5

78 4 2
                                    

منذ بلغت الرابعة عشرة من عمرها بدات كاتى تلاحظ كيف تبدلت اجسام صديقاتها فغدت ملفتة لانظار الشبان من حولهن اما هى فظل جسمها نحيلا وقد اعتادت على اخفائه تحت ثياب فضفاضة تغطيه باكمله وغدا هذا الطراز من الثياب هو المفضل لديها ومع ان والديها كانا يكرران لها دائما انها جميلة لكنها لم تصدقهما مطلقا فوالداها يحبانها كثيرا وسوف يرانها جميلة حتى لو كانت فى غاية القبح

وفى ذلك الصمت الذى ساد بينهما تابع زين يقول دون اى اعتبار لمشاعرها " انتى بحاجة الي تغذية نفسك جيدا"
لماذا هل تتوقع منى ان اخوض مباراة فى المصارعة قالت ذلك بنبرة قوية ماجعله ينظر اليها بما يشبه الاهتمام

رفع حاجبيه باعجاب واضح بنبرة صوتها القوية المفاجئة
ثم اجابها بلطف "لا اقصد ذلك لكنك تخفين جسمك دوما تحت هذه الثياب الفضفاضة التى تبدو مناسبة اكثر للمربيات "
الا ان سخريتها شدت انتباهه وفجأة ادرك ان الخطط التى وضعها بشان العمل لن تكون عديمة الفائدة فقال " الان سنحصل على قهوتنا وساخبرك بالتحديد ما قررته بشان عملى. لم لا تحجزين لنا طاولة ؟ من الافضل ان تكون نظيفة سانضم اليكى بعد ان ادفع ثمن هذه الاشياء "

راقب كاتى بدون اهتمام وهى تسير عبر المقهى الى احدى الطاولات فى الناحية الخلفية لكن أفكاره كانت تتسارع بقوة لا يعتقد زين انها ستعترض على مايفكر فيه وبصراحة ليس لديها خيار اخر فى هذه المسالة

على اى حال مشاكله لا تقتصر على العمل فقط فمع ان جيجى المرأة التى يقيم علاقة معها هذه الايام هى مثال للتفاهم حين يتعلق الأمر بسفره الى الخارج الا انه يشك بانها ستكون كذلك اذا ما قرر البقاء فى الريف اى على مسلفة لاتبعد سور ساعة ونصف وفى البلد نفسه فلطالما اسمعته ملاحظات عن وجوب استقراره فى مكان ما وهو يتقبل ملاحظاتها تلك بطيبة خاطر نظرا للعلاقة الجيدة بينهما

ادرك زين من ملاحظاتها ان عليه اتخاذ قرار حازم بشان الارتباط والزواج لكن لسبب ما لم يبد له اى وقت مناسبا لذلك لذا سمح بان يستمر الوضع على حاله الا انه قد يفكر بالامر جديا الان بسبب مرض جوزيف وكأن القدر ينبئه بأن الوقت قد حان للاستقرار
نظر الى حيث توجهت كاتى فإذا هى تنظف سطح الطاولة بيديها من بعض البقايا فقرر ان يتعامل مع كل مسالة على حدة العمل اولا والصديقة فيما بعد

جلس زين وعيناه تلمعان بقوة وهو ينظر الى الطاولة القذرة بانزعاج واضح مااجبر كاتى على تذكيره بان مقهى المستشفى لايمكنه ان يكون بحال مطعما من فئة الخمسة نجوم
مايحير كاتى هو ان ان لطف والده بالتبنى ورقة احساسه لم يتمكنا من تغيره لكنها تعلم الاحداث التى مر بها فى حياته الاسرية لم تكن عادية فقد توفى والده وهو فى الثالثة من عمره ثم توفيت امه بعد ذلك بعشر سنوات لحسن حظه انه كان قد ارسل خلال هذا الوقت الى مدرسة داخلية وهو لايزال طفلا صغيرا ما وفر عليه عناء الانسلاخ عن المنزل الوحيد الذى عرفه بعد ان اصبح كبيرا اما علاقته بزوج امه لم تكن جيدة اذا إن ايا منهما وبحسب ماسمعته كاتى لم يكن مهتم بامر ذلك الصبى الفوضوى الثائر والذى يتقد ذكاء

