Part_One : First_Level

1.4K 81 66
                                    

الوجوه مرآة لما نريد رؤيته، أما القلوب..، ركن تعمى بصيرتنا عليه.

=

الكاتبة.

Listen To " SIA I'm Still Here "

¤

Seoul , 25 December 2018 , 6 am.

●●●

قطرة أخرى تنقر جبهتي، هل الحياة تعاقبني؟..، إني أتلقف أحد أشهر أساليب التعذيب برقة!

أبتسم حقًا لهذا السطح المشقوق، فإنّه يماثلني صدأً. الطابق الأخير يغلف بالتميز دائمًا، فريد ليتفرد بي بين أعالي الحضيض. الأمر مضحك للغاية، أقاوم النعاس كي أنزاح عن ملاءة حمراء مهترئة أحتمي بها فلا تنهشني أنياب برودة هذه الأرضية الأسمنتية..

أقهقه، بشدة! ضحكتي نغمة للمعاناة، فأمامي نصف ساعة حتى أحلّ بين جدران الفندق الذي أعمل به. إنه شهر الجليد مجددًا، الأول برحلتي بعد مغادرتي للميتم منذ سنة..

لا يهم مادام قلبي قد اعتاد الوحدة!

أستقر هنا طوال الأشهر الماضية، ولا أنوي خسارة هذه الغرفة اللعينة، فسأقذف إلى الشوارع العارية!

وقوفي كان معجزة، أترنح وكأنني قضيت ليلتي بين الحانات، دعكت رقبتي وأستمتعت بإنعكاسي الفوضوي ومرآتي المكسورة.

"يوم جديد كيم سرانغ."

تثأب فمي وخفضت جذعي لأنقب عن المشط، كومة ثيابي الملقاة هنا وهناك كظمت رغبتي في البحث، تجاهلت ما كنت أريده وتخللت خصلاتي الفستقية بين أصابعي.

بأقسى الظروف سأحظى بحمام جيد في الفندق!

كنت نائمة بزي العمل، لن أحتاج لشيء آخر، أي من الأرض إلى الحرب، أسأستمر هكذا؟

تنهدت وسترت قدميّ بحذائي الرياضي البني المتأكل، غرستني بدفء معطفي الأسود ثم أقفلت حجرتي، مفتاحي أخذ مساره إلى جيبي وتجاوزت عتبات الدرج بخفة، لم أستشعر متى تمسك طرف حذائي بقطعة خشب داسها وانقلبت بي، هويت ثم انزلقتُ ما إن وطأت مقدمة مخرج هذا البناء. كدت أن أصير ككلب ضال رُكل إلى بحيرة من الطين، ساقايّ تفرقتا بينما قدمايّ التصقتا بالجدارين حولي، قاومت غصتي وكبحت صياحها بين أسناني، كان ذلك حافة لإنهياري، فلا وقت لديّ لأتأخر.

صنعت زفرة ووثبت، خطوتي كانت محسوبة حتى بلغت ساحة الحي. مرغمة، سأجوب أزقة سيؤول المتجمدة، بمفردي..

قُــيُــود حَـــمْـــرَاء || بيــون بيكــــهيونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن