4

47 3 0
                                    

التمعت عيناها ما ان رات احدهم يخرج بسيارته ببطء من احد المواقف فى الصف المواجه لها اقتربت بالسيارة بحذر الى الامام كى تتمكن من ركنها فى المكان المناسب ثم قالت بنبرة ملؤها الرضى "هاك الم اقل لك اننا سنحظى بمكان "
أجاب زين فى محاولة للتقليل من شان انتصارها الصغير هذا " كنت اخبرك عن ... المأزق... الذى اواجهه فى العمل"
جعلها كلامه تشغر بالتفاهة وقالت" اه نعم يمكننا التحدث فى ذلك والدك"

شعرت للتو انها استعادت روحها المعنوية لمجرج التفكير برؤية جوزيف فقد أصبح هذا الاخير يعنى لها الكثير فى فترة لم تتجاوز الثمانية عشر شهرا ولم يكن ذلك يفاجئها فهى كطفلة وحيجة وقد اعتادت على التعامل مع الاشخاص الاكبر منها سنا وجوزيف هو شخص بشكل خاص فهو يجمع اللطف والتهذيب الى الذكاء وقد اعجبها ذلك منه منذ اللحظة الاولى التى رأته فيها فهى تشعر معه انها فى منزلها
سواء تحدثا فى مواضيع جدية او جلسا صامتين فى نهاية السهرة قبل ان يذهب الى سريره

املت ان يسمح لهما برؤية جوزيف الان فيستطيعان التحدث اليه قليلا حيث يمكنها ان تجلس برققة الرجلين بصمت وهدوء بدلا من ان تضطر الى الاجابة على اسئلة هذا الرجل الذى يسير الان بقربها وفجأة ثال زين بنبرة عنيفة "اظن اننا سنتحدث عن ذلك الان"
ثم دفع الباب الزجاجى امامه وتنحى جانبا ليسمح لها بالمرور قبله وهو يقول "اريد ان اركز تفكيرى على جوزيف عندما اراه بعد أن اكون قد انتهيت من التفكير بشؤن العمل بشكل مرضى فى الواقع..."
ونظر حوله قبل ان يتابع ".. لابد من وجود مقهى هنا او ما شابه ذلك ساقول كل مااحتاج الى قوله فى خمسة عشر دقيقة وبعد ئذ نستطيع الذهاب لرؤية جوزيف"

قاومت كاتى ميلها بعدم الترحيب بالفكرة لكنها ادركت ان من الافضل الا تعبر عن وجهة نظر اخرى لذا اقترحت ان يتوجها الى المقهى الذى يقع فى الطابق السفلى
بدا جو المقهى مزعجا تماما لكن ذلك لم يمنعهما من الجلوس هناك على اى حال سوف تقوم بما عليها ان تقوم به سوف تهز رأسها موافقة عندما يخبرها زين انه سيذهب الى لندن ليتمكن من متابعة اعماله وسوف توافقه الرأي حين يقول ان هذا هو الحل الوحيد امامه

سألها زين "ماذا ستطلبين"
وسرعان ماوضع يده على احدى الصوانى البنية اللون وتساءلت كاتى لما تجعلها الاسئلة المباشرة التى يطرحها عليها زين تتلعثم مع ان هذا لايحدث لها مع اى شخص اخر
الا انها ادركت السبب فى ذلك عندما فكرت بالامر فهى تشعر فى داخلها بالعداوة نحوه وذلك يجعلها تظهر أسوأ مالديها تجاهه وسمعته يقول "مرحبا"
وذلك بعد ان استدار اخيرا لينظر اليها وللحظة التقت عيونهما وشعرت بالحرارة تجتاح كيانها
هل مازلت هنا ام انكى قررتى ان تسافرى نهائيا نحو الغيوم

اسفة
قالت ذلك قبل ان ترمش بعينيها وتنظر الى الناحية الاخرى قائلة "ساحتسي فنجانا من

القهوة"
الاتريدين طعاما
كلا شكرا لك
اظلمت عيناه وهو ينظر اليها وكانه يقلل من شأنها مرة اخرى لتستقر نظراته اخيرا على وجهها المتوهج " ماهى كمية الطعام التى تاكلينها هل يتاكد جوزيف من انكى تاكلين طعامك بشكل جيد فقد يكون عديم الانتباه عندما يتعلق الامر بالامور الاساسية فى الحياة كالطعام مثلا "

كان زين قد وصل فى تلك اللحظة الى الة صنع القهوة  فضغط على الازرار للحصول على فنجانين من القهوة بينما أبدت كاتى استغرابها بسبب هذا التحول المفاجئ فى حديثه
فنظرت بضيق الى احدى الطاولات المنعزلة
وهى تقول "بالطبع ان اكل بشكل جيد"
تبدين ككومة من العظام تحت هذه الثياب
فى لحظة واحدة جعلها تنكمش على نفسها وتدرك كم يبدو جسمها هزيلا  منذ بلغت الرابعة عشر من عمرها بدات كاتى تلاحظ كيف تبدلت أجسام صديقاتها

الحب لعبة (Z.m)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن