1- اتجاه واحد

487 32 46
                                    

في منتصف الليل، في ذلك الحي الهادئ الذي لا يُنيرُه سوى تلك الاعمدة خفيفة الإضاءة، كانوا يركضون من تلك السيارة المُصفحة التي تطاردهم، لم يكن لديهم خيارٌ آخر للهرب من تلك السيارة سوى الأختفاء في أحد المنازل المظلمة، ولكن لم يعرفوا كيف سيفعلون ذلك فجميع من في الحي نيام،

أقترح أحدهم أن يدخلوا الى أحد الأزقة ثم يركضون الى اول منزل يقابلهم ويدخلون اليه، اتبعوا اقتراحه وركضوا الى زقاق مظلم ثم خرجوا منه متجهين الى ذلك المنزل الفاخر عابرين بوابته التى اتضح انها دون حراسة وذلك غريب لمنزل كهذا، أتجه أحدهم الى الباب وطرقه بقوة وفزع، عندما سمعوا صوت الباب يُفتح دخلوا الى المنزل مُسرعين واغلقوا الباب خلفهم ثم التفتوا الى تلك الفتاة التى يُحيطُها احدهم بيديه كاتماً لصوتها ناظراً لعيناها
وهي على عكس المتوقع لم يكن هناك رد فعل منها سوى..... الاستغراب.

ابتلعوا ريقهم بسبب مظهرها فلقد كانت ذات عينان بزُرقة السماء لشدة صفاءهما كانتا تلمعان، شعرٌ اشقر طويل حد القدمين، بشرة سمراء لامعة، ذات قوام ممشوق ومثير، جمالها خطف انفاسهم دون رحمة

حمحمت ونظرت ليديه الموضوعة على فمها وكتفت ذراعيها اسفل صدرها ببرود
حمحم بإحراج وازال يده بهدوء وهو لازال ينظر لعينيها وقبل ان تتكلم هي همس بتوتر " لا داعى للصراخ وطلب النجدة، نحن نعتذر على اقتحام منزلكِ ولكننا كنا... "
قاطعته بوضع يدها امامه قائلة بهدوء " واقعين بمشكلة وهناك من يُطاردكم، اعلم ذلك، لذلك ليس هنالك داعى للاعتذار يمكنكم البقاء متى ما شئتم ولكنني لدي شروط على بقاءكم "

صمتت منتظرة من احدهم التحدث ولكنهم كانوا مشغولين بشئٍ آخر، ذلك الصوت الملائكي والطفولي الذي خرج من تلك الملاك الواقف امامهم بملامحها البريئة واللطيفة وتلك الشفتين الكريزيتين، حمحمت مرة اخرى بخجل جعل وجنتيها يكسوها الاحمرار قليلاً، حسناً فليخبرها احدهم انها هكذا تقتلهم

قالت بنفس هدوءها "هل قررتم إعطائي كامل تركيزكم ام اعجبكم ما ترونه" ، اجابها احدهم ذو شعرٌ اشقر وعينان زرقاء " صدقيني انتِ اجمل ما رأته عيناي، هل يمكنني أخذ صورةً لكِ؟، ارجوكِ ارجوكِ "

تنهدت مُخفضة رأسها ثم نظرت لهم قائلة "ممنوع التقاط الصور في منزلي وهذا احد شروطي"
اجابها ذو العينان العسلية والشعر الفحمي الذي كان يضع يده علي فمها "وما هي باقي شروطكِ تلك ؟ "

نظرت له مطولاً ثم اجابت ببرود "ثاني شروطي هو ممنوع الصراخ او الصوت العالي فأنا اتضرر من كلاهما، كما انه ممنوع التحدث عن ما سترونه داخل المنزل اياً كان فذلك قد يؤذيني ايضاً، رابع شروطي هو كل ما تعرفوه عني يظل سراً وإلا... صدقوني ما سيحدث لن يكون لطيفاً ابداً، كما انه ممنوع الزوار داخل منزلي، هل هذا واضح؟ "

اجابها ساخراً "ولماذا تتوقعين منا اتباع شروطكِ؟ "
اجابته ببرود وهدوء مبتسمة ابتسامة اخترقت قلبه "لأنكم في منزلي "

تحركت من جانبه ولكنه اوقفها قائلاً ببرود "ألا تعرفين من نحن؟ "
التفتت له بهدوء واجابت بنفس نبرته "آه نعم فرقة اتجاه واحد ياله من شرف " ثم تركتهم منصدمين يتهامسون فيما بينهم على تلك الغريبة التى تعرفهم ولا تُجن عليهم

اتجه نايل الى مكانها والذى اتضح انه المطبخ ووجدها تصنع شيئاً ما، وقف بجانبها ينظر الى ما تصنعه بفضول، لمعت عيناه وصرخ بحماس لما وجده، فزعت هي من صراخه وابتعدت عنه لتقف في نهاية المطبخ تضم جسدها وهمست لاهثة "ألم اقل لك لا للصراخ او الصوت العالي ام يجب ان اتحدث بالأيرلندية لكى تفهم؟ "

نظر لها قلقاً وقال "هل انتِ بخير؟ "، حاول الاقتراب منها ولكنها ابتعدت عنه وهمست " لا تقترب، ابقي بعيداً عني خيراً لك نايل " ابتعد عنها تحت انظارهم الفضولية والقلقة، توجه لها زين مقترباً منها لحدٍ كبير بينما كانت تبتعد الى ان التصقت بالجدار ثم همس "ماذا هل القطة خائفة؟ "

تصنم مكانه حينما شعر بذلك الشئ الحديدي على معدته ليبتلع ريقه بخوف محافظاً على ملامحه الباردة، رفعت رأسها ناظره له ببرود وهمست "صدقني انا اخطر ممن كانوا يطاردوكم لذلك حاول ان لا تثير غضبي لانني لن اتردد لحظة في قتلك، اتفقنا زين؟ "

ابتعد عنها منصدماً ثم قال خافضاً رأسه "اعتذر" ثم اتجه اليهم، اعتدلت في وقفتها وقالت بهدوء "اتمنى ان تتبعوا تعليماتي حتى تكونوا بخير، والآن هل لكم ان تجلسوا لتأكلوا ام تريدون ان يلتهم نايل الفطائر المحلاة وحده "

توجه نظرهم ناحية نايل الذي انهى نصف الفطائر بالفعل وكان على وشك ان يأكل النصف الآخر، ركض لوى ناحيته وأخذ الفطائر من امامه تاركاً اياه عابساً وقبل ان يصرخ اوقفه زين قائلاً بهدوء "لا تصرخ نايل" ثم وجه نظره ناحيتها ليراها ابتسمت له بأمتنان ثم التفتت لتعد فطائر اخرى لنايل

⚫⚫⚫⚫

سألها هارى اثناء تناولهم للفطائر وتدخينها للسجائر "لم تخبرينا ما اسمكِ "
قالت بشرود "وهل تحتاج لمعرفة اسمي؟ " اجابها زين بتعجب "هل اسمكِ سراً ايضاً؟ "
اومأت بشرود فقال " لن نخبر احداً عنه نعدُكِ " فتنهدت قائلة "ميليسا.... ميليسا فيادل "

⚫⚫⚫⚫

رأيكم؟
توقعاتكم؟
اكمل ولا لا؟

1D IN MY HOUSE !!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن