مضجعاً على سريري قرب النافذة
واضعاً سماعاتي أستمع لفرقتي المفضلة BTS
والألحان تتسلل الى أذناي كما يتسلل الماء الى الارض ملقباً نفسه بالمطر
شدّ انتباهي تلك الصورة القديمة التي رسمها لي صديقي حين كنت بالثانوية معبراً بها عن مشاعره نحوي
رسمةٌ للقلقٍ ببياضٍ أخاذ فاغراً فاهه ينشر الأزهار من حوله
اشتقت له
كان دائما يحب تلقيبي له ب fwsw كنايةً عن flower with stork's white
صديقي محب اللقالق والقطط
أذكر حين كان يدخر من مصروفه لشراء قطعة لحمٍ ضئيلة نضعها في مكاننا المعتاد في تلك الحديقة المهجورة حيث تقتنها القطط المشردة
و نجلس على تلك الارجوحة الصدئة منتظرين ان يتم التهامها ثم نعود الى منازلنا
ما زلت امتلك هذه العادة حتى يومنا هذا
توقف المطر وخطت أقدامي طريقاً إلى تلك الحديقة
ما زالت السماعات تذيع النغمات داخل قوقعاتي
وظهور قوس المطر زاد من وضاءة الأجواء من حولي
ما زالت كما هي ألعابٌ صدئة وبرك الوحل تملئ اركانها وقططٌ تحتمي تحت أسوار الحديقة من قطرات الماء،
أصوات هتافنا وأطيافنا الراكضة وقهقهاتنا العالية
هذا ما رسمه عقلي من حولي
وترديد تلك الجملة التي كان يرددها دائما "هل كان الذي رأيته بحراً أم أنها مجرد صحراء زرقاء"
وها أنا أعيدها لك الآن بحراً لقد كان بحراً يا صديقي لقد جعلت من نفسي بحراً في صحراء الدنيا
إهداء إلى نقطتي البيضاء وصديقتي البعيدة
.
.
.
.
.
.