٭ بداية تحقق الحلم الوردي ٭

303 6 0
                                    

★ جوليا :
يا له من أسبوع !! لقد كان شاقا جدا و لكن في نفس الوقت ممتعا . فقد أخبرت الفتيات بخطبتي من آدم و كذا بموعد حفلة الخطوبة فكانت ردة فعلهن خليط من الفرحة و الدهشة و العتاب و التأنيب لأنني لم أخبرهن بقصتي حبي مع رجل الأعمال المشهور و فاحش الثراء و الوسيم " آدم عمراني " و كذا موعد الحفلة الذي اعتبرنه غير مناسب البتة ليتحضرن جيدا لمناسبة كهذه فهي تأتي في العمر مرة لا غير ، لذلك اقترحت عليهم أن أذهب معهم سويا و نقوم بشوبينغ ليوم كامل في لندن فوافقن مباشرة كل من ريهام و صوفي و كارلا و أليس و ميرنا و اتصلت كذلك بفيكا و مايلا التي هي أساسا صاحبة الفكرة و رافقتني أيضا زوجة أخي نهلة و يسرى ، فقضينا أجمل يوم تسوق مليء بالجنون و اللعب و الضحك و اشترت كل منا فستانا مناسبا لها و للعلم لن أريكم فستاني حتى يجيء يوم الحفلة الذي هو غدا صباحا .
البارحة كان يوما غير عاديا فقد تعرفت على عائلة آدم كاملة المكونة من أبيه السيد مراد عمراني و أمه السيدة اليزابيث غرايفورد و كذا خالته مارغريت التي هي تحل ضيفة في بيتهم الآن من أجل أن تحضر حفل الخطوبة و كذا تعرفت على الخادمات و أهمهم السيدة باثوري رئيسة الخدم و إيميلي كبيرة الوصيفات بالاضافة إلى صديقتي فيكا التي عرفت لأول مرة اسمها الحقيقي و الذي هو فلة ربيكا و كذا مايلا و أختها الصغيرة الجميلة و الذكية " ليندة " و التي لا تشبه مايلا في شيء . الحقيقة أن عائلة آدم ليست متلاحمة فيما بينها فلديه أخت تدعى أحلام تعيش مع زوجها و ابنتها في أمريكا و هي كما فهمت من فيكا لم يعد مرحب بها من طرف والديها لأنها تزوجت من شخص من دون مستوى العائلة، و هنا تذكرت نفسي بأنني أيضا لست من مستوى هذه العائلة !! لكن لماذا تم تقبلي لأصبح زوجة ابنهم برحابة صدر و لم يتم رفضي ؟؟ أكيد بما أن آدم هو المشرف الحقيقي على أعمال شركات والده و المسؤول عن هذا الثراء الذين هم فيه لم يستطيعوا رفض طلبه مخافة أن يهجرهم كأخته أحلام و يتركهم و يترك الشركات للدمار و الإفلاس . المهم في النهاية سأكون مع حبيبي سواء أحبوا أم كرهوا ، و أيضا لآدم أخ أكبر منه اسمه داني و هو يعيش مع عائلته في سيدني و أن مراد الصغير الذي عثرت عليه أنا و ريهام تائها يوم رحلة ديزني لاند و الفتى الثاني الذي كان برفقة فيكا و آدم المدعو " آرثر " هم أولاده ، ويشرف أخوه على فروع شركتهم بالمنطقة الشرقية من العالم .
والدا آدم لم يبدوا متفاهمين على الإطلاق فكانت كل مرة يشتد بينهما الكلام بحيث كل منهما يستفز الآخر بطريقته حتى في بعض الأحيان تصل بينهما إلى الضرب و إلقاء الإتهامات الباطلة بينهما ، لكن صراحة السيدة اليزابيث مرأة حادة الطباع قليلة الإبتسام و متزمتة بشكل لا يصدق !! تخيلوا أنها لم تضحك في وجهي أبدا بل و عاملتني بطريقة ناشفة غير لطيفة أبدا و كأنها تريد أن تقول لي أنك سرقتي ابني مني و أنا لن أسامحك على فعلتك ، فهي تعمدت تجريحي و إغاظتي أكثر من مرة قصد أن تضعفني و تجعلني أبتعد عن حبيبي آدم و لكن لا و ألف لا ، لم يخلق الذي سيبعدني عن قلبي و حبي و روحي آدم و لن يكون أصلا !! فأنا و هو كالروح و الجسد لا يفصل و لا يفرق بيننا إلا شيء و هو الموت فقط .
أما أبوه فكان قليل الكلام كثير الإبتسام عكس زوجته تماما فقد بدا لي شخص هادئ و لطيف و ذو قلب أبيض لكن لما تذكرت فعلته الشنعاء مع عائلة الخالة حليمة و تذكرت أنها قالت عنه ذئب في هيئة خروف مقتّه كثيرا و تمنيت لو لم يكن والد آدم ، أما بالنسبة لخالته مارغريت والدة مايلا و ليندة و التي تقطن في مدينة مانشستر فهي تشبه لحد ما أختها اليزابيث لكنها ثرثارة بعض الشيء و تأكل كثيرا هههه لكنها تبدو انسانة مسالمة . أتذكر جيدا عندما قال لي آدم أن هذه العائلة ستصبح منذ اليوم عائلتك و أننا يعني هو و أنا سنسكن معهم في القصر العائلي بكونه كبير جدا و بحكم أنه لا يريد أن يفترق عن والديه و أخته فيكا و هناك أحسست إنهم و بالرغم من عيوبهم سيكونون خير عائلة لي و الاهم في كل ذلك هو أن أكون زوجة آدم و حبيبته و قلبه النابض و روحه الزاهية ، إنه أقصى ما أتمنى .
★ آدم :
لا أستطيع وصف حالتي لكم و لكنني ببساطة أنا سعيد !! سعيد جدا لأنه في الغد ستصبح جوليا ملكتي و تزين بحسنها و حياءها مملكتي التي طال موسم الشتاء و البرد أرضها و آن الأوان لتكتسي بحلة من ورد الحب و العشق و تجري عليها أنهار الشغف و الوّد لتروي كل شبر منها . آه يا جوليا لقد جعلتيني شاعرا و لم أكن أعلم ذلك !! و كيف لا أصبح شاعرا و أن أرى أجمل مخلوقة !! فأنت كالبدر في جمالك و كالثلج في نقاوتك و كالسراب في سحرك و كالطفل الصغير في برائتك ، ماذا فعلتي بي يا حبيبتي ؟؟ ماذا فعلتي بي ؟؟ لقد قلبتي آدم البارد القاسي لآدم العاشق الليّن و هذا فقط برشة صغيرة من حبك لي ، أتمنى أن لا يفسدني حبك فالحقيقة قد أصبحتي كالمخدرات بالنسبة لي و لا أستطيع أن أعيش من دونك ليوم واحد ، أحبك !!أحبك !!أحبك !! .
لقد قامت كل من فيكا و مايلا بكل الترتيبات و التحضيرات الخاصة بحفلة خطوبتي التي من المقرر أن تكون في الغد إنشاءالله و ذلك طبعا بمساعدتي أمي التي تشرف على كل شيء و إن لم يعجبها يتم تغييره فورا ، أما أنا فلم أفعل شيء سوى التفكير بحلوتي جوليا و كيف ستكون غدا و ماذا سترتدي و.... إلخ .

💖 حب في الغربة (تكملة) 💖حيث تعيش القصص. اكتشف الآن