خواطر❤

66 4 0
                                    

وقفت اتعجب امري .. بلغت الرابعة و العشرين منذ أيام و كذلك انهيت جامعتي بنجاج.. اذكر اشياء و كأنها حدثت بالامس لكن في الحقيقة هي حدثت منذ سبع سنوات .-.
كنت في البداية اتحجج بالجامعة .. اختلق أسبابا مختلفة كي لا اقابل الخطبة الذين تقدموا لي .. و قد من الله علي بالنقاب اخيرا منذ بداية دراستي في الجامعة فحسب. و رضيت امي به بعد حوالي ستة أشهر..
الان خالي أصبح يعرض علي بشكل غير مباشر مقابلة من يريدون خطبتي .. والا امنع رزقا قد أتى .. توترت .. ماذا اقول ؟ .. هل اخاف ان يرغموني على شيء لا اريده؟ كلا بالتأكيد لا .. موقنة أن امي يستحيل أن توافق على شيء كذلك .. سلمت امري لله و قررت المواجهة .. الحقيقة اخاف ان يرق قلبي لغيره .. اريد الوفاء بوعدي حقا .. لا اريد سوى ذلك ..
و قد حدث بالفعل .. كانت اول مرة كارثية بالنسبة لي .. الدماء كانت تغلي في عروقي من شدة الحرج .. كيف اكشف عن وجهي لغريب بعد ست سنوات ؟ لكن حدث .. حمدت الله أن لم نتفق و جاء الرفض منه .-. و توالت هكذا جلسات ..
سمعت انه سافر 💔 .. هل نسي وعده؟ ام هل نسيني ؟ .. تلاعبت الأفكار في رأسي و ظللت افكر طويلا و لكن هيهات .. لجأت الي رب العباد .. دعوت الله أن يشفيني من الداء.. داء تعلقي بشخص ليس لي :') .. و احيانا دعوت بأن يجعل بيننا خيرا كثيرا و يجمع بيننا قريبا .. لم امل الدعاء يوما بصدق ❤
مرت ايام عديدة و مازال قلبي متعلقا بأمل و ان كان ضئيلا .. آسفة .. اقصد متعلقا به هو .. أما انستني الايام ملامحه؟ كلا و الله .. بل اني اذكره جيدا .. وان كانت مجرد نظرة عابرة و لكنها تحمل بين طياتها الكثير .. هل يتم الله حبا مضى عليه ١٦ عاما؟ و الله لم ارى مثلي يوما .. تتعلق بشيء تجهل مصيره كل تلك المدة .. و لكن رب العباد قادر ع كل شيء .. إنما أمره اذا اراد شيئا أن يقول له كن فيكون ❤
خاطب اخر ؟ صدقني لقد سئمت .. ما عدت اريد مقابلة أحد .. أخبرت امي باني ساصلي استخارة اولا .. حلمت بشيء غريب بعد صلاتي .. لا اذكر سوى إني رأيت وجهه .. هل له علاقة بالخاطب القادم ؟ لا اظن ذلك فأنا أعلم أنه مسافر ..
سالت امي عن اسمه .. قالت لا اعلم غير أنه طبيب و قد تميز في مجاله لأنه يحبه ..حسنا ماقلت امي .. هي بضع ساعات فقط و سوف أقابله .. ماذا ؟ هل اريد مقابلته؟ بحقي ماذا اسأل نفسي ! هي بضع دقائق فحسب .. يستحيل أن اخلف له وعدي 👌
خرجت من غرفتي .. دقات قلبي ما عادت منتظمة .. بحق ماذا يحدث لي؟ لم يحدث هذا في المرات الأخيرة التي قدم فيها لي خاطب! تركت الاكواب على الطاولة و دخلت فوضعت نقابي و كنت في المرات السابقة قد اعتدت على عدم ارتدائه أثناء تقديم العصير .. و لكن في هذه المرة لم ادر ماذا يحدث معي حقا .. اقتربت من صالون بيتنا القابع فيه الخاطب و خالي و أمي و أخى و ربما والدته .. اقتربت أكثر حتى كدت ادخل .. صوت مألوف .. ماذا؟ .. سرت قشعريرة في جسدي كاملا و اهتزت يداي لا اراديا .. استمعت جيدا فإذا بخالي يساله عن حاله مع القرآن فأجابه بأنه قد ختمه منذ مايقارب العام .. دقات قلبي اضطربت اكثر .. سلمت امري لله و دخلت و كلي ثقة أن الله لن يخذلني و رمقتني امي بنظرة فهمت فحواها جيدا و كأنها تقول لي لم النقاب هنا؟ .. وزعت اكواب العصير على الجالسين لم انظر لاي شخص .. كان الثالث كما اظن .. لم انظر اليه و لم انبث ببنت شفة .. أما من الكوب الاخير فكان لخالي فوضعت الصينية على الطاولة و انا ممسكة بالكوب .. لمحته ينظر أرضا مع ابتسامة مألوفة جدا .. لم أري سوى جزء بسيط من وجهه و لحية صغيرة مهذبة تزينه.. اظن ان قلبي ماعاد بمحله حتما .. سلمت الكوب الى يد خالي يدا بيد .. و جلست الي جوار امي .. نادتني والدته كي تسلم علي .. لا اصدق .. معلمتي ؟ هل انا في حلم ؟ كدت ابكي .. تجمعت الدموع بعيني و لكني تماسكت لاني احب الظهور قوية مهما صار .. سلمت عليها و حادثتها و حادثتني .. اكرر سؤالا على نفسي مجددا هل انا في حلم .. إن كان حلما فأتمنى الا استيقظ!
اخذت امي والدته و كذا خالي ذهب مع والده كي يتيحا لنا التعرف على بعضنا البعض في حين كان اخي يعبث بهاتفه قريبا منا نسبيا .. اتعرف على من بحقكم؟ اتعرف على من سكن قلبي لسنوات ؟ في الحقيقة لساني لا يقوى على الحراك و كل اسئلتي التي اردت سؤالها و قد حفظتها عن ظهر قلب تبخرت!
أخذني من طوفان الافكار الي عالم الواقع في حوار هادئ
-كيف حالك يا آنسة آية؟
=لله الحمد دائما❤
-أليس لديك أي أسئلة ؟
= -تلعثمت- احم .. كم تحفظ من القرآن؟
-الحمدلله يحفظني القرآن كاملا .. اتممته منذ عام من الآن .. وانتِ؟
= اتممته في أول عام لي في الجامعة ..
- ماذا تريدين من صفات في شريك حياتك؟
= تمنيت ان يكون حافظا للقرآن يقرأه علي فأهدأ أن كنت متعبة .. أن يكون صادقا أمينا كرسول الله ❤ أن يتحلى بعدل عمر ابن الخطاب ❤ حييا تستحي منه الملائكة كعثمان ابن عفان ❤ يقدرني و يصبر علي و أن يكون هادئا رزينا غير متعصب متى ما حدث مني شيء يغضبه .. أن يوجهني للصواب دون أن يحزنني .. الا اهون عليه💙 و اخيرا و الاهم أن يعينني على طاعة الله و ياخذ بيدي للجنة فندخلها سويا ❤
- بارك الله فيك و اتمنى أن نكون عند حسن ظنك ..
= هل لي بسؤال ؟ - تفضلي..
=ايمكنك أن تقرأ علي مما تحفظ ؟
- حسنا .. ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21 سورة الروم)
*تجمعت دموع بعيني و لكني أبيت البقاء اكثر .. استاذنت و هربت من أمامه .. دخلت الي غرفتي و انخرطت في البكاء .. فرح ام حزن؟ .. متأكدة اني لست حزينة و لكن ما هو السبب؟ صليت استخاة مرة أخرى و نمت .. حلمت اني ببئر عميق اصرخ و انادي حتى اتي شخض لم اتبين ملامحه .. مد يده الي و ساعدني و قرأ (إنما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) .. استيقظت على اذان الفجر و كنت مرتاحة لحد بعيد .. هل اوافق؟ لا ادري .. لم انا مترددة .. ربما احتاج الى جلسة أخرى معه ..
