Part_Two : Second_Level

836 78 146
                                    

ستجد الطريق الصحيح بالنهاية فقط..حينما سيظلّ الدرب المتبقي بخريطتك.
=

الكاتبة.

•••

Seoul, 26 December 2018, 8 am.

مازلت مقيدة بما قد أبتليت به، أحملق في جدار حجرة التبديل بينما ريا قبالتي تنقر أظافرها المخملية بكأس القهوة البلاستيكي. إن كل ما بذاكرتي قد صرحت به، لكنها قد بدأت تفكر في اِصطحابي إلى عيادة نسائية كي تتيقن من ظنوني. تقلبت أهوال أعماقي فزعًا ورفضت ذلك بلوثة، أصابتني نوبة من الارتياع هدأت عندما ضمت جسدي إلى صدرها.

قذفت الكوب الذي كان بحوزتها ثم غرست أصابعها بخصلاتها السوداء ودنت برقبتها إلى الطاولة قائلة:

"إبلاغ الشرطة دون دلائل..، لا معنى له."

إزدرمت دموعي المالحة وكظمت رغبتي في البكاء، أود الصراخ وإخراج الوجع من دواخلي. سجينة مدانة لتتلقى العذاب بهذه الأرض، ما إن أستنجد الرحمة من الخالق ليعفو عني، حتى أجده يردخني بمطرقة عقابه، هل ارتكبت ذنبًا فقدت ذكراه؟

دلفت الحمام ثم نزعت ما أرتديه كي أضغط زرّ مياهه فهوت على جسدي برقتها، ذلك الانهيار أخذ منحى بانطلاقته وغيث مقلتاي انسكب ليمتزج بهما، فقط أفرك أطرافي إلى أن أوشكت أن أفقد توازني فأخرست نحيبي بين أسناني خشية أن تسمعني ريَا، فلا أرغب بإثقال كاهلها بهمي.

عندما قررت الإنسحاب هتفت منادية إياها بصوت متقطع، لم تتأخر باحتضانها لي ومنشفة، ربتت على ظهري كمواساة وخاطت فمها وكأنها خرساء. احتجت ذلك بشدة، أن تشعرني بالاطمئنان وأن لا تحفر بتلك الليلة اللعينة مجددًا. عليّ أن أتشبث بالصبر مرغمة لأتزينّ بزيّ العمل رغم ما تجرعته، فلا إجازة لأمثالنا وإنها دروة الأعمال الشاقة. إبتداء بالكريسماس إلى حدود نهاية رأس السنة، لا مجال للتحدث عن فجوة للراحة وإلا سنطرد.

كورت وجنتيّ بين قبصتيها ثمّ صرّت من بين أسنانها بنبرة حازمة:

"استيقظِي، لا تدعي ذلك يوقف أيامك سرانغ، أعلم أن بشاعته لا تحتمل، لكن..، سيتوجب عليكِ قتله بجوفك."

ريا، إن نزيف قلبي انفجر ألمًا لكنني أومأت بخضوعي، فلن يسعني تغيير شيء، المصير ليس بين أيدينا..

خيبة أملي قد صارت تقودني إلى التيقن بأنني بمدخل الجحيم فحسب..سأعاقب ببطء.

حشرتني بأعمال التنظيف داخل جناح المطبخ حتى أنهك وأكبح عقلي عن التفكير بالمزيد، أردت أن أنهي هذه الساعات الثقيلة قبل أن تختتم ريا مهامها. أشتهي أن أغوص بمحيط شوارع سيؤول الباردة وحيدة، فخبأتني بمعطف تلك الثرية بعدما تذكرت أنني قد تركه داخل خزانتي في غرفة التبديل.

قُــيُــود حَـــمْـــرَاء || بيــون بيكــــهيونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن