فقدت عذريتي 🚨❌I Lose My Virginity

تتمة :

   أغلقت سيليا دفتر أسرارها بإحكام ، كان هذا الأخير من أروع الهدايا التي تلقتها من ابنة خالتها المقيمة بالدار البيضاء . كانت سيليا تنتظر بلهفة الأطفال ، متى ستزورها خالتها و تحضر لها المزيد من الكتب و التي بطبيعة الحال لم تكن تباع في قريتها ؛ و حتى لو بيعت ، من سيقتنيها ؟
  من الواضح جدا ، أن الناس في قرية أزرو السوسية لم يكن لهم إذعان بالقراءة و لا الكتابة ، و هذا لم يكن عيبا في نظرها . لكن المشكل هو أنهم كانوا يستهزؤون بمحبي الأدب أو بالأحرى ، عاشقة الكتب سيليا ، بما أنها كانت الوحيدة التي أدمنت عشق الحروف و التلاعب بالكلمات و الطيران بين الجمل وسط قرية عمياء .
  و أثناء إغلاقها للدفتر الغامض ، دخلت أمها فجأة و قد أصابها الكثير من التحسر عن ابنتها التي اتخدت من القلم و الأوراق عبادة يومية ، تلجأ إليهما بكل خشوع و تضرع كي تفرغ  شحناتها و كل مآسيها .
  تملك الأم شعورا غريبا أدخلها في غيمة من التساؤلات حول محتوى الدفتر الغامض لكن لسوء  حظها ، لم تكن تعرف لا القراءة و لا الكتابة ، و رغم ذلك كان اسهما "تافوكت " بمعنى الشمس . و أي شمس و هي عمياء لا ترى النور ؟ كانت سيليا تحاول دائما فك لغز اسمها و اسم أمها ، و كانت تقول في نفسها ؛ الشمس تلد النور ، و أنا مولودة من تافوكت ، لماذا لم يسمونني نورا ؟هل  يمكنني أن أكون نورا ساطعا في قرية مظلمة كقريتنا ؟ لماذا سمونني " سيليا " ؟ هذا الإسم الثقيل على اللسان و على قلبها كان يعني " الفتاة الرقيقة و الجميلة " ... إلا أنها لم تكن كذلك ، لم تكن تشبه اسمها قط . كان سواد عينيها الضيقتين يقتحم القلوب مثل الإعصار ، و شعرها المجعد الطويل صافيا كلون الليل ، و بشرتها الحليبية ينحل منها الثلج كسائل أعمى ... لكن رغم هذه الصفات ؛ كانت تبدو بشعة وفق معايير جمال القبيلة . 
   لم تكن سيليا حزينة لبشاعتها فبالعكس كان ذلك لحسن حظها و إلا فسيكون مستقبلها معلقا بين جدران أحد طغاة القرية ، يسجنها تحت مسمى الزواج ثم يجعلها أسيرة له .
  و كلما وعت بمعاناة الجميلات في القرية و كيف يتم تغطية وجوههن و حرمانها من ملاطخة هواء جبال الأطلس الصغير و تزويجهن على السن الخامس عشر ، كانت تشعر فورا و كما لم تشعر أبدا من قبل ، أي حظ استثنائي أن تكون بشعة ...
#يتبع