و قد كان .. حضر الي بيتنا هذه المرة و قد تبدلت انا .. لم أعد خائفة .. لست في موقف يسمح لي بالخوف بتاتا .. أن هذا تتوقف عليه حياتي المستقبلية .. ناقشته في عدة أشياء و كان صوتي رزينا لا يشوبه شيء .. حتى انني ظننته قد خاف مني .. تدخل اخي قائلا : انت لم تر وجه العروس بعد؟ وقتها نظرت اليه و تعلقت عيني بعينيه .. نبض قلبي بشدة .. رأيت في عينيه حبا قديما و اشتياقا كبيرا و اهتماما كثيرا ❤ توترت لكن لم استطع إزاحة عيني ولازال قلبي يرتجف بين اضلعي .. حتى رد على سؤال اخي و كأنه قرأ أفكاري قليلا : لا داعي فانا لا اهتم للشكل كثيرا ... ما يهمني الخلق و قد ارتضيتها لي 💙
ابتسمت أسفل نقابي و نهضت واقفة و نهض هو .. اخرج من جيبه مصحفا بحجم الكف وضعه على راحته و مده الي .. قال: اعاهدك السير على طريق الله سويا .. ماكان مني إلا أن وضعت يدي فوقه لا اراديا قائلة: اعاهدك بمثل ما عاهدتني به❤
فرح اخي و ظهر هذا جليا على وجهه و نادى خالي و الآخرين .. بشرهم بقبولنا .. نظرت اليه فاذا به ينظر إلي تعلقت أعيننا لثانية ثم اخفضت بصري خجلا و كذلك هو ❤
تمت الخطبة خلال اسبوع ثم مر شهر فحسب و سافر مجددا💔 كان يحادثني مرة في الأسبوع على الانترنت في وجود اخي ^^ كان ينزل إجازة كل شهرين أو ثلاثة .. فيزورني اذا سمحت له الفرصة .. لم أكن حزينة لذلك بل كنت فرحة جدا به و فخورة كذلك لأنه لا يريد اغضاب الله في فيبتعد عني بغية رضائه جل في علاه💙
بعد عام واحد تم عقد القران بعد إلحاح شديد منه على خالي و قد عاد من سفره اخيرا ❤
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ❤ بعد تلك الجملة انهالت علي صديقاتي واحدة تلو الأخرى مهنئات لي كم كنت سعيدة ❤ تلقيت رسالة .. انها منه ! - بارك الله لي فيك زوجتي العزيزه- ااه كم عانيت حتى ارى هذه الفرحة اليوم .. نزلت إليه .. و كنت قد ارتديت نقابي لألا يراني الرجال .. لمحته .. كانوا يهنئونه .. ما إن رآني حتى تركهم و توجه إلي .. نظر إلي أصحابه نظرة ذات معنى فخرجوا من المسجد غامزين له ! لم يعد سوى الاقارب اي المحارم .. اقترب  اكثر و امسك بيدي بين يديه .. قال بكل هدوء : حققت حلمى و حلمك و صرت ملكك و صرتٍ ملكي 💙
اخفضت رأسي بخجل برفعها بانامله ناظرا في عيني .. همس : أحبك❤
لم اتمالك نفسي فانهمرت دموعي أنهارا و ارتميت في حضنه .. شددت على عناقه و كانما سيهرب مني .. و كأنه لا يوجد غد ! ربت على رأسي مهدئا و قرأ بعض آيات الله التي لا اذكرها فقد سحرني صوته فقط .. صوته ملائكي حقا❤
ابعدني قليلا و نظر في عيني .. قرات في عينيه اشتقت اليك ❤ فهمت أنه يريد رؤيتي بعد عام من عدم رؤيتي .. اي عام ؟ كانت اعواما منذ فرقتنا الجامعة .. تركته يزيح غطاء وجهي .. اخذ يتفحص كل انش في وجهي و كأنه لم يرني من قبل .. خجلت بشدة فاخفضت رأسي حرجا من نظراته تلك .. رفع رأسي بانامله مركزا نظره على عيني مجددا .. لا تخجلي .. أنتِ زوجتي على سنة الله و رسوله ولا داعي للحرج .. اخبريني .. لا تبخلي علي بمشاعرك .. فهمت ما يرمي إليه .. لم يسعني سوى أن ابتسمت فمسح دمعي بيديه بكل رقة ... وقفت على أطراف أصابعي و همست جوار أذنه .. أحبك فوق حب المحبين حبا 💙❤
لم أشعر سوى به يحملني و يدور بي بسرعة .. شعرت اني اطير بحق .. اتمنى ألا يكون كل هذا حلما ! بعد دقيقة انزلني و ظل ممسكا بي إذ كدت أفقد توازني و قبَل جبيني بكل تقدير ...
بعد عام آخر قمنا بعمل حفل صغير على اناشيد اسلاميه لا تغضب الله .. تذمر البعض لكننا لم نكترث .. تكفي فرحتنا نحن فقط في هذا اليوم ❤
مرت الأعوام .. و اليوم معي نوران تبلغ عامين 💙 و التوأم أنس و أسيل شهران فقط❤ يشبهان كثيرا اباهما و هذا ما جعلهما مقربين الي قلبي .. لا تيأسوا و تمسكوا بالدعاء و إن كانت كل الأسباب تثبت استحالة حدوث ما تريدون ! ادعوا بكل ثقة في الإجابة و صدقوني ستعرفون هذا الشعور الجميل بتحقيق امنيتك❤

ترى هل تصير احلامي واقعا؟ هل يجبر الله بخاطري؟ اثق بالله أنه يخبئ لي ما لا اتخيله .. ادعوا الله في كل وقت وحين💙 يا دعوة ثابتة بكل سجدة تحققي❤
#تخاريفي

خواطريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن