المبدول 4 النهاية
انا وصلت لبيت الشيخ ابو النذور وحكيت له كل اللى بيحصل مع اختى وجوزها والمولود وقالى بينا نروح لها حالا ودخل جاب شوية حاجات من عنده وجه وركبنا التاكسى اللى وصلنى له وطلعنا على المستشفى ولسة هندخل من الباب لمحت جوز اختى ووالدته ومعاهم ست غريبة مكنتش اعرفها ولا اعرف انها اسمها اعتماد بس الشيخ ابو النذور اول ماشافها جرى من جنب منى ووطا على ايديها يبوسها كنت انا لحقته ولقيتها بتبص له فى عنيه وهو بيبصلها وكانهم صنمين واقفين قصاد بعض ةاتلفتت لجوز اختى وقالتله
" لما الشيخ ابو النذور مراتك متابعه معاه تعبتنى وجبتنى ليه "
جوز اختى بلم ووشه احمر قومت قايلها
" مكنش يعرف ده ماما اللى راحت بيها له من وراه "
الشيخ ابتسم وقالها
" شكل الموضوع كبير وربك رايد نكون سوا فيه "
قالتله "على البركه "
طلعنا للدور اللى اختى وابنها راقدين فيه كل واحد فى غرفة ولقيت ماما بتقفل باب اوضتها وبتحط صباعها عند بوقها وبتقوللى
" يادوب لسه نايمه " اخدت بالها ان الشيخ ابو النذور عند السلم وراحت سيبانى وجريت عليه
" شوفت اللى حصل للبنت ياعم الشيخ "
الشيخ ابتسم وقالها هنحلها باذن الله انا والشيخة اعتماد اللى كانت واقفه على بسطه السلم هى وجوز اختى ووالدته نزلت ماما سلمت عليهم وعلى والدته
الشيخة اعتماد بصت لماما وقالتلها
" تتصرفوا دلوقتى وتخرجوها من هنا هى والمولود ونطلع كلنا على المقابر "
ماما فتحت بقها بشهقه
" مقابر "
الست كانها مسمعتهاش هنستنى تحت على ما تجبوهم وشاورت للشيخ ابو النذور
نزلت على الادارة وطلبت منهم يكتبوا على خروج لاختى وماما دخلت تفوقها وتلم حاجتها وانا قبلتهم على الباب اسندها وماما دخلت جاب المولود ملفوف وشايلاه على اديها وجوزها شال معانا الحاجات ونزلنا ركبنا تاكس وهما ركبوا تاكس وكان الوقت قرب على اذان المغرب والمقابر يدوب على وشك انها تتضلم نزلنا كلنا والشيخ قال لماما
" اديها الطفل "
ماما قالت
" بس اصلها تعبانه واللى مش هتقدر تعمله اعمله "
الشيخ قالها
" ضرورى امه اللى تشيله وتعمل المطلوب "
ماما اديتها الطفل والشيخ قال محدش فيكم يجى ورانا مشى هو واختى والشيخه اعتماد وبس فى شارع المقابر وعند النص كده دخلوا شارع جانبى والشيخ قالها هتحضنى المولود جامد وتروحى وتيجى بيه سبع مرات وكل مره تخطى عتبه تربه من الترب دى هتقولى
" ادونا ابننا وخدوا ابنكم لا تؤذونا ولا ناءذيكم "
اختى كانت بتمشى وتعدى بين الترب دى وهى بتقول اللى حفظوا لها الشيخ وبعد ما خلصت المطلوب الشيخ قالها عند اخر تربة فى الصف تحطيه على الارض ومتتلفتيش وراكى وتجيلنا اختى حطته على الارض ومشيت بسرعه ليهم واخدوها وسابوا الشارع كله ورجعوا للشارع الرئيسى عشان يجولنا فى مكنا قدام المقابر
الشيخه اعتماد قالت
" تعدى العشا ونروح للشارع هيكون الطفل اتبدل ورجع طفلكم "
الانتظار فى الوقت ده كان صعب على الكل فالشيخ قال نذكر ربنا ونصلى المغرب جماعه فى زاويا قدام المقابر وفعلا دخلنا واتوضينا عشان نصلى اول ما الشيخ قال الله اكبر صوت صريخ جاى من قلب المقابر صريخ طفل صغير وعياطه يشق القلب انا اتهزيت وجوز اختى سابنا وجرى على الباب لقا اختى بتزق امى وحماتها وبتحاول تجرى للشارع اللى فيه المقابر والشيخة اعتماد واقفه قدمها وبتقولها
" اتحملى ده شغل جان عايزنك ترقى وتاخدى ابنهم "
اختى كانت بتعيط وتصرخ وتلطم وكلنا سبنا الصلاه وروحنا عليها نهديها والشيخ ابو النذور جاب ازازة ميه وبدء يقرا عليها ويرش على وشها وحواليها منظرها كان صعب اوى والوقت بيعدى بالثانية ولحد ما سمعنا اذان العشا جهزنا اننا ندخل المقابر اللى كانت بقت ضلمه كحل يدوب شايفين بعضنا بالعافية الشيخ قال
" محدش هيروح غير الام هي اللى هتروح لوحدها وتجيبه "
قولتلو
" طب ما اروح معاها واستناها بره حتى "
قال
" لا "
قعد الشيخ يهدى فى اختى ويقولها كلام مريح وان المقابر مفيهاش شيء يخوف دوول اموات مفيش حاجه تخوف وانتى ربنا مختارك للابتلاء ده قومى واثبتى لربنا انك قد كل حاجه تحصل ومتخافيش من شىء غير ربنا وبس وامشى وانتى مبتقوليش غير كلمه يارب اختى هديت من كلامه واتشجعت وبدءت تتحرك خطوة خطوة جوه الشارع وكلنا بصيين عليها وهى كمان كل شويه تتلفت لحد ما اختفت خالص بدءنا نبص جامد على الشارع مش جايه والوقت مقلق اتاخرت حتى لو ماشية خطوة بخطوة القلق خلانا نتحرك لجوه الشارع اكتر لحد مابقينا قريبين من الشارع الجانبى سمعنا اختى بتصرخ بعزم مافيها مع صوت طفل بيبكى متداخل مع صرختها جرينا كلنا عشان نوصل لها فى اخر الشارع ده ونلاقيها مرميه على الارض فاقده الوعى والطفل ملفوف فى نفس القماش لكن اتبدل فعلا مش هو اللى كان فى المستشفى لكنه بردو مشوه مش ابنهم طفل دماغه اضخم لكنها حمرا زى الدم كلها حمرا وعنيه واسعه ومفتوحه على عكس العيال اللى بتبقي لسه مولوده وعنده سنتين زى الانياب كده فوق وتحت وبعيط بضحك بوقه مفتوح وبيعيط بدون اى دمعه وبيخبط برجله فى الارض جامد اللى من كتر تخبيطه القماشة بعدت شويه عشان نكتشف ان تحت رجليه ديل تخين وقصير شيلنا اختى وخرجنا بيها والشيخ ابو النذور والشيخة اعتماد ماسبوش الطفل ولكن الشيخ مسكنى من دراعى وقالى
" ودى اختك وسيبها معاهم وتعالى "
لما رجعت له قالى "
كده مقدمناش غير حل واحد "
قولتله " ايه هو "
" قال محتاجين واحد من دمه يكون عنده عزيمه هنشوف مقبره هنا مندفنش فيها حد من سنه وهيدخل المقبره ومعاه الطفل وهيقعد فيها معاه ساعه الجن هيبدله بابنكم ولو مبدلهوش هيبقي الحل ان الجنية تتقتل "
قولتلو
" ابوه يدخل "
قالى " انت شايف كلهم اعصابهم بايظه و "
قولتلو
" متكملش بس متقولش لماما او حد انى هاعمل كده "
قالى الشيخة اعتماد هتديك ازازة اول ما الجنية تظهرلك تفضيها عليها وباذن الله يترد لكو ابنكم "
انا معرفش جسمى اترعش ليه وانا باخد منها الازازة واحطها فى جيبى وشيلت الطفل ازاى اللى انا مش طايق منظره ومشيت وراهم لحد ماروحنا عند تربة بعيده بابها مقفول والشيخ طلع مفتحها من جيبه وفتح الباب وقالى
" القبور لها حرمتها هتدخلها بضهرك وتقول السلام عليكم ديار قوم مؤمنين انتم السابقون ونحن باذن الله بكم لاحقون "
ومدوسش على عضم كل اللى هتعمله تحط الطفل فى نص المقبرة وتقعد ظهرك للباب وتغمض على اد ماتقدر وتذكر الله وحبيبك النبى بقلبك ولسانك وربنا يعينك "
بدات اعمل زى ماطلب منى ودخلت بضهرى وانا شايل الواد وحطيته فى النص والشيخ قفل الباب عليه لزقت ظهرى فى الباب وغمضت وانا معرفش لقتنى بادمع من ظلمه القبر وضيق المكان ياه هى النهاية كده مخيفة الدموع فى عينى بتزيد وبدات تطلع منى اهات كنت كاتمها سنين حستنى باشوفنى وانا صغير مواقف عمرى كلها قدامى والطفل بدء يطلع منه صوت انيين مش بكا على الصوت ده فتحت عينى عشان ابص عليه الاقي الطفل مرفوع عن الارض وحواليه نار منورة المقبره وهو اول ما فتحت عينى بصلى وعنيه بقت لبره اكتر وفتح بوقه لقيت حاجه سودا طويله بتخرج منه وبتلف على بعضها زى الحبل وجايه فى اتجاهى بقيت اعيط واقول يارب يارب يارب وهو لسه بيبرق لى لقيته سحب الحاجه السودا ونزل للارض والنار اللى حواليه بتتجمع كلها كتله واحده ووظهر فيها وش ازرق فى اسود زى اللى مرسوم بالرصاص ست وشها فظيع شفايفها غليظه وبتضحك بهستريا زى المجانيين وبيطلع منها صوت
" رموك هنا عشان تموت "
"هتموووت هنا هتموووت هنا "
قعدت اتلجلج وجسمى يترعش حستنى باعرق واصرخ واعمل كل حاجه كانى فعلا الموت بياخدنى روحى مسحوبه ومش قادر انطق حتى واول الشهادتين دى اللى كانت على بالى وقتها والكتله اللى الست دى ظهرها فيها بدات تقرب اكتر من وشى وتقول
" هتموت دلوقتى وتجيلى جهنم هاشويك فيها "
انا معرفش ايدى وانا باترعش جت على جيبى وافتكرت الازازة بتاعت الشيخه اعتماد حطيت ايدى عليها وطلعتها ايدى مش متحكم فيها تمسكها كويس لقتنى مش قادر افتح الغطا من كتر الرعشه اللى فى جسمى شديتها بسنانى لفوق وبدات ارشها فى قلب النار للحظه حستها ولا ليها اثر الست زى ماهى بتضحك وتصرخ وتقولى
" بردو هتموت "
ومره واحده سكتت والنار بدات تنطفى وشكل الست بقى زى الازاز اللى بيتكسر حتت بتنزل على الارض قدامى لكنها حتت نار مولعه فعلا خدودها بتسيح وشفايفها وعنيها ونار حقيقية فى المقبره بدات اخبط على الباب بكل عزمى
" افتحوا هاموت خلاص مش قادر افتحوا "
حسيت بالباب بيتزق واتفتح لسه هاسحب نفسي لبره لقيت الشيخ بيقولى
" هات الواد معاك "
مديت ايدى ناحيه البافته القماش بتاعتها اشدها لقتها مسكت فيها النار اتعزمت اكتر على اعصابى وشديت ايدى اكتر لقدام لقتنى باشد الطفل من رجله اللى كانت صغيره عن الاول قربت اكتر وشلته من وسط القماشه زحف على ركبى ومديت ايدى بيه للشيخ وبعدها مديت ايدى له واول ما خرجت من الباب اترميت من التعب والعياط فقدت اعصابى ونفسي بقى طالع نازل حستنى هروح فى غيبوبه وبافقد الوعى لكن قبل ما اغيب عن الوعى سمعت الشيخه اعتماد بتقول
" ماشاء الله تبارك الله احسن الخالقين "
الحمد لله عدى اسبوع على رجوع الولد اللى انا خاله شبه امه وابوه وشبهى شبهنا كلنا ده مؤقتا لحد مايكبر لكن المهم عندى انى عملت فيه اكبر خدمه فى حياته وافقت بعد محيلات كتير انه يبقي اسمه على اسمى عمر "