كان فى الثالثة عشر من عمره حيت تولى جوزيف رعايته وربما تكون شخصيته قد تسلكت فى ذلك الوقت كان ثريا يتيما والفضل فى ذلك يعود الى ميراثه من امه كما بدا ذكيا بشكل لا يصدق وكما يقول جوزيف فقد جعله ذلك يؤمن بان العالم كله تحت سيطرته
ومن خلال قرأتها بين سطور حياته تمكنت كاتى من تخيل ذلك المراهق الوسيم الذى يفوق معظم اساتذته ذكاء ويتحلى بالثقة بالنفس عالية ومع ذلك فهو يشعر بالحذر من العلاقات الانسانية ولطالما حاولت ان تدعم بنفسها فى حضوره بالتفكير بانه يشعر بالوحدة تحت ذلك القناع من السلطة المالية والنجاح المتالق

ومع ذلك فإن خطتها كانت تبوء بالفشل كما هى الان تماما وهى تنظر الى ملامحه الفاتنة وهو يأكل الفطيرة المحلاة واذا بها تقول " كنت تود ان تخبرنى ... ماالذى قررت ان تفعله بشأن العمل "
حسنا لن اعود الى نيويورك على الاقل ليس قبل ان يستعيد جوزيف صحته وينهض على قدميه ثانية وارى ان الحل الامثل هو ان اركز على عملى من مكتبى فى لندن وان ابقى فى شقتى بين تشيلسي ومنزل جوزيف لاننى ساتى دوما الى هنا لرؤيته لذلك قررت ان الحل الوحيد هو ان أقيم مكتبا فى المنزل واعمل هناك

المنزل... اى منزل
وتساءلت كاتى ان كان قد فاتها ان تلتقط من حديثه بعض المعلومات
وبدت نبرة صوت زين بالغة الضيق وهو يسألها "وعن اى منزل تظنين اننى اتحدث؟"
ركز نظرات عينيه الرائعتين على وجهها الذى بدا عليه الذهول وراح يراقبها وهى تستجمع افكارها الى ان قالت بنبرة حادة " انت ستعمل فى منزل جوزيف !"
هذا صحيح والان اشربي القهوة فلا يمكننا قضاء النهار هنا ونحن نبحث فى هذا الامر

اتسعت عيناها حتى بدتا كصحنين واسعين وهى تنظر اليه نعم ... بالطبع لقد توقعت ان يبقى فى الجوار لعدة أيام لمدة اسبوع على الاكثر وسبق لها ان قررت اذا حصل ذلك فعلا ان تتعمد تجنبه وستنجح فى ذلك بسهولة فذلك المنزل كبير ومع قليل من التخطيط المسبق لن تحتاج الى رؤيته ابدا لكن بقاءه لوقت فير محدد ...
بالاضافة الى ذلك ..
ادار زين ساعده ليتمكن من النظر الى ساعته ثم تابع يقول " سوف تعملين معى ومع انه ليس الحل المثالى لاننى افضل شخصا اكثر خبرة فى عالم الاعمال لكنك الان متوفرة وهذا ماعليكى القيام به .
فى الواقع لا استطيع ان اطلب من سكرتيرتى الخاصة ان تترك عملها وان تنتقل الى هنا لتساعدنى لا سيما وانها متزوجة ولديها ولدان على ان اخذهما بعين الاعتبار "
هذا هو الامر اذا لو لم تكن لدى سكرتيرته تلك الارتباطات العائلية لما تردد مطلقا باستدعائها اينما كانت
فى الواقع لا داعى لأن تظهرى كالمصعوقة فأنا لا أعض

ثم وقف فادركت كاتى ان النقاش قد انتهى بالنسبة إليه مع العلم ان لم يكن هناك نقاش من الاساس لقد اعلمها بما يريد منها ان تقوم به وواجبها يقضى الان بأن تبقى هادئة ومطيعة
راحت تسير متعثرة خلفه تراقبه ببلاهة وهو يجذب بسحره الممرضات اللواتى يقمن بواجباتهن فيما هو يتجه عبر الممر الذى يصل الى غرفة جوزيف كل مااستطاعت ان تفكر به هو ذلك الكابوس القادم نحوها بسبب اقتراحه
تبين لها ان سعادتها لرؤية جوزيف لم تكن مكتملة بسبب احساسها بالمقصلة المعلقة فوق عنقها بالكاد تمكنت من التخلص من ضيقها بعد دقائق عدة وهى تمسك بيد جوزيف بينما راح زين يبحث فى موضوع عملها معه بوضوح وامام رئيسها المتعب مع ان ذلك برأيها مخالف لا صول التصرف نظرا لوجودهما بالقرب من سرير المريض فبدأت كاتى تعترض بتردد " لا اعتقد حقا ان الوقت ..."
لكن ز ين رمقها بنظرة اسكتتها وقال " انا بكل بساطة اود ان اطمئن جوزيف الي ان بامكانه الاعتماد على "


الحب لعبة (Z.m)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن