لطالما كنتَ حلماً جميلاً في نظري.. لكنني استيقظت أخيراً و أدركت أنك تلاشيت تماماً..اختفت ملامحك من أي شيء كان يحتويك.. من أي شيء كنتُ أحبه لأجلك.. الآن أدركت أنك ما عدت هناك حيث كنا نتبادل الكلمات.. ما عدت بأي مكان حولي.. حتى إنك لم تعد تحضر في ذهني كلما نظرت لنفسي في المرآة.. كلما تحسستُ يدي التي كنتَ تمسكها بقوة و تعدني أنك ستبقى هنا..أو كلما مررت بطريق قد سلكناه معاً..كلما سمعت لحناً عهدت أن أستمع إليه مستندةً إلى كتفك.. لكن لا شيء الآن لأقوله لك سوا وداعاً.. لن أقول إلى اللقاء كما عهدتَ مني لأنني لا أريد أن ألقاك.. وداعاً إلى الأبد..وداعاً إلى ذاك الوقت الذي أجلس فيه مع أحفادي أخبرهم حكايتنا.. إلى ذاك الوقت الذي أتأمل فيه صورنا دون أن يحدث أي شيء في قلبي..إلى ذاك الوقت الذي تجلس فيه و أنت تفكر فيما فعلته بقلب أنثى أعطتك كل ما حلمتَ به يوماً و لم تحلم..أعطتك كل شيء كان بوسعها أن تعطيه.. أنثى كانت ترى العالم من عينيك.. لكنها فجأةً تحولت لكابوس يزورك كل ليلة.. يذكركُ بجريمة قد ارتكبتها عن عمد و عن سابق تخطيط و إصرار.. كان قلب تلك الأنثى هو أول ضحايا تلكَ الجريمة.. القانون و القضاء و حقوق الإنسان جميعاً لا تنص على أي عقوبة لتلك الجريمة.. لكنها لا تريد الانتقام.. يكفي أن تترك في قلبك أثراً لا يمحوه الزمان.. وداعاً لك و لقلبك.. وداعاً لملامحك التي لا أريد أن أراها بعد اليوم.. وداعاً..