأنه هو من حرمها على نفسه لا الآخرين ونسى أن أكسجين الحياة محدود للغاية بداخل ذلك المدار الزجاجى السقيم، ولم يستوعب بأنه عما قريب سيختنق حتى الموت دون أن يجد له مُنقذًا داخل فلكه الذى صنعته يداه وأحكم إغلاقه، ولعله لو كان تأمل للحظة حوله لوجد أن هناك احتماليات لتعايش جماعات بشرية دون حدوث كارثة أو فاجعة أو صدام أو شقاق أو ما يخشاه. ليته كان نظر قليلا فى صفحات تاريخ أجداده، لعله كان أدرك حينها أن الإنسان كائن اجتماعى مُتحدث بالفطرة، لأدرك أن البشرية فى بادئ عصورها السحيقة عاش الإنسان فى جماعات - سُميت بالقبيلة- ثم تتطورت على تعاقُب العقود والسنوات حتى صار بالشكل المُجتمعى المُعاصِر الذى بات هو الآخر رهن الانقراض والتآكل.

لو نظر خارج سجنه الزجاجى لشاهد حوله العديد منالبشر الذين حطموا صوباتهم الزجاجية بالفعل، عاشوا فى حضارات راقية سويا فسعدوابالحياة وسعدت بهم البرية، نعم هناك من استطاع التنفيذ وعاش بسعادة وحرية وعزف معإخوانه من بنى البشر أجمل الألحان، رغم أحلك المحن، سطروا للتاريخ صفحات مُشرقةتحتفى بأمجادهم، مليئة بمعان الإخاء والتفاهم والسلام والحرية. وأنت متى ستحطمفلككـ الزجاجى، وتخرج للحياة؟    

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Nov 02, 2018 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الحياة بفلك زجاجيWhere stories live. Discover now