٧

19.5K 440 12
                                    

الفصل السابع
تم عقد القران ..في المنزل وسط زغاريت الأهل… كان صغيراً بعض الاصدقاء المقربين… والعائلة… وذلك بناء على رغبة والد بتول…
دخل عبد الرحمن شقة عمه تتبعه بتول الي كانت كجسد ميت بدون روح… عقلها يلفها في دوامة غريبة بين ليلة وضحاها اصبحت زوجة لعبدالرحمن… مازالت مشاعرها تجاهه مبهمه… جلس عبدالرحمن محاولاً الحديث ،لكن بتول استوقفته قائلة
-متكملش يا عبدالرحمن أنا فاهمة كل حاجه… وعارفة أن بابا أجبرك على الارتباط ده… بس صدقني أول ما يقوم بابا بالسلامة هتكلم معاه وهحاول احلك من الارتباط ده ..
مس شيطاني أصابه… اندفع الدم لرأسه واتقدت عيناه… دائماً وابداً ستظل ،غبية…
لقد جاهد ليعطي نفسه فرصة للبدء من جديد… يطمر الماضي ويأخذ ما منحه له القدر راضياً… لكنها خنقت تلك الفرصة ،ابادتها داخله… وسحقتها بغبائها اللعين… ..ارتدى قناعه الصلب واتشحت نظراته بالبرود ليردف بسخرية لا تخفيها التوائة فمه
-تمام… وفرتي عليا كتير… .
ختم كلماته بنهوضه ،متجاهلاً لها… وحينما أمسك مقبض الباب هتف بمرارة
-تصبحي على خير…
كتمت شهقاتها بباطن كفها حتى وصلت لحجرتها القت بجسدها على الفراش هامسة من بين دموعها
-أنت ضحيت علشاني ..وبتحاول تسعد الكل على حساب نفسك يا عبدو… أنت تستاهل الي أحسن مني… مش هقدر اجي عليك أكتر من كده
وهناك كان هو يتمدد على الفراش واضعاً ذراعه فوق عينيه… فورة من الغضب والألم تشتعل بداخله… تأوهه المكتوم يكاد يشق صدره

مر بجانبها لا يرتدي سوا تيشرت داخلي وبنطال بينما يضع المنشفه على كتفه صنع لنفسه كوباً من الحليب بالشيكولا الذي يعشقه ليتسلل صوت بتول الخجول
-احضرلك فطار…
هز رأسه دون أن يتكلف عناء الرد وغادر يحمل كوبه بيده… دقائق وخرجت بتول على صوت إنغلاق الباب… تنهدت بحزن ثم حملت طعام الفراخ وخرجت تصعد للأعلى…
لمحته يقف يشاهد الفراخ وهي تطير على ما القاه لها أرضاً… وقفت بجانبه ثم انحنت تضع الطعام والمياه فيما هو يراقبها بعيون صاخبه بالمشاعر لكن ملامحه لاتتغير…
لمحت بتول خروج فرخة هاربة فركضت نحوها تحاول اللحاق بها لكنها تعثرت مما جعل الفرخة تسارع فالهرب…
وضع عبدالرحمن الكوب جانبا وذهب ليساعدها بالقبض على تلك الهاربة اللعينة…
انطلاقا خلفها يحاوطنها للقبض عليها وحينما همّ عبدالرحمن بإمساكها قفزت فوقه وخدشت جانب ثغرة تأوه عبدالرحمن بألم… أما بتول فتعثرت حينما قفزت عليها الفرخة ووقعت فوق. عبدالرحمن… اعتدلت بخجل مبتعده… أما الفرخه فاتجهت لمحبسها ودخلت… هتف عبدالرحمن بغيظ
-يا بنت ال…. ديك
تعالت ضحكات بتول ترافقها ضحكات عبدالرحمن على هيئتهم… صمتت بتول تبحث حولها عن شئ لم يتبينه عبدالرحمن… لتنظر لنفسها وترفع طرف حجابها وتقربه من خدش عبدالرحمن وتمسحه الدماء عنه… احتد صراع أنفاسه وهو يستشعر لمساتها… وقربها المهلك لأعصابه طاف على ملامحها الهادئة رفع كفه ومررها على خدها بلهفه وشوق ودقاته الثائرة تعلن تمردها وحنينها .… .رعشة انتابتها لتتوقف كفها على فمه وعيونها تعلقت به… سحب كفها وقبله عدة قبلات وعيونه لا تفارق محياها… تعالت انفاسها وتنهيداتها… ليكن كفه الأخر يمتد خلف رأسها ويقربها منه ببطء… طامعاً في امتلاك تلك الشفتين… .وتجربة ملمسهم المغري… قلبها يرفرف بين اضلعها… .ثانية وتلامست الشفتين… وكليهما على استعداد للغرق في بحور العشق….
صوت صدع بأذنه ومطارق رفض انتابت على عقله
-مينفعش كده يا أمجد ..
تجسدت صورتها أمامه ..فزمجر بجنون وابتعد منتفضاً ودون وعي دفعها فاصطدمت بحائط السور خلفها… .نهض متعثراً متهجماً ،لتنخرط هي في بكاء صامت وحزن يعتصرها…

ثورة عاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن