(الفصل الخامس)

4.8K 146 10
                                    

انفكت عقدة يده اليسري عن خصرها فقد كان يكبلها كأنه يخشي هربها ، وتحركت نحو يديها اليمني الملتفة حول رقبته وهو يمسك بها يمد ذراعيهما معًا في الهواء وقد غيرا وضع الرقصة . ، كانت كالفراشة بين يديه ، تتحرك بخفة كأنها لاتزن شيئًا ... وهي تتسائل ..كيف لها أن تشعر بغزارة كل تلك المشاعر المتدفقة !! كيف لها ألا تشعر بالعالم من حولها ..لا تشعر بشيء سواهما وصوت الموسيقي الذي انبعث من هاتفه .

أغمضت عينيها مستمتعة تحاول أن تتشرب كل لحظة وتحفرها في ذاكرتها بما تحمله من مشاعر ، ثم سمعت صوته الدافيء يقول

"لم تغلقين عينيكِ !؟ إوليس الأجدر بكِ أن تنظري إليّ؟"

ضحكت بخجل وقد تخضبت وجنتاها بحمرة خفيفة وعينيها قد وضعتها أرضًا خشية إذ رفعتها تحترق ...تحترق من نظراته المصوبة نحوها دون شفقة بقلبها الذي غدا تعلقه حبًا دون أن تدري !!

"من قال أنه يجب عليّ أن أنظر لك؟ ، إذا إذا أردت فعلت ،وإن لم أُرد فليكن "

"أتفسير حديثك هذا أنك لا تريدين النظر لي ؟!"

قالها بتفكير وهو يتصنع الحزن ، فرفعت عيناها فجأة كأنه أصابها في مقتل وهي تقول بتلجلج

"كلا ولكن..إ آآآ..."

وتوقفت لا تدري ماذا تقول ، وقفت عاجزة أمام نظرته وعينيه التي تعلقت بعينيها في حوار صامت ، يتبادلان غزلاً راقيًا دون حديث ، وتوقفا عن الرقص لكن مازالا في وضعهما والأيادي متشابكة ، تخضبت وجنتاها بحمرة قانية تلك المرة ، لقد انطلت حيلته عليها وجعلها ترفع رأسها فورًا لتري تلك الإبتسامة العابثة ، ومازاد الأمر سوءًا أنها لم تستطع التحدث ..سوي ببضع حروف ليس لها محل من الإعراب ولو أطبقت شفتيها واستعملت عقلها لكان خيرًا لها .

"ماذا هناك ؟؟ لم رفعتِ رأسك فجأة؟؟ ولماذا لم تستطيعي التحدث !!"

قالها بتلاعب وبرائه مزيفة كأنه لايدري بشيء ، فضغطت علي أسنانها حانقة وهي تقول بغيظ

"هل تتعمد إحراجي ؟ أتري من الأدب ذلك ؟؟"

"أي أدبٍ تتحدثين عنه سيدتي وانتِ التي رفضتي النظر لي ..أهذا هو الأدب إذًا "

زفرت بغضب مصطنع وقد تناست إحراجها منه تمامًا ، وقد نسيا معًا أنهما الآن علي الشاطيء وهناك من قد ينظر إليهم ، وظلت عينيها ترسل لعينيه رسائل لا يفهمها سوي قلبيهما ، ثم أنزلت عينيها خجلة وقد طال تحديقها ، ثم فتحت فمها تريد الحديث ولكنها عادت تغلقه مرة أخري وكأن الحروف قد تناثرت وتبعثرت وعينيها قد ارتفعت نحو شعره تراقب الهواء الذي يحركه كيفما يشاء دون وعي.

"لم أدري أن لي شعرًا قبل الآن !"

قالها ضاحكًا وقلبه يتراقص فرحًا بين أضلعه من نظراتها نحوه ، ثم سحب يده الأخري من علي خصرها وهو يدفن أصابعه بين خصلاته متباهيًا بغرور مصطنه وحركة مسرحية

و تراقصت الدقات عشقًا  (الدقات عشقا ) للكاتبه ابتهال علاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن