اهلاً و سهلاً -الجزء الثاني-

173 8 2
                                    

حوالي النصف ساعة قد مرّ، و الرجلان مازالا يسيران بهدوء الى اسفل الزقاق. كان المسير طويلاً، وكأن نهاية الزقاق لم يكن لها اثر قط. كان شوغا يسير في ممرات سرية و ابواب مخبئة، كان مدركاً لها كلها، و كأنه يفعل هذا كجزء من روتينه اليومي. الافكار تسير ذهاباً و اياباً في خاطر جيمين، و لكنه لم يكن يجرء على التفوه بكلمة. و على هذا كله فإن قلبه كان ينبض بسرعة بعد كل ما قُدِم له من قبل هذه الليلة، لم يكن يشعر بالخطر او اي شيئ من هذا القبيل... ولكنه كان على يقين بانه قادر على تنبأ حصول شيئ هذه الليلة، لن يكون جيمين قد توقعه قبل...

حاول جيمين تجميع ما تبقى من افكاره، و لانتشال نفسه من كل ما كان يجول في خاطره، حاول موازنة صوته مخرجاً همهمة خافة لفتت نظر شوغا قليلاً. فقام الاخير بالنظر الى جيمين من الجانب، "حسناً... ما قصة اللقب... طفلي المدلل؟" سأل الصغير بفضول.

ضحك شوغا صحكةً خافتة، ووضع يداه في سترته الممزقة، "الم تفهم هذا بعد؟"

"افهم ماذا؟"

"سامهلك بعد الوقت." بعد هذه الكلمات ساد الهدوء مجدداً بينهما، و لكن جيمين لاحظ ان كل جو عدم الارتياح قد ذهب مستبدلاً بابتسامة صغيرة، ماتزال تلعب على شفتي شوغا.

بعد حوالي خمس دقائق اخرى من السير توقف شوغا فجأة امام مبنى ضخم، كان المبنى يبدوا وكأن احداً لم يزره من سنوات، "ها قد وصلنا."

و بعد هذا دفع شوغا باب المدخل ليفتحه، حاصلا على صوت ٍ عالٍ من مفاصل الباب. ثم دفع جيمين الى الداخل، و ما كان من الاخير الى باصدار صوت متفاجئ بعد دفعه الى الظلام. و من دون صابق انذار مان هناك شعلة صغيرة مضائة الى جانب جيمين. و كان يشاهد شوغا اذ حمل شمعة قريبة الى وجهه، و اشعلها بقداحة سغائر. كانت ملامحه الناعمة و عيناه اللوزتين بارزة بحدة خلف ضوء الضوء الناعم من الشمعة، جتى ان جيمين اصدر صوت حزين منزعج عندما قام الاكبر بازاحة الضوء عن وجهه، ليضع الشمعة في فانوس صغير.

الزجاج من الفانوس الصغير جعل الضوء يمتد اكثر بقليل في المكان المظلم، كاشفا الكثير من الاغراض القديمة و القمامة. كان الغبار يتطاير بشكل مرئي في الارجاء، ظاهرا بسبب مصدر الضوء الخافت. ابتسم جيمين ابتسامة خافتة، هذا المكان كان بوضوح شيئ جديد له. و للحظة، ظن ان المكان يناسب شوغا قليلاً؛ كان المكان غامضاً و الهواء الدافئ حوله كان وكأنه يستقبله. مرشداً الصغير في هذه المتاهة الصغيرة من الأثاث القديم، و الكتب، والملابس بالإضافة الى العديد من الاشياء الاخرة، كان شوغا يقود الفتى من دون ان يخطئ و لو لمرة في الاتجاهات.

"اوو! اللعنة!" صرخ جيمين. كان هناك رِجِل كرسي طويل في الطريق الدي كانوا يسيرون عليه، و قام جيمين بالاصتدام به. همس الاخير العديد من اللعنات الاخرة، قبل ان يتم اقافه من قبل يد شوغا، التي اغلقت فمه.

يونمن | Gangsters love better(رجال العصابة يحبون افضل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن