01

110 14 14
                                    

الموسيقى ؟ ما هي الموسيقى بالنّسبة لي ؟ ربّما حياة ، أمل ، إلهام ، حب ؟ هي شيء لا أستطيع وصفه هي وُلدت معي و ترعرت معي و في كلّ مكانٍ كانت معي كانت رفيقةَ دربي و صديقتي الوحيدة

أتذكرّ عندما إستمعتُ أول مرةٍ لصوت الغيتارةِ بين أنامل أبي ، لقد كانت عالمًا أخر حقا فتلک الأوتار المتراقصةُ بتناغمٍ أثمرت عزيمتي في تعلمِّ العزفِ و كلّ ما يخصّ الموسيقى

أبي رحبّ كثيرا بشغفي و قد كانَ سعيدًا جدا لأنّ حبّ الموسيقى سيتواصل توارثهُ في العائلة فلطالما إشتهرت عائلتنا بشغفها بالموسيقى و توارثت هذا الحبّ إلى الأن

الشيء الوحيد الذي كانَ يعيقُ طريقي لتحقيقِ حلمي هو أمّي ، أمي كانت مُعارضةً و بشدّة لفكرةِ أن أتّبع طريق الموسيقى فهي لطالما خططت لأن أصبح أنا و إخوتي مدراء لشركة العائلة ، فهذا ما يحدثُ بالعائلات المرموقة

إلا أننا خالفنا جميعَ توقعاتها فأخي الكبير قد توجّه فورًا لتحقيق حلمهِ ليصبح قائدًا لوحدةِ قيادة العماليات لقوات حفظِ السّلامِ التابعة لكوريا الجنوبية ، أما أختي الوسطى فقد فرّت هاربةً من بطش أمي باحثةً عن حياة هادئة و منذُ سنتين لم تقم بمراسلتنا ، و بالنّسبة لي فها أنا ذاهبةٌ للإستطلاعِ على نتائج الإختبار الذي إجتزته من أجل القبول في جامعة سيول للموسيقى

نزعت سمّاعتي و أغلقت مظلّتي بينما أصعد درج المعهدِ فنظرا لهطول المطر الذي بدا نادرًا في مثل هذا الفصلِ لم أستطع جلب زلاجتي لذا تمشيتُ بدلا من أن يتم إيصالي

توجهت راكضة نحو أحد الممرات التي عُلقت بها النتائج ، و قد إعترضتني الكثيرُ من الوجوه

بعضُها بدى غير متأثر ربّما لأنه متأكدٌ من نجاحه أو أنه لم يتوقع نجاحه أصلا ، البعض بدى سعيدا لأنه أخيرا سيُحقق حلمهُ و البعض الأخر بدى مستاءا لدرجة البُكاءِ ربّما الحظّ لم يكن حليفه هذه المرّة

أمّا بالنسبة لي فقد كانت مشاعري مشوّشة ، ثقتي بنفسي و بالمدة التي قضيتها في تعلّم الموسيقى لم تكون كافية لمنع الخوف و التوتّر من التسلل إلى قلبي ، برأي لا يوجدُ فرحة تصفُ فرحة النجاحِ لا يهمّ نجاح ماذا فقط النجاح

ذلک الشُعور الذي يجتاحک و تلک السعادة التي تغمرک عندما ترى ثمرة جهدک و نتيجة شغفک إحساس رائع لا وصف له أليس كذالِک ؟ أجل تماما كما شعرت عندما تمّ قبولي بالجامعةِ ، عندما رأيت إسمي و قد كتب أمامهُ مقبول ، لم أجد نفسي إلا و أنا أركض في الشارعِ أحاول إيقاف سيارة أجرى رغبةً في الوصولِ إلى المَنزلِ بأسرع وقت

لم أعلِم كيفَ أو متى وصلتُ ، لم أنتظر حتى ليُفتحَ البابُ الرئيسي لِذا دخلتُ من الباب الخَلفي اللّذي يؤدّي فورًا إلى المطبَخِ ، إرتكبتُ الكثير من الفوضى عِندَ مُروري بهِ و رئيسة الخدمِ كانِت تتوعّد لي للأسفِ أنا أستحقّ

Music's Heaven || جنّة الموسيقىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن