أنا كالبحر.......
الذي لا حدود له....كلما أبحرت نحو الأمام تجد أمراً جديداً
و شيئاً لم تكتشفه من قبلتنظر إلى نفسك.....
فتراك تائهاً في عِرضه و لا تجد الشطتريد العودة..........
و لكن لا تعلم بأيّ اتجاه تعودتريد التقدم.......
و لا تعرف إن كان هناك حدودتبقى واقفا تنظر حولك في خوف
داخلك أمل،ألم،وحدة.....و لكن ما حولك يُنسيك همّك
فانت مندهش من جمال ما حولك.....حينما تعتاد المنظر....و تقول إنه ليس بالكثير
يفاجئك شيء جديد
تَصفه كلمة مثيرأنا كالبحر....
إنه واسع و عميق
إنه جميل و خطيريخفي في عمقه أسرارا لا يعلمها سوى سكانه
و في وسعه أرى أحزانا لا يراها سوى من شعر بهمسكين أنت يا بحر ......
لا يمكن تغيير حالك
أو تبديل مكانكيأتي كلُّ حزينٍ ليبكي على شاطئك
و يرمي الحصى على سطحك
و أنت لمن ستبكي
لمن ستخرج ما في داخلكتمتصُّ كل ما فيهم من طاقات سلبية
و من سيمتصُّ طاقتكأشعر بك.....
لقد مللتُ سلبيتهم و تشاؤمهم
لقد سمعت حزنهم و لا أجد من يسمع حزنينغوص في عمقك لنرى جمال ما تخفي
و لكني لا أظن أنك تراهتعاني من الوحدة و انت جالس تتأمل السماء
تصاب بالملل فكلُّ يوم كسابقهفماذا أخبرك عن حالي؟
أشعر بالوحدة وسط حشود من الناس
أصاب بالملل رغم أنني متحركة لا ثابتةو أشعر بالألم.....
نعم بألم في قلبي.....
بوخزة في روحي......
بجرح عميق في داخلي.......
أعمق من عمقك......
و جرحي أوسع من خاصتك.....فأنت مالح تعقِّم الجروح
أما جرحي رغم ألمه و توسلاته لمن يداويه
لم يجد ماءً أو ملحاً يطهِّره
فظلّ مفتوحا حتى التهب
و حين مرّ الزمن بقي أثره واضحاًو الأسوأ......
لم يكتفي العالم بالنظر إليه
بل و سألوني عن سببه
و أخبروني عن قبحه
و كم منظره مقرف....
لم يعلموا بأنهم السببضحكت عليهم حتى الموت
لأنهم كانوا عمياناً عندما شاهدوه مفتوحا
و كانوا صمّاً عندما ناديتهم و توسَّلتُهم
عندما كنت أصرخ ألماً
صرخت بأعلى ما عندي و لم يسمعوني
بل تظاهروا بذلك......
تبا لهم.....و لخيانتهمافرح أيها البحر......
فانت لا تحتاج لمن يداوي جرحك
فتداويه بنفسكافرح لأنك لست بحاجتهم
فصدِّقني قلوبهم قاسية
باردة.....لا تحمل رحمةيقتلون روحك ثم يسألونك من قتلها
و يتأسفون....تثق بهم و تعبر عما في داخلك
فيستغلوا ذلك ضدك
فتسقط ضعيفا منكسرا
لا تقوى على الوقوفافرح......
لأن اسرارك مدفونة في قاعك
و لن يستطيع أحدٌ الوصول إليهاافرح........
لأنك تجعل ما تشاء يطفو....
و ما تشاء يغرق....أمّا أنا فجروحي تبقى على السطح...
تبقى واضحة و بارزة المعالم....
مسكينة أنا أعلم....هل أخبرتك سابقا بأنك مشهور؟
فكُتبت الاشعار تغزّلاً بك
و امتلأت الخرائط برسوماتك
و كنت عنوانا الكتب و الروايات
و قصص ما قبل النوم
و خرافات جدّاتنا
و أساطير أجدادنا.....افرح.....
فانت مذكور على كلِّ لسان
و لست منسيّاً أو في طيّ النسيانأعتذر منك......
لقد تذكرت الان انك في حداد
على كل روح قضت حتفها في داخلك
على كل طفل قضى آخر ثانيه في اكتشافك
على كل شخص أراد التخلص من يأسه
فألقى يأسه في داخلكلقد علمت الان لما قتلتهم
لما أغرقتهم
لأنهم كادوا أن يكتشفوا أسرارك
و أن يصلوا لدرجة يأسكأيعقل هذا؟
إذا كان صحيح ما أفكر فيه
فيجب أن أتوقف
فسأكتفي الآن
فرغم بعدي الشديد عنك
خفت على روحي....
فما زلت صغيرة و أريد أن أعيشمسكين يا بحر
....................................
أهلا .....
شو رأيكم ......كتييييير يهمني أعرف آرائكم
و طبعا السلبي قبل الإيجابيهل تحبون البحر؟
أنت تقرأ
أنا كالبحر*خاطرة*
Poesíaهذه خاطرة قصيرة،بعنوان انا كالبحر.... أوجه الشكر لتسنيم الدويكات لدعمها و تشجيعها..... أتمنى أن تحبوها ... حقوق النشر محفوظة