الجزء 2

20 4 12
                                    


- تلك الوردة التي هناك، لا تحاول العودة إليها مجددًا

- ولماذا ؟

- لقد اهملتها حتى ذبلت، فجاء غيرك وسقاها حتى ازهرت ،

لم تعد لك بعد الآن، فالساقي على ارضهِ قد غرسها بعد ان قام بانتشالها من تربةِ ارضك المتصحرة .. فات الآوان.

‏أثق بك يا ربي

وأعلم أنك إذا حرمتني ، فقد حَميتني ..

في الحقيقة مَن كان يطاردنا؟ أناسٌ آخرون أم سير الأحداث؟ أنا لا أزال في فتوة العمر . لا أزال شابًا ومع ذلك عندما أفكر في حياتي أجدها كزجاجة كنا نود أن نُدخل فيها أكثر من سعتها. أهذه حالة كل الحياة البشرية ، أم أنني وُلدت في عصر يزيح كل الحدود ويضرب الكائنات كما في ألعاب الورق بلعبة القدر الكبرى ؟

‏يقول: "عليك أن تعرفَ حجم المجد الذي نلتهُ حين أشاحت بوجهها عن الجميع.. والتفتت نحوك".

أخبريني عن مواضع وجعك التي تُخفينها عن الجميع، أوّد أن أعانقها.. إلى أن تُشفى.. وتعالي إليَّ كلّما ضاقت بكِ الأرض- دعيني أدلّك إلى مَخارِجها .

‏الشيء الوحيد الذي لديك ولا يملكه أحد غيرك هو .. أنت .. صوتك، عقلك، قصتك، ورؤيتك. فأكتب وأرسم وأبني وإلعب وأرقص وعش حياتك كيفما إستطعت.

لم أنسى ولو لمرة أنك بجانبي على بعد هذه المسافة ، لم انسى كم من المرات كنت تحاول أن تشرح فيها لي مدى اختلافي عن البقية ، وكيف وجدت فيَّ عوض الله ، وأنه على امتداد الذين تعرفهم وتراهم رائعين إلا أنك تشعر بأن قلبك مقيد بقلبي ، لم أتجاهل يومًا حقيقة أنك موجود بشكل فعلي ، بشكل لا يتوجب فيه علي أن أصرخ أو أن أكتب عن مشاكلي وأحزاني في الحياة حتى تبادر بسؤالي عن ما إن كنت بخير بشكل كافٍ ، لم أنسى كل الليالي التي بكيت فيها وكنت لا أتذكر شيء غير كونك ملجأي الوحيد حينها .

في هذا الوداع اللانهائي المسمى "حياة" قد يستحيل أن تغفو كفك قليلا بأمان في كف الآخر دون أن يوقظها منبه النهاية.

كان على قارعةِ العُمرِ يسألُ العابرين، أين طريق الحياة، وكل من عبروهُ مثله تائهين!

‏"إذا أحَبَّك، أَحبتكَ السَّماء والأرض وسَاكِنيها، ورضِيت عنْك الحياة، وسكنْت الجنَّة قلبَك قبل أنْ تدخُلهَا، وهُدِيت وكُفِيت ووقِيت، و نُحِّي عنك الشَّقاءُ وفَارَقتك الأحزان."

‏-اللهم حُبّك.

‏انا متخلف ، مُعقد ، صعب ، عصبي ، بائس ، مضطرب ، مريض ، سيء ، باهت ، خافت ، غريب ، مُريب ، مُخيف ، عدواني ، متكبر ، جاحد ، خائن ، مختل ، مخادع ، متقلب ، مجنون ، متعب ، مقرف ، مزعج ، ولا يرغب بي احد ابداً وهذا الأمر يعجبني جداً

‏إن الحياة تطحنني بشكل غير مسبوق، ولا يبدو في الأُفق القريب نجاة من كل هذا الألم، أيدي الأصحاب لم تعُد قصيرة فقط، بل إن الأصحاب اصبحوا بلا أيدٍ الآن، والقلوب لم تعد تتألّم لأكثر من مدة قراءة هذه التغريدة، اما أنت.. فقد أصبح حتى مجرد التفكير في أنني قد أكتب لك ثقيلاً جداً عليك.

‏هل جربت أن تشعر بحرارة دمعك في قلبك عِوضاً على أن يكون أثره على خديك؟ هل جربت كيف تبدو صلباً من الخارج بينما تتهاوى بك الحياة من الداخل؟ هل راودك شعُور كما لو أنه كان بامكانك أن تتقيأ قلبك".

‏"قبل أن توشك أعصابك على الإحتراق، تذكر أنك لن تستطيع إصلاح العالم، ولا عقول الناس، ولست ملزمًا بالخوض في كل حديث، ولا إبداء رأيك في الأمور، ولن تكون وصيًا على أحد مثلما لن ترضى أن يكون أحدًا وصيًا عليك."

طوال اليوم أشعر بالحزن و الغضب و بأن هنالك شيءٌ ما يود أن ينفجر من داخلي لكنني أتماسك حتى نهاية اليوم، و عند حلول الساعة الواحدة ليلًا، تحدث الكارثة.

‏"هل تعرف شعور أن تواجه كل شيء وحدك ، أن تسقط ، تتألم ، ولا تخبر أحدهم شيئًا ، هل تعرف شعور أن تواجه العاصفة ولا تجد من يخبرك ، بأن كل شيء سيكون بخير ؟ .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 05, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لديك رسالةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن