✒على زاوية روحي. .

47 10 10
                                    

على طاولة خشبية مهترئة و بغرفة الظلماء تكسوها. ...
و الألم يعمرها. ...
و رائحة عفن الخبز تغزوها. ..
جلست بذهن سارح في اللاشيء كفي تعانق كوب الحليب الدافئ . ..
وفي لحظة .....

نعم لحظة واحدة. ..قلبت كل الموازين.....

أحسست بشيء غريب يدب في خلدي..

القلم في يدي جامد يأبى الحراك
كلما رسمت حرفا و جدته لا يرقى لأن يكون في كتاب و ساعة بعد ساعة و بعد كل إخفاقة كنت أرمي أوراقي المكومة من شباكي المطل على حديقة أسراري أو بالأحرى حديقة إخفاقاتي . ..

و عندما استشعرت تجذر أواصل اليأس في داخلي فزعت و الورق تركت ...
و قمت أتمشى في حجرتي الكئيبة كأبله تائه في البيداء أفتش عما أسكت به هدير بطني
فلم أجد في الأدراج  غير بسكويت لا يسمن و لا يغني من جوع و بذور كنت أرجو يوما أن تغدو جرجيرا  أتغنى بالجلوس إليه..

ياه كم كانت نفسي حالمة!!!!!

سبحان مقلب القلوب فحتى رجائي في خط حروف تستحق القراءة بدأ يتبعثر كريحانة ذابلة رحل رونقها و اندثر أريجها  كأوراق خريف تلاعبت بها الرياح...

فمن ذا يرجعها؟؟؟؟و بمضمار الحياة يلحقها؟؟؟؟

بت تلك الليلة أعد خيباتي و أرسم لوحة فشلي حتى سلبت مني  رسل الكرى روحي. ..

و في يوم جديد قمت بتقاعس و فراق الدفء يضنيني، خرجت لحديقة إخفاقاتي  لأملأ صدري بنسيمها الصباحي العليل و  لأبكي عقم أراضيها فعثرت على جرجير أحلامي أخضر كخضرة الجنة مبرقشا بلون الحبر الأزرق الذي كنت أرمي به كلما فشل في غزل حروف أنيقة...
عندها وقفت بلا حراك كتمثال العذراء و الدمع تلألأ كجواهر ماسية في مقلتي؛
دمع ارتوى منه جفاف قريحتي و به دبت الروح في جنين أحشاء موهبتي                           و ضميري...  

ياه كم انتظرت هذا اليوم...يوم ميلاد  جرجيري   و يا أسفاه إنه  يحمل في عروقه مدادا لا ينضب أدكى في خلدي القاحل  شعلة الأمل الأبدية   و زاد إصراري على كتابة شيء يستحق أن يجمع بين دفتين  ...

و أخيرا تألق نجم سيروس في سماء آفاقي الصماء...

كل ما حولي يرقص روحي، حمائم الأيكة، جرجير الحديقة و الكل يأجج فيني نشوة غزل الحروف و رسم لوحات بحروف أبجدية الإلهام.

بوح الحروفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن