(الفصل الأول )

18.8K 238 4
                                    

أغلقت يوليا باب المنزل بسرعة بعد أن التقطت تلك الورقة من علي الأرض وهي تقلبها بين يديها بلهفة ، وهرولت باتجاه الغرفة ثم توقفت في منتصفها وهي تمرر نظرها سريعاً مرات ومرات علي تلك الحروف المنمقة في تلك الورقة الصغيرة التي بيدها والمجمعة معاً في جملة تجعل قلبها يقفز فرحاً .

(عيناكِ لي ، عيناكِ لي .. ياصاحبة أجمل نظراتٍ في الكون )

ابتسمت بسعادة بالغة وهي تمسك الورقة بكلتا يديها ثم ضمتها لصدرها بعد أن انتهت من قراءتها وقلبها يدق بعنف ، ثم تحولت ملامحها للضيق فجأةً وهي تعتصرها بين يدها عصراً كأنما تخرج غيظها بها ..وكأنها لم تكن تطير من السعادة قبل ثوانٍ!.

أغلقت عينيها وهي تزفر بضيق ثم تراجعت بظهرها حتي لامس الحائط خلفها فاستندت عليه ، فعدم معرفتها لذلك المعجب المجهول سيجعلها تُجن حتماً، فهذا روتينها منذ أربعة أيام متتالية، تفتح باب منزلها لتجد ورقة صغيرة مطوية ملفوفة بخيط سميك ملقاه علي الأرض، واليوم يوجد بطرف الخيط خاتم من الفضة ، ثم تلتفت حولها تنظر بتوجس فلا تجد أحداً، و تفتح الورقة فتجدها إحدى الجمل التي تقطر غزلاً ..كما تمنتها يوماً، ولكم حاولت الاستيقاظ مبكراً وانتظار ذلك الشخص الذي يضع الرسائل ولكن بائت محاولاتها بالفشل.

طوت الورقة بعد أن فردتها مرة أخري ،ووضعتها مع الأخريات في علبة مخملية اللون موضوعة علي الطاولة الصغيرة بجوار السرير وأغلقتها بإحكام ، أربعة رسائل غيروا حياتها اليومية بشكلٍ جذري وقلبتها رأساً علي عقب ، بعد أن كادت تمل جاءت تلك الرسائل لتسليتها، فهي تلك التي تفرحها أبسط الأشياء .

ثم أخذت تفكر ، من يمكن أن يكون وكيف يعرفها !!؟ فقد انتقلت هنا منذ أسابيع قليلة ولايعرفها الكثير ، ثم هل يحبها ليبعث لها بمثل تلك الرسائل ؟؟ أم أنه مجرد إعجاب كما من كان قبله .

ثم اتخذ تفكيرها مجري آخر ..كيف التقيا ؟؟ وماذا جذبه لها ؟ ، وهل حقاً يحبها!

ضربت جبهتها بيدها بخفة لتفيق من زوبعة أفكارها وهي لا تصدق كيف شغلها بمجرد أربع ورقات !!! أربع ورقات ومجرد حبر رخيص خطي به تلك الحروف الذهبية التي شغلتها ! .

كان مازال الخاتم يقبع في يدها ، فنظرت له وابتسمت بسعادة ، حتي وإن كانت لا تعرف من بعثه فهذا لا يمنعها من ارتدائه.

أمسكته بين السبابة والإبهام ،وأدخلته بهدوء في بنصر يدها اليسرى ووضعت يدها بموازاة وجهها تنظر لها بسعادة ، ثم خلعته ووضعته مع الرسائل بالعلبة .

خلي وجهها من أي تعبير فجأة وكأنها أدركت أنها غفلت عن شيء ألا وهو الخاتم ، لم أرسله تلك المرة ؟؟ وماذا يقصد ! ولم هذا اليوم بالتحديد ؟!.

كل تلك التساؤلات والتفكير الزائد حتماً سيؤدي لألم برأسها سيدوم لساعات ، وخرجت إلي الصالة وطوال الطريق تتلو العهود علي نفسها بعدم التفكير في الأمر .. وهي لن تفكر في سواه !.

و تراقصت الدقات عشقًا  (الدقات عشقا ) للكاتبه ابتهال علاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن