المبدول 3
وظهرت لى نفس الست اللى كانت فى الحلم القديم وماسكه بايديها الحجاب ومولعه فيه بالنار وبتضحك والشباك بيفتح ويتقفل لوحده وبيرزع جامد وقربت منى تانى بنفس صوتها المخيف وقالتلى مبروووك عليك المبدووول
انا وقتها وبعد ماسمعت منه بدات افكر تفكيرين واعيد تفكير فى كل اللى انا عارفه انه حصل مع اختى وكل اللى لسه سامعه منه عن حكايته هو كمان بس مردتدش اقوله او احكى له عن اللى كان بيحصل معاها طول فترة الحمل وبدات افكر انى اهديه بشوية كلام من عينه ان دى كلها اوهام ياعم وهو فى حد بيصدق فى الكلام ده ده كله كلام فاضى انت المفروض تفرح ان ربنا رضاك بطفل وان زوجتك قامت بالسلامه يالا بينا نقوم نطمن عليهم واطرد كل الافكار دى من دماغك وقومت حسبت على المشاريب وطلعنا انا وهو على المستشفى واول ما وصلنا القسم بتاع الولاده لقينا هرج ومرج والممرضات بيجروا ووشهم مخطوف والدكاترة كمان فى حاجه بتحصل غلط مش مظبوطه انا بدات اقلق وفعلا سبقت جوزها على الاوضه بتاعتها لقيتها منهاره وعماله تخبط فى كل شىء باديها ورجليها والدكاترة والممرضات بيحاولوا يمسكوها من دراعاتها ورجليها وماما وبابا مزوين فى جنب من الاوضة وبيعيطوا انا روحت على ماما اسالها
" فى ايه ياماما اختى بتعمل كده ليه "
ماما بصت لى ونزلت عياط اكتر وكان جوزها جه ووقف على الباب شاف منظرها وهى بتخبط فى كل اللى حواليها ولسه هيقرب خطوة كمان عشان يدخل اختى عنيها بدات تحرف زى ما تكون بتحول الحباية السودا بتتحرك من اليمين للشمال وكل عين على حده ورفعت دماغها وبصت على جوزها بس وفتحت بوقها تضحك على الاخر وتقوله
" اقتله قبل ما يقتلك " وبدات تستكين ودماغها نزلت لتحت وغمضت وايديها ورجليها ثبتوا وبدء يبان عليهم العرق من المجهود اللى عملته وهى لسه قايمه من ولاده شفايفها بتترعش وسنانها بتخبط فى بعضها والممرضات بيشدوا عليها الغطا وبيغرزو جهاز محلول فى دراعها ماما جريت عليه ومسكت فوطه تمسح لها كل عرقها وتطبطب عليها وتقرا قران وبابا اخدنى من ايدى وخرج عشان نلاقى جوز اختى واقف فى الصاله بيدخن سيجارة
ساءلت بابا
" ايه اللى حصلها احنا ماشين وهى كويسة "
بابا كان جسمه بيتنفض فعلا موقف مش سهل على اى اب خصوصا لو مريض سكر وضغط لكنه جاهد عشان يتكلم ويقولى
" اول ما نزلته اختك فاقت ومامتك راحت قعدت جنبها وشوية وطلبت تشوف المولود اللى ماما كانت وصت الممرضات يخدوه لغرفة تانية على ماتفوق وكده ماما قالتها مش وقته شويه بس تاخدى نفسك اختك زعقت لها وشكت انه مات وقالت لامك انتى مخبية عليه ايه ابنى حصل له ايه
امك امام اصرارها طلبت من الممرضة تجيب الطفل من الغرفة التانية الممرضة اتاخرت واختك بدءت اعصابها تتحرق مامتك قامت وقالتلها هاروح اشوفها اتاخرت ليه وراحت للغرفة التانية عشان تلاقى الممرضة واقعه على الارض فاقده الوعى ندهت للدكاترة والممرضات اللى راحوا جرى وحاولو يفوقوها وامك شالت الولد وجابته لاختك اللى اول ما شافت الطفل نزلت عياط وبدءت تقول لمامتك
" مش قولتلك ياماما اهو زى ماكنت خايفة "
امك قعدت تطبطب عليها وتقولها
" يابنتى استهدى بالله وسمى الله "
الطفل انفجر من العياط بصوت وحش وفظيع قامت امك قالتلها
" ابنك جعان ولازم ترضعيه اول رضعه وبدءت تقربه من صدر اختك وبدء يرضع واختك بقت مغمضه عنيها وكانها دايخه وخايفة امك قامت من جنبها تدور تجيب لها عصير او اى حاجه تقوتها ومسافه ماروحت اجيب لها العصير وهى واقفه قدام الباب سمعنا احنا الاتنين صوت اختك وهى بتصرخ جرينا عليها لقيناها سايبه الطفل على السرير وبقه متعاص دم وهى فى دم على صدرها وحوالين رقبتها ومتكومه فى ركن الاوضه قربنا منها
" فى ايه يابنتى ايه عورك كده "
بدءت تصرخ وتصوت وقامت تخبط فى كل حاجه فى الاوضه بدءت امنعها تروح ناحية السرير الطفل بيعيط وهى بتمد اديها ناحيته ربنا سهل والقسم كله انقلب علينا كده شالو الطفل ودخلوه الاوضه التانية بعد مامسحو بقه من الدم واتكتروا على اختك ينيموها فى السرير عشان يدوها مهدىء "
قولت لجوز اختى تعالا نساءل على الممرضة اللى فاقده الوعى روحنا على قسم التمريض لقينا تلاته اواربع ممرضات ملفوفين حوالين كرسى قاعده عليه ست فى سن الاربعين كده قولتلها
"انا اخو الحاله اللى كنتى راحه تجيبى لهم الطفل ايه اللى حصل بالظبط "
الستات اللى حواليها بدؤ يمصمصوا شفايفهم وواحده منهم بصتلى وواحد انها العوق اللى فيهم
" ماتهدوا عليها ياستاذ ده لسه يدوب قامت تاخد نفسها "
فهمت انها يعنى محتاجه رشه جريئة طلعت خمسينايه وقولتلها هاتوا حاجه ساقعه لها ولكوا على ما اتكلم معاها شوية
قربت منها وقولتلها
" ها شوفتى ايه خوفك كده "
خدت نفس واستجمعت قوتى عشان تقدر تحكى كل اللى فكراه وقالتلى
"اول ما خرجت من اوضة اختك عشان اجيب لها المولود فتحت باب الاوضة بشويش عشان لو كان نايم ميتزعجش ويعيط وانا كنت منيماه تحت لنده الكهربا انت عارف عشان الصفرا وكده ببص من فتحت الباب اللى وربته لقيت الاوضة مضلمه على الاخر ومكان سرير الولد فاضى برفع عينى لفوق ناحية الحيطه لقيت ظل كاسر على شكل ست شعرها كتير اوى وماسكه الطفل بين ايديها وبترفعه لوشها والطفل بيفتح بقه وخرج منه لسان طويل زى التعبان الملول وبدء يلمس بيه وش الظل ده انا ركبى سابت وبقيت اقول فى نفسى ادخل ولا امشى المهم زقيت الباب بعنف لحد ماخبط فى الحيطه اللى وراه وفى لحظة كنت حاطه ايدى على زرار الكهربا وضغط عليه لقيت الست دى ومعاها الطفل متشعليقين على السقف وبصتلى بصة مرعبة تخوف وعنيها طلعت شرار خلت جسمى قشعر لوحدى وانا واقفه وسابت الطفل من ايديها لكنه موقعش كان متعلق ولقيتها بتجرى على السقف كانها بتمشى وقربت وشها من وشى وصرخت انا مدرتش بعد كده بحاجه غير وانا هنا وزمايلى بيفوقونى "
يادوب خلصت كلمها وطلعت انا وجوز اختى فوق تانى لقسم الولاده لقيت ماما واقفه على السلم وبصت لجوز اختى وقالتله
" روح انت شكلك تعبان احنا اول ما تفوق هناخدها ونروح على البيت عشان هى مش هتقدر تراعيه لوحدها بظروفها دى "
جوز اختى
" قالها ماشى ياطنط ولما توصلو البيت كلمونى وطمنونى وبصلى وقالى
" احتمال ارن عليك قبل ما الدنيا تليل "
ماما قالتلى اول ما مشى
" هديك رقم ترن عليه وتقوله ماما قالتلى اكلمك وتودينى لبيت الشيخ ابو النذور وتروح معاه للشيخ وتقوله ان اختك ولدت وحصل اللى كنا خايفين منه متسبهوش غير وانت جايبه بايدك فاهم ولا لاء"
هزيت دماغى واخدت منها الورقةواتصلت بالراجل اللى قالى
" نص ساعه واجيلك قدام المستشفى"
قولتلو تمام
فى نفس الوقت جوز اختى روح على البيت وطلع رقم امه وقالها
" كنت عايز نروح سوا للشيخة اعتماد ضرورى دلوقتى "
امه " قالتله خير " وسكتت كده وقالت له " هى مراتك ولدت " اومال مقولتليش ليه" قالها مش وقته ياماما هاعدى عليكى ونروح سوا لها ضرورى عشان ناخدها معانا فى مشوار "
الى اللقاء والحلقة الاخيرة غدا
وياترى ابو الندور واعتماد هيعملوا ايه فى المشكله دى