على طاولة خشبية مهترئة و بغرفة الظلماء تكسوها. ...
و الألم يعمرها. ...
و رائحة عفن الخبز تغزوها. ..
جلست بذهن سارح في اللاشيء كفي تعانق كوب الحليب الدافئ . ..
وفي لحظة .....نعم لحظة واحدة. ..قلبت كل الموازين.....
أحسست بشيء غريب يدب في خلدي..
القلم في يدي جامد يأبى الحراك
كلما رسمت حرفا و جدته لا يرقى لأن يكون في كتاب و ساعة بعد ساعة و بعد كل إخفاقة كنت أرمي أوراقي المكومة من شباكي المطل على حديقة أسراري أو بالأحرى حديقة إخفاقاتي . ..و عندما استشعرت تجذر أواصل اليأس في داخلي فزعت و الورق تركت ...
و قمت أتمشى في حجرتي الكئيبة كأبله تائه في البيداء أفتش عما أسكت به هدير بطني
فلم أجد في الأدراج غير بسكويت لا يسمن و لا يغني من جوع و بذور كنت أرجو يوما أن تغدو جرجيرا أتغنى بالجلوس إليه..ياه كم كانت نفسي حالمة!!!!!
سبحان مقلب القلوب فحتى رجائي في خط حروف تستحق القراءة بدأ يتبعثر كريحانة ذابلة رحل رونقها و اندثر أريجها كأوراق خريف تلاعبت بها الرياح...
فمن ذا يرجعها؟؟؟؟و بمضمار الحياة يلحقها؟؟؟؟
بت تلك الليلة أعد خيباتي و أرسم لوحة فشلي حتى سلبت مني رسل الكرى روحي. ..
و في يوم جديد قمت بتقاعس و فراق الدفء يضنيني، خرجت لحديقة إخفاقاتي لأملأ صدري بنسيمها الصباحي العليل و لأبكي عقم أراضيها فعثرت على جرجير أحلامي أخضر كخضرة الجنة مبرقشا بلون الحبر الأزرق الذي كنت أرمي به كلما فشل في غزل حروف أنيقة...
عندها وقفت بلا حراك كتمثال العذراء و الدمع تلألأ كجواهر ماسية في مقلتي؛
دمع ارتوى منه جفاف قريحتي و به دبت الروح في جنين أحشاء موهبتي و ضميري...ياه كم انتظرت هذا اليوم...يوم ميلاد جرجيري و يا أسفاه إنه يحمل في عروقه مدادا لا ينضب أدكى في خلدي القاحل شعلة الأمل الأبدية و زاد إصراري على كتابة شيء يستحق أن يجمع بين دفتين ...
و أخيرا تألق نجم سيروس في سماء آفاقي الصماء...
كل ما حولي يرقص روحي، حمائم الأيكة، جرجير الحديقة و الكل يأجج فيني نشوة غزل الحروف و رسم لوحات بحروف أبجدية الإلهام.
أنت تقرأ
بوح الحروف
Sachbücherصمت البوح و بوح الحروف ظلمة الليل و سواد الحبر و مشاعر مكبوتة تنتظر فيض الروح لتخرج للنور..... لكم الحروف تبوح فأصغوا. ....... مشاركة بمسابقة الأنامل الفضية