وَجْدْ

9 0 0
                                    

تركتُ تلك الرسالة معلَّقة في مسودة بريدي و رشفت آخر جرعة من كوب قهوتي الباردة كَ برودة مشاعري الآن.. حاول مراراً و تكراراً أن يتكلم معي لكنني رفضت.. حاول أن يوضح لي ما حدث.. لكنني أبيتُ الاستماع.. كيف لي أن أستمع لصوتٍ كرهت صاحبه.. كرهت كل ما يذكرني به.. كرهت الحياة التي كان يعنيها لي.. و كرهت الهواء الذي كنت أتنفسه لأجله.. لم يكن عندي أي قوة لأواجهه.. استنفذ كل قواي و رحل.. ليس ذنبه وحده.. إنه خطأ الجميع.. حتى إنه ذنبي أيضاً.. ما كان عليَّ أن أثق بأحد.. ما كان عليَّ أن أخرس ضميري الذي ظلَّ يؤنبني و يحذرني من التقرّب منه.. ما كان عليَّ أن أصمَّ آذاني أمام من أخبرني أن ما أفعله إثم سيعاقبني الله عليه.. و أظن أنَّ كل ما حدث بسبب خطيئتي.. بل و متأكدة أنَّ عقدة الذنب ستبقى تلاحقني حتى ألقى حتفي.. حتى يفنى جسدي الضئيل.. و

..و كالعادة يقطع أفكاري صوتٌ يناديني لتناول الطعام، أنزل الدرج مترنحةً كمن خرج من دوامة للتو..
- وجُّوود _مشددة على الجيم_عزيزتي أما زلتِ تفكرين بالموضوع.. هيا أزيحي الهم عن قلبك.. تعالي لنأكل.. و هل يوجد أجمل من الطعام الذي تصنعه يداي..
حاولت مجاراتها و إطلاق ضحكة خفيفة سرعان ما تحولت لدموع متجمعة تستعد للسقوط، مسحتها بسرعة و أخذت مكاني على الكرسي العتيق الخشبي الذي يصدر صوتاً كلما تحركت..
أكلت بضع لقيمات ثم شعرت بالغثيان كما هي العادة بعد كل وجبة طعام، حاولت إرغام نفسي على أكل المزيد لكي لا ينتهي بي الأمر أن أمضي ليلة أخرى متصلة بأجهزة و مصل للتغذية.. لا أدري لِمَ يرغمونني على العيش.. أريد أن أموت و كل شيء يعيدني للحياة..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 29, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عُقدَةُ ذَنْب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن