لوحَة الرّمادْ

42.3K 930 103
                                    



أبصرتَ حدودًا مُناجيَة فارتحلتَ إليها طواعيَة
ما إن لامستَ سياجُها عافرتكَ تلكَ القاسيَة
وأمطرتكَ برَمادِيَة
تاهَت في قلبِكَ وأبحرتكَ في سَكنِها مُتعالِية

وأنتَ كنتَ جمرَة من نارٍ
عصفتَ بكلِّ الأيادي كجزّارٍ
وأبيتَ أن تُبلّل من أمواجِ بحرٍ طاغٍ
فعُدتّ ولكن تشابكت معكَ جروحَ أسياجٍ

وأنكرتَ أنّها ليسَت من دمائِكْ
وكنتَ في قوقعة توهانِكْ
واستوطنكَ رمادكْ
فطالتكَ الأحداث صراعًا وحدّثتك رغباتكْ

فترجِع إلى الحدود الأولى بكفّةِ عقلكْ
إلا أنّكَ وجدَت دونَ أشواك السياج سور شاهقْ
واستذكرتَ رماده وتساءلت عن ما ورائِه

وأينَ فؤادكْ؟

***


مرحبًا بالغُرباءِ في قصرِهم
جميع الغُرف مُتاحة لاحتوائكم
ولستُ أعتذر لكون جدرانكم رماديّة
لكن لا مفرّ من الدخول وأنتَ على عتباتِ فضولِك
ولكَ مني هديّة استضافة، لتعلَم أننّي أعزُّك وأقلق على راحتكْ.

تناوَل بأناملِك الرقيقة فُرشاة طلاء، ستجدّ شتّى الألوان التي سترتاح من خلالها طوال مكوثكْ
ويُمكنكَ اختيار ما شِئت
ولم يكن الأساس هو أن تُخفي عيبُ الرّماد
بل هوَ دفعةُ حصى ألقتكَ ببئرٍ مُظلم قاعه تحيا به نبضاتك.

أعلم أنكَ بحثتَ عنه في الضوضاء كثيرًا
ولكن هذا الكنزُ بِك لن تجدّه سوى بالظلام
لأنّ النقيض خُلق من ضلعِ نقيضه الآخر

أمّا الرّماد هو صراعكْ.

.

.

.

ثبّت شراعك وابحِر في جوفِ قلب مُحرّم

قراءة مُمتعَة 🦋

قَلب محرّمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن