جزء6

1K 58 2
                                    

محتوى الورقة رسمة لمربعان فوق بعضهما كل مربع مقسم إلى 28 مربع تحتوي على الأحرف العربية كلها، بظهر الورقة مكتوب كلمات إرشادية

" ضعي قطرات دمك على أحرف اسمك بالمربع السفلي ورددي زوجتك نفسي خمس مرات، بعد ذلك أحرقي الورقة "

بغضب قالت " شيماء "

- تبا كل مرة أقوم بجرح نفسي يا " زهير "

لم يجب " زهير " فنادت " شيماء "

- " زهير " " زهير " أين أنت ؟

وكأن " زهير " اختفى

بحثت بغرفتها عن حقنة، بعد أن عثرت على الحقنة غرستها بيدها لسحب الدم وأسقطته على أحرف اسمها بالمربع السفلي " ش ي م ا ء "

فور إنهائها من ملئ المربعات بالدم فوجئت بأحرف من المربع العلوي ظهرت عليها قطرات سوداء والأحرف هي " ز ه ي ر "، احرف اسم " زهير " والقطرات السوداء دمه !

أكمل تطبيق العملية " شيماء " ورددت

- زوجتك نفسي

- زوجتك نفسي

- زوجتك نفسي

- زوجتك نفسي

قبل الخامسة أخذت نفسا ثم نطقتها

- زوجتك نفسي

أمسكت القداحة لتحرق الورقة، أصبحت الورقة رمادا فانتفض جسد " شيماء " مباشرة وسقطت مغشياً عليها

نـهضت " شيماء " بمكان مزهر برائحة عطرة، على بعد بعض الأقدام منصة بيضاء يقف فوقها شخص غامض الملامح يرتدي بذلة عريس

ذُهلت " شيماء " لما رأت، ليس الشخص الواقف على بعد بضع أقدام بل الفستان الأبيض الذي ترتديه

عرفت أن زواجها قد أتى والشخص أمامها " زهير ", بخطوات ثابتة اعتلت المنصة لتسير بخط مستقيم نحو زوجها

ما إن وصلت إليه وقـفت في جـمود, سـاد الارتباك الـموقف, " زهير " مطأطأ رأسه للأسفل حتى لا ترى " شـيماء " ملامح وجهه, تـكلم " زهير "

- أتشعرين بالإحراج مثلي ؟

- الـموقف حقاً حقاً غـريب

لـزم الاثنان الصمت حتى أنهت " شيماء " الصمت

- ألـن تريني وجـهك ؟

- انتـظرتُ طلبك

- أنا لـم أطلب

- إذاً لـن أرفعه

- حسناً اعتبره طلباً

رفـع " زهير " رأسه لـتتضح ملامح وجـهه, أعـين بنية واسعة, ابتسامة تلـغي وجود الـظلام, أنـفه متناسق مـع رأسـه, شـعره رأسه خـفيف لحيته مـدرجة, " زهـير " حـلم كل فتاة لولا أنـه جـني

تدلى فـك فـم " شيماء " الـسفلي مـن الاعجاب بـمظهر " زهير " دون قـصد, فـضحك ليزيد من إذابة صديقتنا فـقالت

- تبـاً أنـت وســــيم

- شكراً زوجـتي الـجميلة, الآن فـلنذهب إلـى غـرفة نومنا

وهـي واقفة تـغير الـمكان وتغيرت الملابس, " شيماء " بـغرفة الـنوم مع زوجها مرتدية ملابسها الـمثيرة, قـال " زهير "

- أغمضي أعيـنك

سألت

- لماذا ؟

- فـقط أغمضي أعينك
فعلت ما طلب وأغمضت أعينها, استيقظت " شيماء " بغرفتها على صـوت الـمنبه الـساعة الـعاشرة صباحاً, التقطت أنفاسها والـعرق يتساقط منها بـشدة, حادثت نفسها

- يا لـه من حـلم مريـب

قـاطع كلامها " زهير "

- لـم يكن حلماً يا عزيزتي

- ماذا ؟

نـظرت " شيماء " لنفسها وهي غارقة بالـعرق, رددت والصدمة تعتلي وجهها

- اللـعنة عاشرتُ جنياً

وقـفت " شيماء " تضرب يميناً ويساراً وهـي تسب وتلعن بـسبب زواجها مـن جني

صـاح عليها " زهير " ليسكتها ثـم تـحدث

- لـماذا كُـل هذا الـغضب ؟ ألـم توافقي عـلى هذا الـزواج ؟ أيضاً حين كنا بـساحة الزفاف كنتِ سعـيدة, لماذا هذا الغضب الآن ؟

خجلت " شيماء " بسبب ردة فعلها الغير منطقية:

- أسـفة لأنني شتـمتك الأمر غـريب حقاً علي

- لا يـهم أقدر ظروفك

- لا أحد يراك إلا أنا صحيح ؟

- أنتِ وبـعض الـسحرة والحيوانات أه وبالطبع الـجان والشياطين

- اختصرها بـكلهم أفـضل

- لا فالإنس الطبيعيون لا يستطيعون رؤيتي

- أحقاً سـاحة الزواج تلك وغرفة النوم الجميلة حقيقة ؟

- نـعم, نقلتُ روحك  معي لأبعــاد حقيقية بـعالم الجـن

اتصـال قـاطع حـديث " شيماء " مع " زهير " مـن الـضابط " أحمد ", أجابت

- ألـو

- صـباح الـخير محققتنا الـجميلة

- صـباح الـنور سيد " أحمد "

- هـناك قـضية جديدة

- حسناً أتركها لـي سأتولاها

- كـلي ثـقة بـك سيدتي الجميلة

- أراك تـكرر كـلمة " جميلة " كثيراً

- أقـول الـحق و ما تراه أعيني

- أخجلتني شكراً, أنا قـادمة

فـور إغلاقها للـخط شـعرت باهـتزاز طفيف بالـشقة, نـظرت صـوب " زهير "

- لماذا تعابير الـغضب هذه ؟

- كلامك مع زميلك

- أولاً هـو متحرش غبي لا تكترث له, ثانياً تـذكر زواجنا هو مجرد اتفاق فـقط

- أعـلم أنه مجرد اتفـاق لـكن أنا زوجك احترميني لا تتـحدثي بـمثل هذا الأسلوب مع غيري !

- اسمعني جيداً أنا لا أتجاوز حدود الأدب مـع أي أحد وليس من أجلك بـل من أجلي, كـونك زوجي لا يعني أن تتطاول بكلامك علي

- أسـف أخذتني الـغيرة

- دعني أجهـز نفسي وأخرج, هناك قضية بانتظاري ولنجرب قدراتك فيها

____________________

زوجي من جنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن