اجتمعت الفتيات..نوران وضحى وبدور.. حول تلك المائدة المعتادة فى مطعمهم المفضل والذى يتقابلن فيه فى ذلك الوقت من كل أسبوع..ليرين بعضهم البعض ويتبادلن أخبارهن كعادتهن معا منذ أول يوم تعارفن فيه فى تلك الجامعة والتى شهدت لقائهن الأول..لتتطور علاقتهن بعد ذلك ويصبحن أكثر من أخوات.. خاصة وان كل واحدة منهن وحيدة والديها وليس لديها إخوة او أخوات
ابتسمت ضحى قائلة:
وحشتونى أوى يابنات..حاسة ان فات كتير أوى من آخر مرة شفتكوا فيهابادلتها بدور ابتسامتها قائلة:
انتى كمان وحشتينا أوى ياضحى..مش كدة يانؤنؤ؟نظرت الفتيات الى نوران ليجداها شاردة..تبادلا النظر الى بعضهما البعض بقلق..فشرودها فى الآونة الأخيرة أصبح عادة لديها..عادة تقلقهما وبشدة فشرودها لطالما ارتبط بذلك المدعو سليم..وهذا شئ يرفضانه وبشدة..لتقول ضحى بصوت يشوبه القلق:
نوران..روحتى فين يابنتى ..احنا بنكلمك؟أفاقت نوران من شرودها على نداء ضحى باسمها لتنظر الى الفتاتين تتأمل ملامحهما الجميلة..لترجع مجددا الى شرودها تتذكر ذلك اليوم الأول لها بالجامعة..يوم تعرفت فيه عليهما.. لفت انتباهها تواضعهما رغم كل ما يملكانه من مال وجمال..على عكس ابنة عمتها نور التى تنفر منها لغرورها وتكبرها..
تأملت ضحى ذات العيون الخضراء الواسعة..ابنة رجل الأعمال المعروف والتى تزوجت ابن عمها شهاب الذى تولى رئاسة شركة العائلة بعد وفاة عمه وأبيه..و بعد أن عاشت معه قصة حب رائعة..كانتا نوران وبدور شاهدتين على تتويجها بالزواج وانجاب ذلك الطفل الرائع تيم..لتنقل نظراتها الى بدور..ذات الجمال الرقيق الهادئ والشخصية الرقيقة..ابنة ذلك الدكتور الجامعى المشهور والتى أحبت ابنة عمها و تحدت أهلها وصممت على الزواج منه..نزار..ذلك الشاب المستهتر بنظرهم..ليكون لها ما أرادت رغم اعتراض الجميع.. حتى نوران التى حاولت اثناءها عن تلك الزيجة.. لم تنجح أيضا فى مسعاها..لتتمسك بدور به وتتزوجه ..ليقاطعها والديها ويسافران بعيدا..تاركين اياها لقرارها تتحمل مسئوليته وحدها..لتظهر نتائجه على وجهها فى كل مرة تقابلهما.. لتتأكد نوران من صواب نظرتها لذلك النزار وهى ترى انطفاء ملامح بدور الرقيقة والحزن الذى يظهر بعينيها رغم محاولاتها الدائمة بأن تخفيه عنهما ولكنها تفشل دائما فملامحها الشفافة دائما ما تعكس مشاعرها..
أفاقت على صوت بدور وهى تقول بإلحاح:
يانوران..انتى بجد قلقتينا عليكى..سرحانة فى ايه بس؟حاولت نوران أن ترسم ابتسامة صغيرة على شفتيها ولكنها لم تنجح..لتقول بتوتر:
أنا..أنا أخدت قرار ومحتاجالكوا تساندونى فيه..بس لازم تعرفوا انى هنفذه حتى لو عارضتونىنظرت بدور الى ضحى بقلق لتبادلها ضحى تلك النظرات..ليعودا بنظرهما الى نوران ..قالت ضحى بقلق:
قرار ايه اللى انتى مصممة عليه بالشكل ده؟
أنت تقرأ
حب أعمى
Romanceثلاثة صديقات جمعتهن مشاعر أسمى من الصداقة....يقعن جميعا أسيرات للحب..ذلك الحب الذى أعمى عيونهن عن رؤية مواطن أخطائهن..لتتفاقم تلك الأخطاء وتجعلهن يفتحن أعينهن ليدركن أن الحب الحقيقى يجعل القلوب ترى ما عجزت عن رؤيته العيون..فهل يصلحن أخطائهن فى الحب...