البارت الرابع
#حبيسه امها#
خرجت الأم من حجرة حور ...واغلقت عليها الباب بالمفتاح من الخارج وهتفت بصوت يجمع ما بين القسوة وحزم وعيناه محذرتان:
_لا أحد يدخل عليها ...مفهوووووم ومن سيدخل عليها سيكون عقابه عسير.
ارتعشت سلمى من اسلوب السيدة المخيف سلمة سيدة في الثلاثينات من عمرها نحيفة سمراء دائما تتدخل فيما لا يعنيها..بعد انصراف سيدتها سألت عزيزة:
_لماذا تعاقبها وتضربها بكل هذا العنف ..اكل هذا من اجل بعض الاطباق ..التى تهشمت رغم عنها.
نظرت لها عزيزة بتحذير ثم قالت لها:
_اسمعى اذا اردتى أن تأكلين عيش هنا فلا تتدخلى فيما لا يعنيكى ...والا سوف تعاقبين اشد العقاب اتفهمين..كانت قبلكى سيدة تعمل ولأنها كانت فضوليه مثلك استيقظنا يوما ولم نجدها ..احذرك..ثم اخذرك ضعى لسانك فى فمك واصمتى ..والا جعلتكى السيدة تصمتين إلى الأبد .
ثم تركتها وقد دب الخوف فى أوصالها تلعن الساعه التى اتت فيه هذا المنزل وعملت فيه أنها لم تعد تطيق أفعال سيدتنا فهي غريبة الأطوار، تراها قاسية، قد انعدمت الرحمة من قلبها..فإذا كانت تعامل ابنتها بتلك القسوة، فماذا هي صانعة معهم.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
فى المساء تنظر حور من شباك حجرتها الذى يطل على البحر.. تنظر لها بعينيها تريد أن تصل لأخره فلا تستطيع.... تسأل نفسها دائماً سؤال :
ترى مالذى يوجد وراء البحر ؟ وأين بدايته وهل له نهايه ؟ وهل يوجد بشر غير امها وعزيزة ..وسلمى؟ أم الله لم يخلق غيرهم وكأن الكون كله تمثل لها فى هذا البيت .. وكأن الأرض التى خلقها الله هى تلك البقعه التى تعيش عليها. فأين الجبال التى ذكرها الله فى كتابه والتى تحفظه كيف يكون شكلها...واين الانهار ....والهضاب ...والرجال ...نسل أدام...كل ذلك لم تره فى حياتها....كل ذلك تقرأ عنهم وتحاول أن تجسدهم بخيالها ...فلا تستطيع.
الرجل؟؟؟؟؟؟؟؟
علامه استفهام كبيرة لها. ترى كيف يكون خلقهم ...لقد خلق الله أدام وخلق حواء من ضلعه .. أى هى جزء منه أى الرجل هو جزء من تكوينها ..فاين هو ولماذا تحجبهم أمها عنها ..ولماذا تحرم حتى الحكايات التى يذكرون فيها والتى تحكيها لها الدادة من غير علم أمها ..لم تشعر حور بعزيزة وهى تدخل إلى الحجرة تحمل لها العشاء ...تقف خلفها تمسح على شعرها البنى الطويل الذى يصل الى رقبتيها...فتقطع تأملاتها وتقول لها بحنان وعطف:
_حبيبه قلبى هيا لتتناولى العشاء...لم تجبها حور ولكنها ظلت ساكنة تتأمل البحر وبعد قليل سألتها :
_دادة ...هل يوجد بشر ومخلقوات وراء هذا البحر؟
عزيزة بحذر:
_نننعم بنيتى
حور ومازالات تنظر الى آخر البحر:
_كيف هم يادادة؟ صفيهم لي.. كيف هي أشكالهم؟ كيف يكونون؟ ما هي أشكالهم؟
عزيزة وهي تجذبها نحو فراشها:
_حبيبتى هيا لتتناولى العشاء ثم نحكى سويا
حور بتزمر:
_لا اريد أن أكل..لا أريد شئ.
عزيزة وهى تحاول اغراءها:
_اذن لا تريدين معرفه ماذا حدث لسندريلا .
استطاعت عزيزة ان تلفت انتباهها وكأنها القت عليها كلمه سحريه فاخرجتها من حاله التأمل والسكون المخيف التى كانت حور عليهم..وجعلت كل انتباهها لها فقالت حور بمرح ولهفه كالهفه الاطفال:
_ماذا حدث لها ياداده ..قولى بالله عليكى ..ماذا حدث بعد ان جاءتها الساحرة الطيبه .
ابتسمت عزيزة لبراءتها ونقاء قلبها.. ففى لحظه نست وكأن شىء لم يكن فهمست:
_ تعالى حبيبتى تناولى عشاءك وأنا سأكمل لكى الحكايه
وظلت تحكى وحور تسمع لها وتسرح وتتخيل القصه وتتخيل شخصياتها وترسم أشكال الأبطال كيف يكونون..كيف يبدون..وكأنها هي سندريلا..ولكن أين أميرها..أين هو؟وفى الصباح كانت حور تتجول فى الحديقه تداعب فراشتها وتشتم زهورها ...وكانت هناك فراشه جميله الشكل كانت بين الحين والحين تستقر على كتف حور ...ثم تطير وتستقر على زهرة تحبها حور .. وكأن الفراشه تدعو حور للعب معها ...ففهمت حور وقالت لها:
_هل تريدينى أن ألعب معك ..اذن هيا ...فطارت الفراشه ...وظلت حور تطير خلفها وضحكاتها المرحه تعطر الأجواء ..سعيده فرحه كأنها تملك الدنيا وما فيها..حتى استوقفتها امها وهى تنهرها السيدة نجاة وهي جيدة في العقد الخامس من عمرها ملامحها دائما غاضبة حزينة قاسية كل من يرها يهابها صوتها مسموع نظراتها مرعبة ..قالت لها بمنتهى القسوة :_توقفى ...ماذا تفعلين..؟ قلت لك لا تلعبين...هيا اذهبى الى حجرتك حالا ..ولا تخرجى منها ابدا حتى المساء أنت معاقبة.
حور بصوت يستجديها:
_لكن ياامى أنا لم أفعل شىء...دعينى ارجوكى فى الحديقه فقد مللت الحجرة.
نجاه بلا شفقه قلت اذهبى الى حجرتك حالا هيااااااااااا.
فتوجهت حور الى حجرتها ..والدموع تسبقها.
والف سؤال وسؤال يجول بخاطرها.
لماذا تعاملها أمها هكذا؟
لماذا تحرمها حتى من العب..تحرمها من لحظات تكون فيها سعيدة..لماذا تشعر بعض الأحيان أن أمها تبغضها، ولكنها لا تجد إجابة لا أحد يريد أن يجيبها، أنها حائرة، منكسرة، تشعر بوحدة تنهش قلبها ولكن ما عساها أن تفعل ما كانت سلوتها غير الدموع والآهات.
يتبع
سهير عدلي الشهيرة لسهير علي

أنت تقرأ
حبيسة أمها
Ficção Geralفتاة تقوم أمها بحبسها، لم ترى رجال قط في حياتها، وتضطر الام لتزويجها، بسبب ظروف قهرية، فتضع شروط قاسية على العريس الذي تجبره ظروفه على الموافقة